عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

عرب و تحدیات المستقبل، رؤیة و موقف - نسخه متنی

حسین جمعة

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

المتجددة.

كذلك لا بد من الاهتمام بالتربية المستمرة، حيث إن هذه التربية من أهم سبل الاستجابة لعالم لا تستطيع أن تلحق به التربية إلا إذا جددت أبنائه باستمرار لتكوِّن الفرد المبدع الذي يربط بين الثقافة التربوية والثقافة المعلوماتية والتكنولوجية والثقافة المعرفية، ومن هنا كان ضرورة التأكيد على ربط الثقافة بالتعليم وربط التربية بالتنمية والتركيز على كون هذا الربط من أهم ضرورات المهام التعليمية، ولا سيما أن الوطن العربي في الوقت الحالي يتعرض لأخطر وأدهى غزو ثقافي.

ولا يتم هذا الربط إلا بتولي التربية دراسة التراث العربي الإسلامي وتحليله وتجديده من خلال ذاته، ومن خلال تفاعله مع الثقافات العالمية، وما يتطلبه الحاضر والمستقبل.

ولا بد من إحياء القيم الإنسانية والأخلاقية في ذلك التراث بحيث تغدو قوة دفع تيسر التمثيل الصحيح للحضارة العلمية والثقافية، الحضارة التي أسهمت الثقافة العربية في انتشارها منذ قرون عديدة.

ولا بد من الاهتمام في المؤسسات التعليمية باللغة العربية، باعتبارها الوسيلة الأساسية من وسائل الحفاظ على التراث وفهمه، وحماية الشباب العربي من التماهي والذوبان أمام كل ما هو وارد من الخارج، والتعبير عن وجوده وهويته وقوميته وأفكاره من خلالها.

ولكن بالإضافة إلى التركيز على التراث العربي وأهميته، يتوجب على التربية العربية في ظل الظروف الراهنة، أن توصل هذه القيم والمعتقدات العربية والقومية جنباً إلى جنب مع الثقافات الجديدة، وأن توضح تفاعل الثقافة العربية مع الثقافة الأخرى بشكل إيجابي بحيث تتبادل معها عوامل التأثر والتأثير لتنتج ثقافة عالمية تؤصل ذاتيتنا، وتجعل من شبابنا عرباً مسلمين وعصريين في ذات الوقت.

وبهذا تكون المدرسة -بحكم دورها في العملية التربوية -بوتقة انصهار ثقافي، تجمع بين تراثنا العريق وحاضرنا المعاصر مع تركيزها على نقد وتشريح الثقافات الوافدة.

وانطلاقاً من أهمية تحقيق أهداف التربية هذه، وباعتبار أن التيارات المعادية تفرض تحدياً قيمياً لهذه التربية، نبعت أهمية دراسة المنهج المدرسي كاستجابة حقيقية لهذه التحديات. حيث يتوجب على المنهج المدرسي -باعتباره أداة التربية الأساسية لتحقيق أهدافها -التركيز والتأكيد على قيمنا الخلقية والروحية وجعلها إطاراً عاماً يتم من خلاله تقديم المواقف التعليمية ومعالجتها.

وهنا تبرز الحاجة إلى الاهتمام بالمجال الوجداني بالنسبة لأهداف المنهج من قيم واتجاهات وميول، إضافة إلى اهتمامه بالجانب المعرفي، وإكساب الشباب خبرات تربوية تسهم في تنمية جميع جوانب شخصياتهم، وتنمية وعيهم بحقيقة الصراع الأيديولوجي، وتنبيههم لتلك التيارات المعادية، وحثهم على إخضاع كل ما يبث لهم عبر الإعلام المعادي لقانون المنطق والعقل والتفكير الهادف.

وبهذا ترى أنه لا سبيل لشبابنا في البقاء والحفاظ على قيمهم والتمسك بتراثهم وهويتهم العربية إلا بالعلم والثقافة، وهنا تكمن أهمية النظام التربوي وأهمية توفير الشروط المناسبة والملائمة لقيام هذا النظام بدوره الفاعل تجاه شبابنا العربي.

*دور المنظمات الشبابية: تعد المنظمات الشبابية من أهم الجماعات المرجعية والمؤسسية التي تؤثر في ضم وممارسات الشباب ودرجة استقرارهم وتكيفهم مع المجتمع الذي يعيشون فيه وتفاعلهم معه. ذلك أن المنظمات الشبابية تهدف إلى العناية بقدرات الشباب ومواهبهم وتحاول تنقيتها مع الاهتمام بتنظيم الفعاليات العلمية والرياضية والأدبية عندهم وتطويرها نحو الأحسن والأفضل. كما تراعي المنظمات الشبابية إشاعة روح الانضباط والالتزام والطاعة والنظام لدى الشباب وتنمية القيم الإيجابية فيهم كالثقة العالية بالنفس والعفة والإخلاص والتواضع والشجاعة.

وتتمثل أهميتها في كونها المؤسسات التي

/ 141