عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نوبل في الكيمياء إلى: "أن التخلف في العالم الثالث ـ ومصر مثال لـه ـ ليس ناتجاً عن أسباب جينيّة بل يعود إلى كلمة واحدة تقول كلَّ الكلام وهي "النظام" وهذه وليدة التربية الحقّة.

وحين تحدث عن مصر ـ بلده الأصلي ـ قال:"إنه يرى ثلاث ركائز تشكل مثلث التغيير في مصر وهي التعليم، البيروقراطية، والقانون... وأن الاستثمار في المستقبل يجب أن يركز على خلق نظام تعليمي عملي ينطلق من الاهتمام بالتراث الوطني، وإن خلق نظام تعليمي على مستوى عالمي يتطلب دراسة النظام الحالي بالتفصيل وطالب مصر بأن تغيّر نظامها التعليمي الحالي إلى نظام أساسه الكفاءة واستخراج أفضل ما في الطلاب وتوفير مكان في الجامعة لمن يستحق أن يدخلها.

وعلى مستوى الدراسات العليا بالجامعات يرى أن المخرج من التخلف هو إقامة مركز امتياز وهو ليس رفاهية، بل ضرورة، وذلك تماماً ما فعله الألمان مع "معاهد ماكس بلانك"، والفرنسيون مع "الكوليج دي فرانس"، والولايات المتحدة مع معاهد "ماسوتشوستس للتكنولوجيا" وإسرائيل مع معهدي "وايزمن" و"تكنون"، والهند مع المعاهد الهندية للتكنولوجيا.

وقد رأى أحمد زويل من خلال مشاركاته في تجربة جامعة العلوم والتكنولوجيا في مصر كيف تستطيع البيروقراطية (قوة الكرسي) أو بمعنى أكثر دقة (قوة المنصب) إعاقة أي تقدم حقيقي. ودعا إلى الشعور بالحاجة لتغيير نظم العمل لأن الأقوال وحدها لا يمكن أن تبني أمّة".

من أجل أن يأتي المستقبل ـ الذي لم يأتِ حتى الآن ـ علينا أن نتعلم من الأعداء.فإسرائيل ـ صنيعة الصهيونية العالمية ـ لم تخضّ حربها المتواصلة ضد الوجود العربي بأدوات ثقافية مختزلة قوامها اللغة، والمسرح، والرواية، بل مارست هذه الحرب وتمارسها بمنظور ثقافي مُجتمعي يتجاوز الآداب والفنون ليصل إلى الدستور واحترام الملكية العامة وتقدير الكفاءات. وكل ما من شأنه إعطاء شخصية متماسكة في مجتمع يميل إلى الوفاق والوحدة ويبقى موحداً ومدركاً لهدفه حتى وإن اقترفته صراعات وخلافات.

إن الاهتمام بالمستقبل هو تكفير عن التقصير في هذا المجال وعودة إلى ما دعا إليه كثيرون من المفكرين العرب في أوائل القرن العشرين، حين آمنوا أن حركة التاريخ والمجتمع تبدأ من التفكير بالمستقبل أي من ماذا نريد أن نكون؟ وليس من الماضي أي من ماذا كنّا؟.. أو لماذا لا نكون على نحو ما كنّا عليه؟..

والمستقبل عند (ساطع الحصري) في مطلع القرن العشرين كما هو عند دكتور مراد وهبة بعد منتصف القرن العشرين هو المحرك الأساسي للتاريخ والمجتمع، مهما كان نوع الحركة ثقافية أم تربوية أم اجتماعية أم سياسية أم اقتصادية.

الثقافة.... عمل المستقبل

ومثلما التربية هي أحد المنطلقات الأساسية لأي تفكير مستقبلي كذلك الثقافة لأنها عمل مستقبلي... ومن أجل أن نبدأ بصناعة المستقبل في الحاضر علينا أن نعيد للمثقف دوره الحقيقي لأن معظم هزائمنا تعود في جانب منها إلى هزيمة المثقف أمام السياسي وابتعاد ذلك الزمن الذي كان المثقف فيه يدفعُ ثمن مواقفه بدمه وروحه نتذكر شهداء السادس من أيار عام 1916 وغيرهم..

إن المستقبل الذي نراه يصل إلينا كما نريده هو الذي يكون فيه المثقف أحد جنود المعركة القادمة يحرس الثقافة العربية ويحمي العقل العربي من أساليب الاستلاب الصهيوني... السياسي يحق لـه التفاوض بعقل الضرورة ولكن ذلك محرم على المثقف العربي..

نحن مدعوون الآن للبحث عن ثقافة مواجهة تُبرز الخطر الصهيوني المدعوم أمريكياً والقادم لسحقنا... وقصف قانا، قصف جنين، تدمير البنى التحتية، المجازر لم تقتل فينا الصمود بل أيقظت فينا الإحساس بضرورة الحياة عبر فهم ما يخطط لنا لإنهاء وجودنا .

الثقافة لماذا؟.. السلاح المعتمد الآن إضافة إلى سلاح الإرهاب الدموي هو سلاح القتل الثقافي للروح الوطنية القومية في الإنسان العربي ولأن أسلحة القتال فشلت في تحقيق السلام كما قال بيريز في مؤتمر

/ 141