بعد كل ما تقدم لنا أن نتساءل هل أن التطور التكنولوجي وثورة المعلومات مسؤولان عن التردي الذي رسمنا بعض خطوطه.؟... إذا كان التواصل بين الأشخاص قد تأثر بالتقدم في مجال الاتصالات وغيرها من منتجات التكنولوجية الحديثة ووسائلها فإن هذا لا ينفي أن تقوم علاقات وثيقة بين الناس من خلال الأحاديث غير المتكلفة وفي تنظيم لقاءاتهم من خلالها. وأن الناس يرغبون في التواصل فمثلاً لو كان باستطاعتهم التسوق مثلاً وشراء حاجياتهم بوساطة الهاتف أو غيره من وسائل الاتصال إلا أ نهم يذهبون بشكل مستمر وشراء حاجياتهم بوساطة الهاتف أو غيره من وسائل الاتصال إلا أنهم يذهبون بشكل مستمر أو متقطع للتسوق في قلب المدن لذلك فإن الأحياء التجارية مستمرة في النمو والناس يتدفقون على المدن الكبرى ويسعى الموظفون إلى إقامة علاقات لا تتأتى إلا من التواجد مع الآخرين. أما الخوف من النمذجة فإنه خوف لا محل لـه لأن الطبيعة البشرية تقادم التماثل وسيظل المكان الذي نعيش فيه لـه الأثر الهائل علينا... وفي الناس نزعة للتحول إلى الأصولية الجغرافية والانتماءات الثقافية. حتى أن الكتاب الذي نعاه الكثير من الكتّاب والمفكرين فإنه يظل يمنحنا الذاكرة والعمق وحسب ـ جول سويلدرو ـ فإن (بيل غيتس) وهو رئيس مجلس إدارة ميكرو سوفت والمرشد الروحي في عالم الحاسب أصدر كتاباً يقيّم فيه ثورة المعلومات بالطريقة التقليدية على الورق مع غلاف مقوى. وإن مبيعات الكتب في أمريكا تصل أرقاماً قياسية وإن التكنولوجيا تستثمر في زيادة الاعتماد على الكلمة المكتوبة التي تظل قراءتها أكثر راحة بكثير من القراءة على الشاشات وهي أسرع منها أيضاً. .