مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لا يأكله إلا الخاطئين"، أو حبر ذلك
الأعرابي الذي قرأ إن الله بريء من
المشركين و رسولِه بالجر، لأن رجلاً من
أهل المدينة أقرأه إياه على هذا النحو،
فبلغ ذلك "عمر"، فأمر ألاّ يقرأ القرآن إلا
عالم باللغة، وأمر أبا الأسود أن يضع
النحو، و الأعراب هم لبّ العرب، و صفوتهم
في الكلام، فكيف وقع هذا الاعرابي في
اللحن ياترى؟ ثم كيف نفسر قول من زعم أن في
القرآن آيات فيها لحن، مثل: إن هذان
لساحران، و المقيمين الصلاة و المؤتون
الزكاة، وان الذين آمنوا و الذين هادوا و
الصابئون، و مواضع أخرى تحتاج إلى تأويل
ليستقيم إعرابها، أو إلى إصلاح أملائها
لتنجو من اللحن.

ثم كيف اختلف قراء القرآن في نصب "الطير"
في الآية: يا جبال أوبي معه و الطير أو
رفعها، و أختلافهم في ضم الفاء أو فتحها في
الآية: لقد جائكم رسول من أنفسكم، و
اختلافهم في بناء الفعل للمجهول أو
للمعلوم في الآية: الم. غلبت الروم، و غير
ذلك من مواضع اختلاف، فيها القرّاء، مع
كونهم من العرب الأقحاح.

ثم كيف نفسر اضطراب العلماء و ذهابهم
مذهاب في قراءة الآية: قالوا: إن هذان
لساحران يريدان أن يخرجاكم من أرضكم و
يذهبا بطريقتكم المثلى، و تأويلهم
القراءة جملة تأويلات، لأن القاعدة
النحوية تقول: "ان هذين" بينما القراءة: "إن
هذين"، فعللوها جملة تعليلات، منها أن هذه
القراءة نزلت بلغة "بني الحارث بن كعب" ومن
جاورهم يجعلون الاثنين، أي المثنى في
رفعهما ونصبهما وخفضهما بالألف، كما في
قول بعض "بني الحارث بن كعب": فأطرق اطراق
الشجاع و لو يرى مساغاً لناباه الشجاع
لصـمـمـا و قيل إن هذه القراءة، هي قراءة بلحارث بن
كعب، وخثعم، وزبيد ومن وليهم من اليمن.
ونسبها "الزجاج "إلى كنانة، وابن جني إلى
بعض بني ربيعة.

ثم ما ورد في خبر آخر عن سعيد بن جبير، من
قوله: "في القرآن أربعة أحرف لحن:
الصابئون، والمقيمين، و فأصدّقَ وأكن من
الصالحين، وإن هذان لساحران" إلى غير ذلك
من أخبار. ثم ما ورد من قول "عثمان": "إن في
القرآن لحناً، وستقيمه العرب بألسنتها"،
وأمثال ذلك، و ما ذكر من أن "أبا بكر"، كان
يستحب أن يُسقط القارئ الكلمة من قراءته
على أن يلحن فيها، أفلا يدل هذا الخبر، على
أن اللحن كان معروفاً ومتفشياً في عهد "أبي
بكر"، و ما روي في رواية تقول: "لما كتبت
المصاحف عرضت على عثمان رضي الله عنه،
فوجد فيها حروفاً من اللحن، فقال: لا
تغيروها فإن العرب ستغيرها، أو قال
ستعربها بألسنتها، لو كان الكاتب من ثقيف
و المملي من هذيل لم يوجد فيه هذه"، ثم ما
ورد من وقوع اللحن من عرب أقحاح، ومنهم من
ولى الحكم وادارة أمور المسلمين، ومنهم
أبنة "أبي الأسود الدؤلي" التي لحنت أمامه،
فعمل باب التعجب على ما يزعمه الرواة.

وتوحي الأحاديث الواردة في الحث على
إعراب القرآن، والكتب التي ألفها العلماء
في إعرابه، أن من العرب: من أهل مدر وأهل
وبر، من كان يقرأ القرآن بغير إعراب، أما
لأن لغته لم تكن معربة، وأما لأن إعرابها
كان لا يتجانس مع إعراب القرآن، و سببه أن
الجاهليين لم يكونوا يتقيدون جميعاً
بقواعد الإعراب، فمنهم من كان يتحلل منه،
ومنهم من يعمل به وفق قواعد لغته ولهجته، و
دليل ذلك قراءة الصحابة القرآن بألسنتهم،
مما سبب في ظهور مشكلة القراءات، و هذا ما
أخاف الصحابة، وجعلها تخشى من احتمال ظهور
قرائين مختلفة، مما حمل "عثمان" على توحيد
لغة القرآن، وتدوين كتاب الله حسب
التوصيات التي أعطاها إلى اللجنة التي
كلفها بتدوينه.

أضف إلى ذلك ما نجده في الكتب من إجازة
اصلاح اللحن والخطأ في الحديث. من مثل ما
نسب إلى الأوزاعي من قوله: "لا بأس بإصلاح
اللحن والخطأ في الحديث"، وقوله: "اعربوا
الحديث فإن القوم كانوا عرباً"، ومثل ما
نسب إلى "يحيى بن معن" من قوله: "لا بأس أن
يقوم الرجل حديثه على العربية" و إلى "أبن
أبي رباح" حين سئل عن الرجل يحدث بالحديث
فيلحن، هل يحدث به كما سمع منه أم يعرب،
فقال لسائله: لا، بل اعربه. و ما ورد في
أقوال العلماء في جواز أو عدم جواز اصلاح
اللحن في الحديث، واختلافهم فيه، هو دليل
على أن من العرب من كان يقع في اللحن
أيضاً، وان اللحن لم يقع من الأعاجم وحدهم.

/ 456