مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وأكثر الوصف الوارد في الشعر الجاهلي،
وصف لم يرد لأن الشاعر قصده وأراده، وإنما
هو وصف ورد عرضاً في القصيدة على النسق
الذي زعموا أن "امرأ القيس" وضعه وحاكاه
فيه غيره ممن عاصره أو جاء بعده من
الشعراء. فالشاعر يبدأ بتذكر الديار
وبالبكاء على الأحبة وعلى من فارقهم،
فيدفعه ذلك إلى الوصف، بأبيات يجعلها
مقدمة لغرض آخر، فهي إذن مقدمة، وليست
غاية، ثم هو إذا افتخر وأراد الاشادة
بنفسه وبما قام به من عمل بطولي، لم يصف
نفسه وصفاً شاملاً عاماً، وإنما يصف من
نفسه بعض ما يعجبه وما يريد التبجح به، من
مغامرات عجيبة قام بها، ومن صبر وتحمل
للجوع وللمشقات وللأهوال ومن عدم تهيب من
اقتحام الصحاري الموحشة المخوفة، وحده،
لأنه لا يرهب أحداً، و لا يخشى وحشاً، فإذا
جابهه وحش، وصفه وصفاً، لا يتعدى النواحي
الخاصة التي يراها تظهر شخصيته وتبرز
شجاعته ثم يبالغ ويبالغ في وصف المخاطر
والمهالك التي لم يبال بها، للوصول إلى
هدفه. وهو إذا اصطاد صيداً، بالغ في الجهد
الذي صرفه في صيده، ونوه بجودة حصانه،
وبالطريقة التي صاد بها فريسته.

وهو إذا ما أراد مدح انسان، قدم لمدحه
مقدمة تزيد على شعر المدح في الغالب، يذكر
فيها الأهوال والمخاطر وحرّ الشوق،
والتلهف الشديد وما شاكل ذلك من أمور،
لتكون شرح حال له يبين مبلغ حبه له واخلاصه
لمن سيمدحه، ذي الجود والكرم والسخاء،
الذي يجود بماله عنده، و لا يحسب لنفسه
ولأهله حساباً، يجود خاصة في السنة
الجماد، وفي مواسم القحط والبرد الشديد
حيث تموت الماشية والأنعام، ومع ذلك فإن
الممدوح، لا يعبأ بكل ذلك، ويسخر من الخوف
من العواقب السيئة التي ستحيق به إن بذر
ماله. وقد يبالغ الشاعر نفسه في مدح نفسه،
ويشيد بسخائه وجوده، ويتخذ من ذلك قصص
شجار يقع بينه وبين زوجه في الغالب،
يشاركها ولدها فيه، بسبب تبذير الرجل لما
عنده من مال، وعدم اهتمامه بما سيحيق
بأهله من جوع وفقر.

وهو إذا تغزل، فوصف محبوبته، فإنما يصف
منها ما يلفت نظره، من أجزاء في الجسد، أو
لون أو ما شاكل ذلك مما يلفت نظره، وقد
يقارن بينها وبين بعض الحيوانات التي
تعجبه مثل المها والظباء، والخيل
والعقبان وقد زعم أهل الأخبار ان "امرأ
القيس" كان قد سبق العرب إلى أشياء لبتدعها
استحسنتها العرب واتبعه فيها الشعراء،
منها انه شبّه النساء بالأمور المذكورة،
فصار تشبيه هذا لهن سنّة لمن جاء بعده من
قالة الشعر. وقد يصف الليل وشدة طوله وسهره
فيه ومبلغ ما ألمّ به من أرق لفراق
محبوبته، أو من شدة تذكره لها، وقد يذكر
حزنه على فراقها وكيف انه كان يقضي لياليه
ساهراً يناجي نجوم السماء، ويعدها، ينتظر
ذهاب كابوس ليله عنه حتى يتراءى له نور
الصباح، وفيه الأمل والرجاء. ووصفه كله،
ليس وصفاً كلياً عاماً محيطاً، وانما وصف
جزئي، جاء تعبيراً عن خاطر الشاعر ومحاكاة
للطريقة التقليدية التي توارثها الشعراء
بعضهم عن بعض.

وقد برز بعض الشعراء في وصف بعض
الحيوانات، كما أشرت إلى ذلك في مواضع
سابقة، فقد اشتهر "أبو دؤاد" بوصف الخيل،
حتى صُيّر بطل الشعراء في هذا الميدان،
واشتهر النابغة الجعدي بوصف الفرس،
واشتهر أوس ابن حجر بوصف الحمر، وعرف
علقمة بن عبدة بوصف النعامة. وقد وصف غيرهم
من الشعراء هذه الحيوانات وغيرها، كما نجد
ذلك في الأشعار المنسوبة اليهم.

ومن أبرز المواضيع التي تطرق اليها
الشعراء في وصفهم لمظاهر الطبيعى: المطر،
والنخيل، والسحب، ومشاهد من فصول الشتاء،
والغدران ومواضع المياه والسيول والنحل
والعسل البري، وبعض الصخور الغريبة،
والطيور، أما البحر والسفن، فيردان على
لسان الشعراء الساكنين على السواحل، حيث
يرون البحر وسفنه. ولكننا لا نجد وصفاً
خاصاً بهما، يظهر فيه تأثر الشاعر وإحساسه
بالبحر، أو بالسفن، من حيث هي سفينة، وإنما
ذكر وهماً عرضاً على سبيل الفخر، ولأمور
عرضية أخرى. فالوصف الجاهلي لعناصر
الطبيعة خالياً من المشاعر الخاصة، ومن
التصورات المعبرة عن إلهام الشاعر الذاتي.

وذكر أن من الشعراء من كان يتأله فيؤ
جاهليته ويتعفف في شعره، ولا يستبهر
بالفواحش ولا يهتم في الهجاء، ومنهم من
كان ينعي على نفسه ويتعهر، ومنهم امرؤ
القيس والأعشى، وأن منهم من كان يأتي
بالحكم في شعره، مثل:

/ 456