عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

غرناطة ـ فإن ثقافة التقانة في المنطقة مدعوة للتفاعل لخلق ثقافة جديدة تحمل جوهر قيام شرق أوسط جديد... كما قال أيضاً: إذا أردنا استمرارية لوجودنا علينا أن نغير من طبيعة الثقافة العربية المعادية لنا بثقافة جديدة لا تقوم على الرفض لوجودنا.

كي نكرس إنجازات القرن الماضي إلى الأبد تحاول الصهيونية الآن كسب الصراع الثقافي بعد أن كسبت الصراع السياسي العسكري لأن وجودها كله سيظل في خطر مهما امتلكت إن لم تخترق العقل العربي وثقافته القومية... لذلك تحاول إسرائيل والصهيونية وأمريكا وراءها تهديم المنعة الثقافية التي تشكل متانة الوجود القومي العربي في وجهها، وفي وجه أساطيرها التوراتية.

إن الاستيلاء على الثقافة مقدمة لإلغاء هوية الآخر وهذا ما تفعله الصهيونية بحاضرنا من أجل إلغاء مستقبلنا..

ولكي نؤهل أنفسنا لكسب رهانات المستقبل والوجود الفاعل في العصر الحاضر علينا امتلاك أهم مقومات البقاء والقوة وهي امتلاك المعرفة التقنية والتأسيس لمناخ ديمقراطي يمكن البشر من صياغة وجودهم وفقاً لوعيهم وتجاربهم.

تؤمن الصهيونية أنها بعد أن أعادت اليهود إلى التاريخ بعد غياب دام مئات السنين تؤمن أنه على الثقافة الصهيونية خلق ذاكرة جماعية لليهود العائدين إلى التاريخ، مقابل إلغاء الذاكرة الحاضرة للسكان الأصليين (الفلسطينيين) والعرب من حولهم وإخراجهم من التاريخ.

إن الصراع الثقافي ـ التحرش الثقافي ـ بات مفهوماً أصيلاً وأساسياً في فكر "فن إدارة الصراع الإسرائيلي مع العرب وهو مفهوم يتجدد ولا ينتهي ويستخدم دائماً أحدث وأعقد التكنولوجيا الذي نفتقدها دائماً عملياً ونمتلكها عبر التصريحات الرسمية.

التراث الشعبي... تحصين الذات

إن المستقبل الذي نتطلع إليه يقوم على مفهوم التنمية ا لشاملة بحيث لا تصنعُهُ التطورات الاقتصادية وحدها، أو القوة العسكرية وحدها... أو... بل يقوم في إطار تصّور حضاري شامل يقوم على إشباع الحاجات الأساسية للمواطن والمشاركة الشعبيّة والمحافظة على توازن الإنسان والبيئة والحفاظ على الهوية القومية في كل منحى من مناحي الحياة.

ولن يتحقق هذا النمط من التنمية سوى في إطار من الاعتماد الجماعي على النفس ضمن المجموعة العربية وما يتبع ذلك من الانسلاخ التدريجي من إسار النظام العالمي وآلياته وشبكاته الأخطبوطية.(1).

سادت في حياتنا مفاهيم ومصطلحات وتصّرفات غيّبت الجماهير فأوصلتنا إلى ما نحن فيه.. ونرى أن المستقبل المأمول يدعونا لأن نفسح مكاناً متميزاً وهاماً للجماهير الشعبية... لأن التجارب أثبتت أن هذه الجماهير تضطلع بدور كبير في صناعة التاريخ والمستقبل ولاسيما في محطات التحول والفوران التاريخي إذا وفرنا لها الجو الديمقراطي الذي تصبح المواطنة فيه، هي أساس العلاقة بين المواطنين.

إن إشراك الجماهير الشعبية في صُنع المستقبل المواجهة المشرق يقتضي منا أن نحافظ على تراثها الشعبي ونصونه من عبث الأعداء وسرقاتهم.

تروي الدكتورة (لطيفة الزيات)، فتقول:"......عندي الآن كتاب عنوانه "الحكايات الشعبية اليهودية في مراكش"، قرأتُ الكتاب الذي قدّم للحصول على جائزة كنتُ أنا عضوة محكمة فيها (أي في لجنة التحكيم)... اكتشفت أن هذه القصص، قصصنا لُويت أعناقُها كي تصبح قصصاً يهودية... إلى حد أن مؤلف الكتاب وجد صُعوبة في أن تُروى هذه الحكايات باللغة العبرية، لأن أهل مراكش من اليهود يحفظونها باللغة العربية، وباللهجة المراكشية".. كما تقدم إسرائيل دائماً رقصة الدبكة العربية الفلسطينية الشهيرة في الاحتفالات على أنها إحدى رقصّاتها الفولكلورية.

وهناك نسخ معدلة من القرآن الكريم حذفت منها الآيات التي تمس اليهود متاحة للجميع عبر المواقع التي تدشنها إسرائيل على الانترنيت بين الفترة والأخرى.

إن الحرص على التراث بكافة جوانبه هو تحصين الذات العربية وإعادة بنائها

/ 141