عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الأمن القومي وهم يواجهون تحديات لم يألفها تاريخهم الطويل المليء بالصراعات، لكنهم ما زالوا يرفضون الوعي بهذه التحديات في أعقاب حرب الخليج وتفرد الولايات المتحدة باستخدام قوتها في أية جهة فوق سطح المعمورة، وإسباغ مفهوم الإرهاب على جميع خطواتها المتوحشة ضد العرب والمسلمين على السواء.

تحت ظلال القطب الواحد، أو ما يسمى بالعولمة، شرعت دولة الكيان الصهيوني تطرح نفسها في المنطقة العربية عضواً طبيعياً من نسيج إقليمي، فطرح شمعون بيريز مشروعه الخطير "نحو شرق أوسط جديد" يمتد بين إيران وشواطئ الأطلسي. وتتضح نوايا الكيان الصهيوني في تفتيت الأمة العربية من خلال الوثيقة التي طرحها في مؤتمر الدار البيضاء الاقتصادي 30/10-1/11/1994 وتتضمن مخطط لإقامة خمسة مراكز إقليمية للتنمية المتكاملة في الشرق الأوسط، ويلفت النظر في هذه المراكز أن دولة الكيان موجودة في كل واحدة منها. وأن سوريا ومصر لا تجتمعان في أي مركز، وإن الضفة والقطاع لا يجتمعان في أي مركز أيضاً. مما ينبئ عن النية العلنية في شرذمة الأقطار العربية والمباعدة فيما بينها وتخصيص إسرائيل بدور مركزي في المنطقة(4)، ليؤكد صراحة أن الأمن القومي العربي مع افتراض حدوثه في لحظة تاريخية ما، فإن استمراره سوف يحرك كل القوى المعادية للعرب إقليمياً ودولياً، وسوف تستشعر هذه القوى النتائج المترتبة على استمراره، وستعمل على زعزعة استقراره(5)، وعرقلة المشاريع القومية الوحدوية وإجهاضها وكبح جماع التطلع الديموقراطي والمجتمع المدني وإفشال تطوير العلاقات العربية.

الأمن الغذائي:

الأمن الغذائي هو وليد الأمن القومي مكملاً لأبرز جوانبه الاستقلالية لأية أمة تعمل على المحافظة على استقلالها وحريتها وديموقراطية مؤسساتها. وكيفية معالجة العبارات والمصطلحات الفنية التي تعبر عن المشكلة الغذائية وطرق اكتساب حاجة الإنسان إلى السعرات الحرارية التي يحتاجها التي لا يقل متوسطها عن 2500 سعة حرارية. لكن هذه لم تكن مقياساً ثابتاً لدى جميع البشر فهي ترتفع أو تنخفض قياساً بالجهد العضلي المبذول للإنسان وصحته وبيئته وأساليب التغذية التي تختلف من شعب إلى آخر، فالشعوب الفقيرة التي تعتمد النشويات بالدرجة الأولى كالقمح والأرز والبطاطا تبقى بحاجة ماسة للبروتين الحيواني والفواكه، لذلك نرى نصيب الفرد لدى الشعوب الغنية أكثر من 3450 من السعرات الحرارية يومياً ويبلغ نصيب الفرد من البروتين الحيواني يومياً 54غ في الدول الغنية مقابل 12 غ في الدول الفقيرة. أما الحد الأدنى المطلوب فهو 2665 سعراً حرارياً(6)، أي إن الإنسان بحاجة إلى أغذية حيوانية وأغذية بناء حيوية حبوب وبقوليات وزيوت نباتية وأغذية مستقاة من الخضر والفواكه وهذه في مجموعها تكوّن غذاءً متكاملاً لم يتوفر حتى الآن لدى الشعوب الفقيرة ومنها الوطن العربي.

هناك عدة محاور لا بد من البحث فيها لتبيان الوضوح النظري لمسألتي الغذاء والأمن الغذائي يمكن تكثيفها فيما يلي:

1-التفجر الديمغرافي والمسألة الزراعية في الوطن العربي:

لا حاجة لأن استعرض التزايد السكاني في الوطن العربي تاريخياً، إنما يكفي الإشارة إلى التفجر السكاني الكبير خلال أقل من ربع قرن زاد من نحو 122 مليون نسمة عام 1970 إلى نحو 240 مليون نسمة في عام 1993 ويمثلون 4.31% من سكان العالم ومن المتوقع أن يقترب من رقم 300 مليون بحلول عام 2000(7). ويتوقع أن يتضاعف مرة أخرى إلى 480 مليون بحلول العام 2030م.

يتطلب وضع استراتيجية قومية -مع ملاحظة التباينات بين الأقطار العربية- في مجابهة التزايد السكاني الكبير للأمة العربية. ولمجابهة التحديات الخارجية، ووضع منهجية برامج للتنمية الزراعية والأمن الزراعي العربي الجماعي في إطار المصالح القطرية والتجمعية المحددة، ويعتبر العنصر التمويلي ذا أهمية خاصة في هذا المجال، حيث تحتاج هذه البرامج لاستثمارات كثيفة في البداية لبناء البنية التحتية واستكمال مشروعات الري والصرف اللازمة(8)، وأهمية المساواة والتوازي بين زيادة السكان وتضاعفها وضرورة زيادة مساحات من الأرض وإعدادها للزراعة من خلال عمليات الاستصلاح التي لم تواكب الزيادة السكانية وإدخال الأرض المستصلحة في مجال

/ 141