عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

دافع حيوي هام، وضرورة قومية قصوى.

والنقلة النوعية التي أرى أنها ضرورية الآن هي تلك التي تجعلنا نكف عن "لَوْكِ" الشعار ونأخذ بتنفيذه خطوة متواضعة إثر خطوة أخرى متواضعة، بواقعية شديدة الدقة، وبدراسة تامة لوقع الأقطار ومصالحها، وبدراية كافية بكيفية التعامل مع النزوع القطري -في ظل استشراء سطوة الأنظمة وسيطرة الصهيونية والاستعمار الجديد عليها وقمعهما لها والخوف على بعضها منهما -لتصبح هناك رؤية منقذة وآمال مجسدة ومصالح على الأرض وقوة تحمي القطر "البيدق" حتى في معارك تفعيل السيادة التي أخذ يتعلق بها أكثر من تعلقه بسيادة الأمة وكرامتها، تجسيد ذلك في أي خطوة عربية تقرِّب صيغ العمل العربي المشترك، لتجعل ذلك ممكناً ومفيداً وواقعياً ومطلوباً. وأرى أن: ربط أقطار الوطن العربي بشبكة خطوط حديدية، وإنجاز الربط الكهربائي أحد المداخل، وإن السوق العربية المشتركة أحد المداخل، وشبكة المواصلات والاتصالات المتطورة أحد المداخل، وتوحيد المناهج التربوية أحد المداخل، وتسهيل تنقل المواطن العربي في أقطار الوطن العربي بحرية واحترام أحد المداخل، وتشجيع التجارة "البينيَّة" ورأس المال العربي على الاستثمار في الوطن العربي أحد المداخل؛ وكل تلك المواقع يمكن العمل فيها بجدية على أرضية من الاختيار الاستراتيجي والشعور العميق بأنها تشكل بداية خطو في سبل الخلاص ومنافذ الإنقاذ لأمتنا وأقطارنا مما نحن فيه.

وتبقى أرض الثقافة، أرض الفكر، أرض العمل العربي المنطلق من الوجدان المشترك والمصير المشترك والمعبر عنهما، هي التي علينا أن نعززها سواء أكان ذلك في إطار العمل السياسي أو في إطار العمل الثقافي العربيين وسبل الأداء في ميادينهما، لأن الوعي السياسي والثقافة واستلهام الواقع من خلال الالتزام به والانتماء إليه حتى في أسوأ مظاهره وظروفه، هو الذي يشكّل رافعة جدية وحيوية للوضع العربي مستقبلاً؛ كما شكل الوعي والثقافة واستلهام الواقع وإرادة الجماهير، التي أنجزها الفكر القومي وجعلتها الأحزاب القومية تنظيماً واستثمرتها رافعة قومية حققت بها خطوات على طريق الوعي والتحرير والنهضة والوحدة والعدل الاجتماعي، مما يجب أن نذكره ونستقرئه ونستفيد منه ونحن نراجع مسيرة أدائنا لنزداد ثقة وقدرة على الأداء، ولتزداد طرقنا إلى الغد العربي الأفضل نوراً ويسراً ووضوحاً، وندخل في مرحليات عمل وفق خطة وبرنامج يرميان إلى استعادة الإرادة وامتلاك القوة لتحرير الأرض المحتلة وعلى رأسها فلسطين.. كل فلسطين، وصون الأقطار من العدوان، والمصالح من النهب، والسيادة من الهيمنة.

ما من عربي إلا وحلم بالوحدة وتمنَّاها ورأى فيها خلاصاً للأمة مما هي فيه من تخلف وتبعية وضعف، وما من عربي إلا وصُدِم بعدم تحقُّق هذا الحلم، وبانهيار الشعارات التي رُفعت على طريق تحقيقه، أو بإفراغ تلك الشعارات من مضامينها؛ وما من عربي إلا وأصيب بالإحباط وأصبح قلبه مقبرة للأحلام المجهَضَة، التي طالما أُغري بها وسار وراء من زينوها لـه ودعوه إلى التضحية من أجل ولادتها ونموها وسيادتها.

وحين نحصي اليوم مشاريع الوحدة والاتحاد، الثنائية منها والثلاثية، وما زاد على ذلك شكَّل دعوة عامة إلى الأقطار العربية كلها للدخول فيه من تلك المشاريع، نجد الكثير مما ولد ومات، وولد ولم يمت ولكنه حُنِّط منذ الولادة أيضاً، ومما شب عن الطوق فقُتل في شرخ الشباب، ونجد منها ما يزحف بين الحلم والكابوس، ينخره اليأس وانعدام الثقة وأنواع السوس والإحباط الذي رافقه؛ أقول حين نحصي تلك المشاريع نجد أنفسنا أمام حقيقتين كبيرتين، ونتأمل في نتائجهما وفي ما آلت إليهما:

حقيقة أن الحلم العربي بالوحدة أكبر وأقوى من كل الإحباط الذي رافقه، بديل استمرار الحلم والتمرد على الإحباط وعدم الاستسلام لليأس.

2- حقيقة أن التجزئة والقطرية وقوة الجهات العربية والدولية التي تقاوم الوحدة ولا تجد لها مصلحة فيها، مازالت أقوى من قدرة الوحدويين على نشر الوجود والقيادة والسيادة، والاستمرار في دفع صفة عمل وحدوي قائمة وجادة وقوية وفعالة تقدم الأنموذج القدوة وتغري الآخرين باختياره والاقتداء به والانضمام إليه، أو بتمثُّله والتحقُّق من خلاله.

/ 141