عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

قوانينه وقيمه وأخلاقه السمحة.

* الصحافة: أما بالنظر إلى الصحافة وهي وسيلة إعلامية مهمة، نجد أنها تبث الكثير من الأفكار، وتروج العديد من القيم، وتدعو للعديد من التوجهات، التي تمس صميم المجتمع العربي الإسلامي، فهي مملوءة بالمقالات والأخبار والتعليقات والأعمدة التي تهدف إلى الطعن بالعروبة، والتشكيك بالروح الحقة للإسلام، والافتراء على مبادئه وقيمه وتعاليمه، مع السعي لفسخ الصلة بين العروبة والإسلام وتشويه دور العرب في نشر وترسيخ مبادئ الدعوة الإسلامية وقيمها السماوية السمحة.

وقد تطرح الصحافة في بعض الأحيان القضايا الخلافية لتثير الجدل بين أبناء الأمة الواحدة، وتخلق أسباب الفرقة والانقسام بين القوميات، وقد تؤجج النعرات العراقية والطائفية في المجتمعات، مما يعمق الانقسامات الأثنية والقومية بين أبناء المجتمع الواحد وتصدع الوحدة الوطنية وتقوض أركان المجتمع ومؤسساته البنيوية.

وتسعى الصحافة الموجهة جاهدةً إلى هدم النظام القيمي الأخلاقي والاجتماعي عند الشباب العربي، وذلك بما تنشره من صور خليعة وأفكار ماجنة توجه تفكير الشباب نحو الغرائز والفجور، أو عن طريق نظرياتها التي تنادي بالتحرر من الضوابط والقيود الخاصة بنظم الأسرة والزواج، والتفاعل بين الجنسين والاستخفاف بقدسية هذا النظام واتهامه بالرجعية وضيق الأفق، واعتبار العائلة مصدراً لأنانية الفرد ونزعاته غير المهذبة.

إن هذه الأفكار تفسد قيم الشباب وتسيء إليها وتقلبها رأساً على عقب، وهنا يميل الشباب إلى اعتماد الممارسات الخاطئة والتفاعلات المتحللة التي تقلل من دورهم وفاعليتهم في المجتمع.

2-الاحتكاك الحضاري المباشر:

من قنوات التيارات المعادية التي يعتمد عليها أعداء الأمة العربية الاحتكاك الحضاري المباشر بين العرب والأقطار التي توجد فيها منابع هذه التيارات كالدول الغربية. سواء أكان هذا الاحتكاك في دول الغرب وأمريكية، أم في دولنا العربية، عن طريق السياحة والسفر والتجارة والعمل والدراسة والتحصيل العلمي العالي والتمثيل السياسي والدبلوماسي.

وخلال عملية الاحتكاك والتفاعل الحضاري مع أبناء الأمة العربية والإسلامية، يحاول قادة ومروجو التيارات المعادية، توضيح دور الحضارة الغربية أو الأمريكية في تنمية وتطوير الحضارة العربية الإسلامية، في حين ينكر أقطاب ومروجو هذه التيارات دور الحضارة العربية الإسلامية في إنماء وتقدم حضاراتهم وشعوبهم ومؤسساتهم ومجتمعاتهم.

ويؤدي الاحتكاك الحضاري المباشر بين الشباب العربي المسلم من جهة وبين أبناء الحضارات الأخرى التي تنبع منها التيارات المعادية من جهة أخرى، دوره الفاعل في تصديع الشخصية العربية والإساءة إليها والتقليل من شأنها وتحجيم قدراتها وقابليتها في الخلق والإبداع، فالأوساط المعادية تحاول زعزعة الشخصية العربية والتشكيك بقدراتها وعدم الثقة بها والطعن بإمكاناتها في بناء صرح الحضارة، كما تحاول تشويه صورتها الصادقة لكيلا تؤدي دورها الفاعل في خدمة المجتمع العربي الإسلامي، وحتى تكون منقادة للشخصية الغربية وخاضعة لها في كل شيء.

وتعمد تلك الأوساط عند لقائها وتفاعلها مع الشباب العربي إلى التعرض للقيم العربية الإيجابية والانتقاص من قيمتها والتشكيك بجدواها في المجتمع المعاصر كقيم الصدق والإيثار والشجاعة والإقدام والتعاون واحترام كبار السن وقادة المجتمع، وبهذا قد تبعد الشباب العربي عن القيم الأخلاقية الرفيعة لأمتهم ومجتمعهم، وابتعادهم عن هذه القيم يقود إلى هشاشة شخصياتهم وقلة فاعليتها وتلكؤ أدوارهم في المجتمع وتناقضها مع أدوار الآخرين.

وقد تزرع هذه الأوساط عند الشباب العربي القيم الاجتماعية السلبية كقيم الأنانية وحب الذات والتعالي والتكبر والغرور والتطاول على الآخرين والميوعة والخداع والكذب والغش والتضليل والعنصرية والتعصب، مما يسيء إلى سلوك الشباب العربي وأخلاقه ودرجة انسجامه وتكفيه مع البيئة العربية.

/ 141