مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لا تغيّروها،
فإن العرب ستغيرها - أو ستعربها -
بألسنتها، لو كان الكاتب من ثقيف والمملي
من هذيل لم توجد هذه الحروف"، وقد كان كل من
اختارهم الخليفة لكتابه القرآن من خالص
العرب، ولم يكن من بينهم من هو من المولدين
أو الموالي، وقد كانوا من الفصحاء
الألباء، فكيف وقع منهم اللحن إذن ؟ بل زعموا أن "عمر" ضرب أولاده لما لحنوا،
وأن "معاوية" كلم "عبيد الله ابن زياد"،
فوجده كيساً عاقلاً على أنه يلحن فكتب إلى
والده بذلك، وزعموا ان "الحجاج "كان يلحن،
زعموا انه لحن في القرآن، فقرأ: إنا من
المجرمون منتقمون، وزعموا انه لحن في
آيات آخرى، والحجاج من ثقيف، ولم يكن
أعجمياً، حتى يظهر اللحن منه، مع انهم
جعلوه أحياناً من أفصح العرب، وممن لم
يلحن في حياته في جدّ و لا هزل. قال
"الأصمعي": "أربعة لم يلحنوا في جد و لا هزل:
الشعبي، وعبد الملك بن مروان، والحجاج بن
يوسف، وابن القرية. والحجاج أفصحهم"،
وزعموا ان "الوليد بن عبد الملك"، وأخاه
"محمد بن عبد الملك" كانا لحاّنين. ذكر ان
"الوليد" خطب الناس يوم عيد، فقرأ في خطبته
"يا ليتُها كانت القاضية، بضم التاء، فقال
عمر بن عبد العزيز: عليكَ وأراحنا منك.
ورووا قصصاً عن لحنه.

وذكر أن "عبد الملك"
قال: "أضر بالوليد حبنا له، فلم نوجهه إلى
البادية "يقصد أنه كان يلحن بسبب عدم
ارساله إلى الأعراب ليأخذ عنهم اللسان
الفصيح. وقد كان أخوه محمد لحاناً كذلك،
وذكر أنه لم يكن في ولد عبد الملك أفصح من
هشام ومسلمة. قال "الجاحظ": "وكان الوليد بن
عبد الملك لحنة، فدخل عليه أعرابي يوماً،
فقال: أنصفني من ختني يأمير المؤمنين.
فقال: ومن ختنك ؟ قال: رجل من الحي لا أعرف
اسمه. فقال عمر بن عبد العزيز: ان أمير
المؤمنين يقول لك: من ختنك ؟ فقال: هو ذا
بالباب. فقال الوليد لعمر: ما هذا ؟ قال:
النحو الذي كنتُ أخبرتك عنه. قال: لا جرم:
فإني لا أصلي بالناس حتى أتعلمه". وذكر
"الجاحظ "أمثلة على اللحن. وروي أن كتب
"الوليد"كانت تخرج ملحونة. فسأل "اسحاق بن
قبيصة "أحد موالي "الوليد" ما بال كتبكم
تأتينا ملحونة وأنتم أهل الخلافة ؟ فأخبره
المولى بقولي، فلإذا كتابُ قد ورد عليّ:
أما بعدُ فقد أخبرني فلان بما قلت، و ما
أحسبك تشك أن قريشاً أفصح من الأشعرين،
والسلام".

وقد ورد في شعر "مالك بن أسماء بن خارجة
الفزاري: قوله:




  • وحديثُ الذّه هـو مـمـا
    ينعت الناعتون يوزن وزنا



  • ينعت الناعتون يوزن وزنا
    ينعت الناعتون يوزن وزنا



منطق صائب وتلحن أحيا- ناً وخير الحديث ما
كان لحنا وقد ذكر أنه لم يرد اللحن في
الإعراب الذي هو ضد الصواب، وإنما أراد
الكتابة عن الشئ والتعريض بذكره، والعدول
عن الافصاح عنه. قيل: تكلمت "هند بنت أسماء
بن خارجة"، أخت الشاعر المذكور فلحنت، وهي
عند الحجاج، فقال لها: أتلحنين وأنت شريفة
في بيت قيس ؟! فقالت: أما سمعت قول أخي مالك
لامرأته الأنصارية ؟ قال: وما هو ؟ قالت:
قال:




  • منطق صائب وتلحـن أحـيا ناً
    وخير الحديث ما كان لحنا



  • وخير الحديث ما كان لحنا
    وخير الحديث ما كان لحنا



فقال لها الحجاج: إنما عني أخوك اللحن في
القول، إذا كنّي المحدث عما يريد، ولم
يَعٌنِ اللحن في العربية، فأصلحي لسانك.
غير أن منهم من رأى أن المراد بهذا اللحن،
اللحن المخالف لصواب الاعراب.

وقد ذكر "السهيلي"، أن الجاحظ قد أخطأ حين
قال في كتابه "البيان والتبيين"، ان الشاعر
لم يقصد اللحن الذي هو الخطأ في الكلام
وإنما أراد استملاح اللحن من بعض نسائه،
وخطأه في هذا التأويل، قال: فلما حدث
الجاحظ بحديث "الحجاج"، "قال: لو كان بلغني
هذا قبل أُألف كتاب البيان، ما قلت في ذلك
ما قلت ! فقال له: أفلا تغيره ؟ فقال: كيف وقد
سارت به البغال الشهب، وانجد في البلاد
وغار". و "قال السيرافي: ما عرفت طريق
الصواب، والنحو قصد إلى الصواب".

وذكروا أن بعض شعراء الدولة الأموية كان
يلحن، وممن وقع منه اللحن "الفرزدق". رووا
أن "عبد الله بن يزيد الحضرمي" البصري، كان
ينتقده ويتعقب لحنه، فهجاه الفرزدق،
بقوله:




  • فلو كان عبد الله مولى هجوته
    ولكن عبد الله مولى المواليا



  • ولكن عبد الله مولى المواليا
    ولكن عبد الله مولى المواليا



فقال له الحضرمي: لحنت. ينبغي أن تقول مولى
موالٍ.

"وقالوا: تربع ابن جؤية في اللحن، حين قرأ:
هؤلاء بناتي هنّ أطهرَ لكم"، وجعلوه
حالاً، يعني: أطهر. وليس هو كما قالوا ..."، و
"تكلم معاوية بن صعصعة بن معاوية يوماً،
فقال له صالح بن عبد الرحمن: لحنتَ. فقال له
معاوية: أنا ألحن يا أبا الوليد، والله
لنزل بها جبريلُ من الجنة".

/ 456