مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يقول العلماء: وكان أول لحن ظهر بين العرب
على عهد النبي، فقد رووا أن الرسول سمع
رجلاً يقرأ فلحن، فقال: ارشدوا أخاكم، أو
ارشدوا أخاكم فإنه قد ضل، ثم فشا وانتشر في
مواضع الإختلاط خاصة، حيث اختلط العجم
بالعرب، كالعراق و بلاد الشام ومصر، حتى
دخل أعمال الحكومة، فأخطأ الكتاب في
النحو، وأفحشوا في الإعراب، فكتب كاتب من
كتاب "أبي موسى" الأشعري كتاباً فيه، "من
أبو موسى ..."أو ما شابه ذلك من خطأ في
القول، فكتب "عمر" إلى عامله: "سلام عليك.

أما بعد، فاضرب كاتبك سوطاً واحداً، وأخر
عطاءه سنة": أو: "إذا أتاك كتابي هذا،
فاجلده سوطاً واعزله عن عملك"، أو "قنع
كاتبك سوطاً"، أو: "ان كاتبك الذي كتب إليّ
لحن، فاضربه سوطاً"، وذكر "الجاحظ"، أن
"الحصين بن أبي الحرّ"كتب إلى "عُمر" كتاباً
"فلحن في حرف منه، فكتب إليه عمر: أن قنع
كاتبك سوطاً".

وسبب ذلك انهم كانوا يرون ان اللحن عيب
مشين. قال "عبد الملك بن مروان: اللحن هجنة
على الشريف، والعجب آفة الرأي. وكان يقال:
اللحن في المنطق أقبح من آثار الجدري في
الوجه".

و لا يمكن تفسير قول القائل ان "اللحن
بمعنى الخطأ محدث، لم يكن في العرب
العاربة الذين تكلموا بطباعهم السليمة"،
الا أن يكون مراده أن الجاهليين كانوا
يتكلمون بطباعهم السليمة بلغاتهم، كل
يتكلم بلغته، ووفق سجيته ولسانه الذي أخذه
من بيته، فهو ينطق وفق ما سمع وحفظ، فلا
يلحن في الكلام بلسانه الذي أخذه من أهله،
وهو رأي أقول أنه على الجملة مقبول معقول.
أما اذ أريد به، أن العرب كانوا جميعاً
يتكلمون بلسان واحد، فلا يخطئ أحدهم فيه و
لا يلحن، فإن ذلك يتعارض مع قولهم بوجود
اللغات، وبأن تلك اللغات كانت تتباين في
أمور كثيرة في جملتها قواعد في النحو
والإعراب، كما في "ذي" الطائية، وفي اعراب
المثنى بالألف مطلقاً، رفعاً ونصباً
وجرّاً وذلك في لغة "بلحرث"و "خثعم" و
"كنانة"، فيقولون: جاء الرجلان، و رأيت
الرجلان، و مررت بالرجلان، وكما في "كم"
الخبرية، حيث ينصب "بنو تميم" تمييز "كم"، و
لغة غيرهم وجوب جره و جواز إفراده و جمعه،
و كما في إعراب "الذين" من أسماء الموصول
إعراب جمع المذكر السالم في لغة "هذيل"، أو
"عقيل" و في قول بعضهم هذه النخيل و قول بعض
آخر هذا النخيل إلى غير ذلك من مواطن خلاف
و تباين بحث فيها العلماء، لا مجال للبحث
فيها في هذا المكان ، و وجدود هذا
الاختلاف، هو دليل في حد ذاتهعلى خروج
القبائل على قواعد اللغة، و الخروج على
القواعد هو الحن.

لقد أقر علماء العربية بوجود خلاف بين
القبائل المتكلمة بلهجات عربية شمالية،
وقد أشرت إلى مواضع ذكروها في هذا الباب، و
كشف علماء النحو عن خلاف في قواعد النحو،
في مثل اختلاف القبائل في التذكير و
التأنيث، كما في مثل الطريق و السوق و
السبيل و التمر، فهي ألفاظ مؤنثة عند اهل
الحجاز، وهي مذكرة عند قبائل أخرى، و
كشفوا عن أمور أخرى إن تكلم المتكلم أو كتب
بها عدّ صدور ذلك لحنا منه، فهل يعدّ
العربي المتكلم بلهجة من هذه اللهجات
المخالفة مخالفاً لقواعد العربية، أي
لحّاناً، كما نعد الاعجمي الذي يقع في
الخطأ نفسه، أم نعدّه فصيحاً، عربي اللسان
و السليقة؟ أما الاعجمي الذي يقع في الخطأ
ذاته فنعده لحّاناً لحنة! لقد ذكروا ان
الرسول "حين جاءته وفود العرب، فكان
يحاطبهم جميعاً على اختلاف شعوبهم و
قبائلهم و تباين بطونهم و أفخاذهم، و على
ما في لغاتهم من اختلاف الاوضاع و تفاوت
الدلالات في المعاني اللغوية، على حين إن
أصحابه رضوان الله عليهم و من يفد عليه من
وفود العرب الذين لا يوجَّه اليهم الخطاب،
كانوا يجهلون من ذلك أشياء كثيرة، حتى قال
له علي ابن أبي طالب كرّم الله وجهه و سمعه
يخاطب بني نهدّ: يا رسول الله، نحن بنوا أب
واحد و نراك تككلم وفود العرب بما لا نفهم
أكثره؟ فكان رسول الله صلى الله عليه و
سلم، يوضح لهم ما يسألونه عنه مما يجهلون
معناه من تلك الكلمات"، فهل يعقل بعد، أن
يقال إن العربي كان لا يلحن و لا يخطئ في
كلامه و لا يزيغ عن العربية المبينة، و
العرب هم على هم عليه من اختلاف في اللجات،
الذي يدفع حتماً على وقوع اللحن، لو تكلموا
بالعربية القرآنية، أي هذه العربية التي
يسميها علماء اللغة لغة قريش، و التي هي
اللسان العربي المبين على تسمية القرآن
لها.

ثم كيف نفسر حديث: "أرشدوا أخاكم"، أو
"أرشدوا أخاكم فإنه قد ضل" مع قولهم ان
العربي لا يخطئ في كلامه ولا يلحن، لآنه
يتكلم عن طبع و سليقة، و لم يكن هذا الذي
لحن أمام الرسول، أعجمياً، و إنما كان
عربيا، غأذا كان الامر كذلك، فكيف وقع
اللحن إذن؟ ثم كيف نفسر خبر سماع الأمام
"علي" أعرابياً، وهو يلحن في القرآن و يقرأ:

/ 456