عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ثم أن تكنولوجيا المعلومات وعلى الرغم من كل الاهتمام الذي تحظى به تظل متخلفة إلى حد بعيد عن قوة مخ الإنسان، فحسب تقديرات الباحثين في المخ العادي تزيد بليون (واحد وأمامه 15 صفراً). وصلة عصبية بين خلاياه أكثر من كل المكالمات الهاتفية التي جرت في الولايات المتحدة في العشر سنوات السابقة لعام 1995 .

إن المخاوف من التحدي التكنولوجي مصدرها الفجوة المعرفية بين الدول التي لا يمكن للبلدان الأقل تطوراً من حسرها إلا باتباع طرائق جديدة في تربية النشء وفي الإعلام.

فحقيقة أن المتعلم أو المتلقي بصورة عامة، يمكنه القيام بأنشطة مختلفة بنجاح لا يعني بالضرورة أن يفهم ما قام به. وينطبق هذا على طريقة التعامل مع التكنولوجيا ومع المعلومات. وقد ميَّز (بياجيه) عالم النفس السويسري المشهور بين الإنجاز وفهم ما تم إنجازه، بقوله:

"إن الطفل قادر على أداء أفعال معقدة أداءً ناجحاً، دون أن يعني ذلك أنه بالضرورة يفهم كل المفاهيم المتضمنة في هذا النشاط، ويعزى الانتقال من مستوى الإنجاز إلى مستوى الفهم إلى إدراك الوعي. ويتطلب هذا الانتقال تحويل مخططات الفعل إلى أفكار وعمليات إجرائية". .

فالتربية المطلوبة في عصر المعلومات والتحدي التكنولوجي، التي تستطيع أن تعيد إلى الشخصية توازنها وتجعل المتعلم قادراً على العيش في هذا العصر ومجاراته وأن يكون فاعلاً لا منفعلاً هي التربية التي تجعل من التعليم المتمركز حول المتعلم أهم أسسها وهذا يعني الابتعاد عن التلقين وتقديم الأفكار والمعارف جاهزة، وإنما أن تفسح المجال للمتعلم أن يكتشف ويستدل على المعلومة فيحصل على المعلومة الجديدة من خلال معالجة المشكلات الحقيقية. وهي تربية منفتحة على العصر والتوسع في التعليم المرن والتعليم المستمر والتعليم عن بعد مما يسمح للمتعلم باستمرار تحويل المعلومات إلى معارف شخصية يمكن تطبيقها.

إدراك التربية لمخاطر تعرض الشخصية لوسائل الإعلام المضللة والمعارف المجتزأة تدعونا للدخول إلى العصر لا بتلقي معارفه الجاهزة وتقنياته الناجزة فحسب وإنما استثمارها والإسهام في كشفها وإنتاجها وتقويمها، أي أن يكون إنسان العصر قادراً ـ كما جاء في تقرير اليونسكو (التعليم ذلك الكنز المكنون): تعلم لتعرف ـ تعلم لتعمل ـ تعلم لتكون ـ تعلم لتشارك الآخرين.

ولابد في التربية من الاهتمام بتربية الفكر النقدي وتحريض دافع الانتماء للإفلات من كابوس النمذجة الذي تروجه سياسات العولمة. وأن تتبع طرائق فعالة تتيح للعقول النشطة أن تمتلك وسائل إدارة مستقبلها وهذا يستلزم تخطيطاً يستشرف آفاق المستقبل ويحدد معالمه بما يملكه من معارف وقدرات على المحاكمة والتفكير والتحليل والتركيب والنقد.

ولنتذكر أن العالم اليوم إذ يندفع نحو الثروة وتتحكم فيه الأنانية هو في الوقت نفسه في حالة هوس شديد يتمثل في الاندفاع لاستخراج ذهب الأدمغة هذه المرة بدلاً من ذهب التربة... فلتلحق أو انبطح أرضاً ليدهمك الركب المنطلق لحاقاً وانسحاقاً. .

المشكلات المعقدة التي تجتاح عالم اليوم أثرت وتؤثر على الحياة النفسية للأفراد الذين يواجهون صعوبات في قدراتهم المعرفية والبيولوجية لمتابعة التطور ولحل المشكلات الراهنة فالصفات الوراثية التي يمتلكها الأفراد في مهارات الإدراك الحسي متخصصة في حل المشكلات التي تقع في محيط الفرد وهذا غير ذي جدوى في حل المشكلات فيعوض الإنسان عن محدودية قدراته الحسية بالتفكير المجرد واللغة، وبوساطتها ووساطة العلم والتكنولوجية يمكن للإنسان الامتداد خارج كوننا الصغير ويمكن أنه يتوافق مع ما يسمى بالمجتمع العالمي. فالتربية منوط بها أن تدرب المتعلمين في نطاق استراتيجيات تربوية ليست مما كانت عليه في التعامل مع المتطلبات الخارجية، حتى الخبراء يمكن أن يسيروا في الطريق الخاطئ. لكن هناك أفراد قادرون على تلبية هذه المطالب بالكثير من التفكير والقليل من العمل.

ولجس الفوارق بين الأداء والمناهج والأداء الضعيف فهل التربية قادرة على

/ 141