عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(القدس) التي تتضور أذىً وحسرة؛ وهي تواجه القهر السرطاني الصهيوني.. وإن أثبتت على الدوام أنها عربية الوجه واليد واللسان؛ نورانية الصفاء الديني الذي يضيء الدرب للأجيال... والثانية عالجت ما تمر به الأمة العربية من واقع ثقافي متخلف منكفئ على الذات خوفاً من الآخر؛ أو أنه تابع للغرب يدخل في كل جُحْر سبقه إليه؛ وهو الأغلب... لهذا حملت عنوان "الأمة العربية والغزو الثقافي" وقد صدرت أبحاثها عن اتحاد الكتاب العرب لعام 2001 تحت عنوان (أبحاث الندوة السنوية لجمعية البحوث والدراسات -دمشق /الثلاثاء: 6 /11/ 2001م.

وحينما سعت جمعيتنا إلى وضع تصور للواقع الثقافي للأمة فإنها -وفي ضوء التحديات الكبرى التي تواجهها مستقبلاً -تبنت هذا العام مفهوم الدراسات المستقبلية لاستشراف التحديات التي قد تواجه الأمة في العديد من المجالات، واستباق الزمن لبناء نهضة عربية حضارية طموحة وفاعلة تأخذ من الآخر وتعطيه ما يحتاج إليه؛ فجاء عنوان الندوة (العرب وتحديات المستقبل).

ثم عقدت فعاليات الندوة في مبنى اتحاد الكتاب العرب بالمزة يومي الثلاثاء والأربعاء (8 -9 /10 /2002م) على مدار خمس جلسات في خمسة محاور... وقد أسهم حضور أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد الكتاب العرب وفي طليعتهم الدكتور علي عقلة عرسان؛ وحضور لفيف من رجال الفكر والإعلام والمهتمين بالشأن الثقافي، وحضور أعضاء جمعية البحوث والدراسات.. نقول: فقد أسهم الحضور المشار إليه بالحوار الجاد والمثمر الذي استمر بحيوية وفعّاليةعلى مدار الجلسات كلها، فكان لـه أكبر الأثر في إثراء الندوة الفكرية.. ومن ثم نجاحها حضوراً ومناقشة.

وكان مقرر الجمعية الأستاذ الدكتور حسين جمعة قد ألقى كلمة الافتتاح الساعة الحادية عشرة من صباح الثلاثاء (8 /10/ 2002م) ثم أدار جلسات اليوم نفسه؛ وتمثلت بالجلسة الأولى الصباحية، والثانية المسائية.. بينما أدار أمين سر الجمعية الباحث الأستاذ الأرقم الزعبي جلسات اليوم الثاني (الأربعاء 9 /10/ 2002م) بواقع ثلاث جلسات، جلستين صباحيتين وجلسة مسائية..

وقد اشتملت الندوة على خمسة محاور ألقي فيها عدد طيب من الأبحاث الجادة التي تقدم فوائد كبيرة للقارئ العربي، وتثير ذهنه على الحقيقة الناصعة التي غفل عنها كثير من الناس؛ فضلاً عن كلمة الافتتاح التي اشتملها هذا التقديم؛ وهي موزعة وفق ما يلي:

المحور الأول (التحدي السياسي)؛ وخُصص لـه الجلسة الأولى الصباحية ليوم الثلاثاء؛ وقد تفضل الأستاذ الدكتور علي عقلة عرسان رئيس اتحاد الكتاب العرب بإلقاء خلاصة عن بحثه القيم والمثير الذي حمل عنوان "مستقبل الدولة القطرية"... وأوضح أن الجرح النازف من أوصال الجسد العربي الممزق لا يوحي بالبُرْءِ والشفاء؛ لأن العرب لم يستطيعوا حتى الساعة أن يهزموا عوامل القهر والتجزئة من نفوسهم؛ بل ربما زادت عند بعض الكيانات لأنها تحقق مصالحهم الضيقة والأنانية..

ومن ثم تقاطعت مداخلة الأستاذ الباحث حسين العودات والأستاذ عدنان عويَّد في كثير من الآراء مع البحث السابق، كما قدّمت جملة من الآراء الأخرى... أما المشاركون فقد أثارهم الموضوع وتميز الأفكار المنثورة أمامهم مما جعلهم يتفاعلون مع الباحث مناقشة مستفيضة يقلّبون معه أوراق الكيانات القطرية ومدى نجاعة كل كيان في تحقيق النهضة الشاملة للأمة.

المحور الثاني: (التحدي الاقتصادي)؛ ونُفذ في الجلسة الثانية المسائية من اليوم نفسه؛ وألقي فيه بحثان حملا عنواناً واحداً (الأمن الغذائي العربي) الأول للأستاذ الدكتور عصام جميل العسلي، والثاني للأستاذ الباحث سهيل عروسي.

وقد تكامل البحثان في تقديم صورة جادة عما ينبغي مواجهته في مجال التصدي لاستغلال الموارد الاقتصادية في الصناعة والزراعة والتجارة.. والموارد الطبيعية والمائية... ولم تخرج مداخلة الأستاذ الباحث عبد الغفار نصر عن فحوى العنوان والمادة.. وقد برز في هذا المحور أن التحدي الذي يواجه الأمة في مواردها الطبيعية والمائية إنما هو وجه من وجوه تحدي الكينونة السياسية الوطنية والقومية على السواء؛ إذ لا تستطيع دولة عربية بمفردها أن تستقل بمواردها فهي بحاجة شديدة إلى أخواتها

/ 141