عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ج-العقيدة الروحية.

ولأننا نتكلم في محور تكوين الشخصية المتفرّع من عنوان رئيس لهذه الندوة "العرب وتحديات المستقبل" فإننا سنأخذ الشخصية العربية "نموذجاً".

أ-الوعي المعرفي: بما أننا حددنا الوعي المعرفي العقلي بعصر التدوين فإن الأمة العربية كانت الشاهد الوحيد على تاريخ التدوين: أو الشاهد الأقدم كما قدمه لنا علم الآثار حتى الآن. كما أنها الشاهد الأهم على عصر القراءة المعرفية التي طرقت بابه. جامعة الشرع والفكر والدعوة إلى العلم.

فأمتنا ترتكز على بيئة ثقافية معرفية تمتد جذورها ستة آلاف سنة /ق. م/ ولا نقول هذا الكلام لأننا أبناء هذه البقعة وورثة، هذه البيئة. لكننا ننقل حقيقة عملية. قال فيها علماء التاريخ وأكدها علم الآثار. يقول أحد الآثاريين الأمريكيين: "تجد كل حجر في سوريا قصة حضارية" ومن تحت هذه الأحجار أهدت الأمة للبشرية قصة الحضارة وأبجدية المعرفة. فهذا جورج سارتون أستاذ تاريخ العلوم بجامعة هارفارد يقول: كان الدارسون يرون أن جذور الحضارة الغربية كانت في اليونان فيما يتعلق بالعلم وباليهود فيما يتعلق بالدين. لكننا نحن الآن نعلم أن اليونان واليهود مدينون بذلك كله للبابليين والمصريين"(16).

وقد أثبتت الدراسات والتنقيبات الأثرية أن إنسان هذه المنطقة هو الذي قدَّم للعالم أول أبجدية لغوية حاملة للفكر وحاضنة له، حافظة لتجارب الإنسان على الأرض/ من أوغاريت إلى إيبلا. كما قدمت أول أبجدية موسيقية وأول أبجدية رياضية يمكن أن تعتبر أبجدية العلم وتتابع الخط المعرفي حتى أصبح واجباً دينياً بعد عصر القراءة المعرفية. حيث بدأ الله الأمر وأكد عليه الرسول الكريم في حديث شريف يعلن فيه صلى الله عليه وسلم براءته المعرفية من أتباعه الذين يركنون إلى الجهل يقول : "ليس منّي إلا عالم أو متعلّم"(17).

ولأن أهم أدوات العلم على الإطلاق اللغة كونها الوعاء الحقيقي للفكر ولأن الفكر الرافد الحقيقي للشخصية وأهم لبنات بنائها فهو يحدد المسار ويوضح معالم الهوية. كان العداء للغة والهجوم عليها عداءً مرجعياً غايته الهوية التي هي أس الوجود.

من هنا نستطيع قراءة شراسة الهجمة على اللغة العربية. بدءاً من سياسة التتريك التي حاولت تهميش اللغة العربية وتحجيم دورها وسياسة الفرنسة اللغوية ومن ثم السلوكية التي مورست في الجزائر والتي حاولت إلغاء اللغة العربية نهائياً بالكتابة التي تتوافق مع اللفظ الأقرب إلى الكتابة العروضية.

وانتهاءً بالدعوات الاستشراقية التي روّجت للكتابة باللغة العامية تارة أو باستبدال الحرف اللاتيني بالحرف العربي تارة أخرى أو بالكتابة التي تتوافق مع اللفظ الأقرب إلى الكتابة العروضية.

ب-التربية الأخلاقية:

المنهج الأخلاقي مطلب إنساني يسعى إليه البشر جميعاً ويساهم في تكون مجتمع متوازن ويميّز الإنسان عن بقية المخلوقات ويسعى إلى غاية أساسها العدل الذي هو شريعة الله. غير أن كل غاية عادلة فاضلة بحاجة إلى ضمير جمعي يحرسها. فمن أين تعلم الإنسان العدل؟ سؤال. أعتقد أن جوابه لا يحتاج إلى كثير من الذكاء. فإذا كان مصدر العدالة الأساسي هو الله.

فإن الإنسان بعد عصر التدوين استطاع أن يصنع تشريعات تكون حارساً على النظم السلوكية. ولما كنا قد اخترنا نموذجاً الشخصية العربية. فإننا سنحاول تلمس موقع هذه الشخصية تربوياً وأخلاقياً.

يقول د. علي شريعي: لو أردنا التعرف على شخصية كبيرة فإن هناك طريقتين:

الأولى: تبحث في آثارها الفكرية والعلمية والأدبية وندرس نظرياتها وكلماتها وكتبها ونحقق فيها.

الثانية: ندرس فيها حياة الشخصية ومن أي عائلة أو أسرة هي: وأين ولدت؟

/ 141