ومثلما التربية هي أحد المنطلقات الأساسية لأي تفكير مستقبلي كذلك الثقافة لأنها عمل مستقبلي... ومن أجل أن نبدأ بصناعة المستقبل في الحاضر علينا أن نعيد للمثقف دوره الحقيقي لأن معظم هزائمنا تعود في جانب منها إلى هزيمة المثقف أمام السياسي وابتعاد ذلك الزمن الذي كان المثقف فيه يدفعُ ثمن مواقفه بدمه وروحه نتذكر شهداء السادس من أيار عام 1916 وغيرهم.. إن المستقبل الذي نراه يصل إلينا كما نريده هو الذي يكون فيه المثقف أحد جنود المعركة القادمة يحرس الثقافة العربية ويحمي العقل العربي من أساليب الاستلاب الصهيوني... السياسي يحق لـه التفاوض بعقل الضرورة ولكن ذلك محرم على المثقف العربي.. نحن مدعوون الآن للبحث عن ثقافة مواجهة تُبرز الخطر الصهيوني المدعوم أمريكياً والقادم لسحقنا... وقصف قانا، قصف جنين، تدمير البنى التحتية، المجازر لم تقتل فينا الصمود بل أيقظت فينا الإحساس بضرورة الحياة عبر فهم ما يخطط لنا لإنهاء وجودنا . الثقافة لماذا؟.. السلاح المعتمد الآن إضافة إلى سلاح الإرهاب الدموي هو سلاح القتل الثقافي للروح الوطنية القومية في الإنسان العربي ولأن أسلحة القتال فشلت في تحقيق السلام كما قال بيريز في مؤتمر