من قنوات التيارات المعادية التي يعتمد عليها أعداء الأمة العربية الاحتكاك الحضاري المباشر بين العرب والأقطار التي توجد فيها منابع هذه التيارات كالدول الغربية. سواء أكان هذا الاحتكاك في دول الغرب وأمريكية، أم في دولنا العربية، عن طريق السياحة والسفر والتجارة والعمل والدراسة والتحصيل العلمي العالي والتمثيل السياسي والدبلوماسي. وخلال عملية الاحتكاك والتفاعل الحضاري مع أبناء الأمة العربية والإسلامية، يحاول قادة ومروجو التيارات المعادية، توضيح دور الحضارة الغربية أو الأمريكية في تنمية وتطوير الحضارة العربية الإسلامية، في حين ينكر أقطاب ومروجو هذه التيارات دور الحضارة العربية الإسلامية في إنماء وتقدم حضاراتهم وشعوبهم ومؤسساتهم ومجتمعاتهم. ويؤدي الاحتكاك الحضاري المباشر بين الشباب العربي المسلم من جهة وبين أبناء الحضارات الأخرى التي تنبع منها التيارات المعادية من جهة أخرى، دوره الفاعل في تصديع الشخصية العربية والإساءة إليها والتقليل من شأنها وتحجيم قدراتها وقابليتها في الخلق والإبداع، فالأوساط المعادية تحاول زعزعة الشخصية العربية والتشكيك بقدراتها وعدم الثقة بها والطعن بإمكاناتها في بناء صرح الحضارة، كما تحاول تشويه صورتها الصادقة لكيلا تؤدي دورها الفاعل في خدمة المجتمع العربي الإسلامي، وحتى تكون منقادة للشخصية الغربية وخاضعة لها في كل شيء. وتعمد تلك الأوساط عند لقائها وتفاعلها مع الشباب العربي إلى التعرض للقيم العربية الإيجابية والانتقاص من قيمتها والتشكيك بجدواها في المجتمع المعاصر كقيم الصدق والإيثار والشجاعة والإقدام والتعاون واحترام كبار السن وقادة المجتمع، وبهذا قد تبعد الشباب العربي عن القيم الأخلاقية الرفيعة لأمتهم ومجتمعهم، وابتعادهم عن هذه القيم يقود إلى هشاشة شخصياتهم وقلة فاعليتها وتلكؤ أدوارهم في المجتمع وتناقضها مع أدوار الآخرين. وقد تزرع هذه الأوساط عند الشباب العربي القيم الاجتماعية السلبية كقيم الأنانية وحب الذات والتعالي والتكبر والغرور والتطاول على الآخرين والميوعة والخداع والكذب والغش والتضليل والعنصرية والتعصب، مما يسيء إلى سلوك الشباب العربي وأخلاقه ودرجة انسجامه وتكفيه مع البيئة العربية.