مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ثم ان من غير المعقول ألا يقع اللحن من أهل
اليمن ومن بقية عرب العربية الجنوبية،
الذين كانوا يتكلمون بألسنة عربية
جنوبية، رأينا أنها تختلف عن عربيتنا في
مفردات الألفاظ وفي قواعد النحو والصرف.

إن كل من صدر منهم اللحن، ممن أشرت اليهم و
ممن لم أشر، كانوا من العرب، منهم من كان من
أهل المدر، ومنهم من كان من أهل الوبر، بهم
بدأ اللحن، أما لحن العجم، فقد بدأ بعد
اللحن الذي ظهر في أيام الرسول، و في أيام
"عمر "بدأ بالطبع بالفتوح، فلحن العرب اذن
أقدم عهداً من لحن العجم، يؤيد ذلك ما
يرويه العلماء من وقوع الشعراء الجاهليين
في أخطاء نحوية، هي لحن و خروج على القواعد
في نظرهم. و الشعراء الجاهليون عرب، ومن
لسانهم استمد علماء النحو نحوهم وصرفهم.
فقد زعموا أن "النابغة"أخطأ في قوله: "في
أنيابها السم ناقع"، أخطأ و لحن لحناً
شنيعاً، و كان عليه أن يقول: "في أنيابها
السم ناقعاً"، أخطأ و لحن على زعمهم، مع ان
كلامه حجة عندهم، و استشهدوا به في قواعد
النحو والصرف.

وأخذ "حفص بن أبي بردة"، وهو من أهل الكوفة
ومن أصحاب "حماد" الراوية على "المرقش"، انه
كان يلحن، زعم أنه لحن في شعره، وقد أشير
إلى زعمه هذا في شعر هجاء هجوه به، هو:




  • لقد كان في عينيك يا حفص شاغل
    تتبعت لحنناً في كـلام مـرقـش
    فعيناك إقواءُ وأنـفـك مُـكـفـأُ
    ووجهك إيطاءُ فأنت المـرقـع



  • وأنف كثيل العود عما تـتـبـع
    وخلقك مبنيُ على اللحن أجمـع
    ووجهك إيطاءُ فأنت المـرقـع
    ووجهك إيطاءُ فأنت المـرقـع



وزعم علماء الشعر، أن "أمرأ القيس" حامل
لواء الشعر، ومن جاء بعده من الشعراء، مثل
"النابغة"، و "بشر بن أبي خازم"، و"الأعشى"،
أقووا في شعرهم، والإقواء: هو اختلاف
إعراب القوافي، وهو أن تختلف حركات الروي،
فبعضه مرفوع وبعضه منصوب أو مجرور. ويكثر
وروده في اجتماع الرفع مع الجر، وأما
الإقواء بالنصب فقليل. وهو في نظرهم عيب.
وزعموا أن بعضاً من شعراء الجاهلية أكفأوا
في شعرهم. والإكفاء، المخالفة بين حركات
الروي رفعاً ونصباً وجراً، أو المخالفة
بين هجائها، أي القوافي، فلا يلزم حرفاً
واحداً تقاربت مخارج الحروف أو تباعدت،
ومثله أن يجعل بعضها ميماً وبعضها طاء،
وقال بعضهم: الإكفاء في الشعر هو التعاقب
بين الراء واللام والنون. وهو أحد عيوب
القافية الستة التي هي: الإيطاء،
والتضمين، والإقواء، والإصراف،
والإكفاء، والسناد.

وقد روي أهل الأخبار قصة زعموا انها وقعت
للنابغة، وكان لا يعرف شيئاً عن إقوائه
بشعره، فلما وقعت له عرف به فعافه، ذكروا
أن الناس خافوا تنبيه الشاعر إلى إقوائه،
وبقي هو عليه، حتى دخل يثرب، فأرادوا
إظهار عيبه له فأمروا قينة لهم أن تغنيه
شعره، فغنته:




  • أمن آل ميّة رائح أو مغتدي
    زعم البوارح أن رحلتنا غدا
    وبذاك حدثنا الغراب الأسود



  • عجلان ذا زاد و غير مزود
    وبذاك حدثنا الغراب الأسود
    وبذاك حدثنا الغراب الأسود



ففطن إليه ولم يعد إلى إقواء. "قال أبو
عمرو بن العلاء: فحلان من الشعراء كانا
يقويان، النابغة و بشر بن أبي خازم، فأما
النابغة فدخل يثرب فغنى بشعره ففطن فلم
يعد للإقواء، وأما بشر، فقال له أخوه
سوادة: انك تقوي، قال: و ما الإقواء ؟ قال:
قولك:




  • ألم ترَ أنّ طول الدهر يُسلى
    و يُنسي مثل ما نسيت جذامُ



  • و يُنسي مثل ما نسيت جذامُ
    و يُنسي مثل ما نسيت جذامُ



ثم قلت:




  • و كانوا قومنا فبغوا علينا
    فسقناهم إلى البلد الشام



  • فسقناهم إلى البلد الشام
    فسقناهم إلى البلد الشام



فلم يعد للإقواء".

ورويت قصة إقواء "بشر بن أبي خازم" بشكل
آخر، فقد زعم ان أخاه "سوادة" قال له: إنك
تقوي، قال: و ما الإقواء ؟ قال: قولك:




  • ألم ترَ أنّ طول الدهر يُسلي
    وينسي مثل ما نسيت جُذامُ



  • وينسي مثل ما نسيت جُذامُ
    وينسي مثل ما نسيت جُذامُ



ثم قلت:




  • و كانوا قومنا فبغوا علينا
    فسقناهم إلى البلد الشام



  • فسقناهم إلى البلد الشام
    فسقناهم إلى البلد الشام



فلم يعد للاقواء"، أو أن أخاه "سمير"، قال
له: "أكفأت وأسأت. فقال: وما ذاك ؟".

وقد ذهبوا إلى أبعد من ذلك، فزعموا أن
المصاحف لما كتبت "عرضت على عثمان، فوجد
فيها حروفاً من اللحن، فقال:

/ 456