تشكل زيادة عدد السكان عاملاً ضاغطاً على الموارد الزراعية، سواء من خلال تناقص ما يخص الفرد الواحد من الموارد الطبيعية المستخدمة في الإنتاج الزراعي، أو من خلال زيادة الطلب على المنتجات الزراعية أو من خلال تلوث البيئة، مما يشكل عاملاً محدداً للتنمية الزراعية يتطلب بذل الجهد اللازم للتغلب على هذه المشكلة.
(د) ـ العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية:
ـ الاستقرار السياسي:
يلعب الاستقرار السياسي دوراً كبيراً في تحقيق التنمية الزراعية وفي استدامتها من خلال توفيره الظروف المناسبة للحكومة ومؤسساتها والمزارعين للقيام بنشاطهم التنموي بصورة إيجابية. وممّا لا شك فيه أن الدول التي تعاني من الاضطراب السياسي، تعاني أيضاً من اضطراب وعدم كفاية معدلات نمو إنتاج الغذاء. كذلك فإن الاستقرار السياسي يجعل التنمية الزراعية عقلانية، تحافظ على الموارد الطبيعية وتنميتها لمصلحة الأجيال القادمة.
ـ نظم حيازة الأرض الزراعية:
تلعب نظم حيازة الأرض الزراعية دوراً مؤثراً في أسلوب استثمارها واستغلالها، ومن ثم في المحافظة عليها خصبة منتجة للأجيال القادمة أو في تعريضها للتدهور أو التصحر أو نقص الخصوبة والقدرة الإنتاجية. وعلى هذا يمكن القول إن نظم حيازة الأرض الزراعية تلعب دوراً محدداً لاستدامة التنمية الزراعية.
ـ المناخ الاقتصادي:
يتوقف مدى تحقيق أهداف التنمية الزراعية على المناخ الاقتصادي الذي تجري في إطاره عملية التنمية. وعليه فإن توفير مناخ اقتصادي مشجع للتنمية والاستثمار يصبح أمراً لا غنى عنه إذا أريد تحقيق تنمية زراعية مستدامة.
ـ توفير مستلزمات الإنتاج:
يعتبر توفير مستلزمات الإنتاج وإتاحتها للمنتجين الزراعيين بسهولة ويُسر ركناً أساسياً في العملية الإنتاجية بشقيها النباتي والحيواني. وإن عدم توفر هذه المستلزمات أو أي منها يمكن أن يشكل عاملاً محدداً للتنمية الزراعية المستدامة. وفي الحقيقة، فإن مستلزمات الإنتاج عديدة ومتنوعة، كما أنها تختلف من قطاع لآخر. وبصورة عامة، فإنها تندرج تحت خمس مجموعات رئيسية هي: