معروف في الجاهلية والاسلام، منهم
"اللجلاج" الحارثي، وهو طفيل بن زيد بن عبد
يغوث، وأخوه "مسهر" فارس شاعر، ومنهم من
أدرك الإسلام، : "جعفر بن علية بن ربيعة بن
الحارث ابن عبد يغوث"، وكان شاعراً
صعلوكاً.ولما مدح "الحطيئة" "بغيض بن عامر بن لاي بن
شماس بن لاي بن انف الناقة"، واسمه "جعفر بن
قريع بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن
تميم"، وهجا "الزبرقان"، واسمه "الحصين بن
بدر بن امرئ القيس بن خلف بن عوف بن كعب"،
صاروا يفخرون ويتباهون بأن يقال لهم "انف
الناقة"، وكانوا يعيرون به ويغضبون منه،
ويفرقون من هذا الاسم، حتى ان الرجل منهم
كان يسأل ممن هو فيقول من "بني قريع"
فيتجاوز جعفراً أنف الناقة، ويلغي ذكره
فراراً من هذا اللقب، إلى ان قال "الحطيئة"
هذا الشعر فصصاروا يتطاولون بهذا النسب
ويمدون به اصواتهم في جهارة، إذ قال:
قوم هم الانف والاذناب غيرهم
ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا
ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا
ومن يسوي بأنف الناقة الذنبا
عليهم، إذ كان لسانهم الذاب عنهم المدافع
عن اعراضهم، الهاجي لأعدائهم بشعر هو
كالمقرض يقرض أعداء قومه قرضاً.
وادفع عن اعراضكم وأعيركم
لساناً كمقراض الخفاجي ملحبا
لساناً كمقراض الخفاجي ملحبا
لساناً كمقراض الخفاجي ملحبا
"عمرو بن كلثوم" ويرونها صغاراً وكباراً،
حتى هجاهم شاعر من شعراء خصومهم
ومنافسيهم:بكر بن وائل، إذا قال:
ألهي بني تغلب عن كل مكرمة
يرونها أبداً مذ كـان اولـهـم يا
للرجال لشعر غير مسـئوم
قصيدة قالها عمرو بن كلثـوم
للرجال لشعر غير مسـئوم
للرجال لشعر غير مسـئوم
بعضهم من شتم الناس ومن هتك الاعراض، ومن
التكلم عنهم بالباطل، تجنب الناس قدر
امكانهم الاحتكاك بهم، وملاحاتهم والتحرش
في أمورهم، خوفاً من كلمة فاحشة قد تصدر
منهم، تجرح الشخص الشريف فتدميه، و "جرح
اللسان كجرح اليد"، كما عبر عن ذلك "امرؤ
القيس" أحسن تعبير. والامر ما قال طرفة:
ايت القوافي تتلجن موالجـاً
تضايق عنها أن تولجها الابر
تضايق عنها أن تولجها الابر
تضايق عنها أن تولجها الابر
وولشعراء ألسـنة حـداد
ومن عقل الكريم إذا اتقاهم
إذا وضعوا مكاويهم علـيه
وإن كذبوا فليس لهن حيله
على العورات موفية دليله
وداراهم مدارة جـمـيلة
وإن كذبوا فليس لهن حيله
وإن كذبوا فليس لهن حيله
بالشعر، قليل التعرض لأهله:استعداه رهط من
تميم بن أبي مقبل على النجاشي لما هجاهم،
فأسلم النظر في أمرهم إلى حسان بن ثابت،
فراراً من التعرض لأحدهما، فلما حكم حسان
أنفذ عمر حكمه في النجاشي كالمقلد من جهة
الصناعة، ولم يكن حسان-على علمه بالشعر-
أبصر من عمر رضي الله عنه بوجه الحكم، وان
اعتل فيه ما اعتل"."وكذلك صنع في هجاء الحطيئة الزبرقان بن
بدر: سأل حسان، ثم قضى على الحطيئة
بالسجن"، وقد كان عمر قد كره ان يتعرض
للشعراء، فاستشهد حساناً، فلما بيّن حسان
رأيه في الشعر، انفذ حكمه، فتخلص "عمر"
بعرضه سليماً.و"تميم بن مقبل بن عوف بن حنيف" العجلاني،
من الشعراء الذين أدركوا الإسلام فأسلم،
وكان يهاجي "النجاشي"، فهجاه "النجاشي"
يوماً، فاستعدى "تميم" "عمر"عليه. فلما قرأ
"النجاشي" على "عمر" ما قاله في "تميم" أمر
بضربه وحبسه. وكان يبكي أهل الجاهلية."وسئل أبو عبيدة: أي الرجلين أشعر: أبو
نُواس، أم ابن أبي عيينة ؟ فقال: أنا لا
أحكم بين الشعراء الأحياء، فقيل له: سبحان
الله كأن هذا ما تبين لك ! فقال: أنا ممن لم
يتبين له هذا ؟! "وذلك خوفاً ولاشك من لسان
الشاعر الحي. "ولسير الشعر على الأفواه هذا
المسير تجنب الأشرافُ ممازحة الشاعر خوف
لفظة تسمع منه مزحاً فتعود جداً " وكانوا
يهابون الشاعر الهجّاء البذيء اللسان
المتمكن من شعر الهجاء، أكثر من غيره من
بقية الشعراء، لما كان يتركه هجاؤه من أثر
فيهم، حتى الشعراء البارزون كانوا يتقون
شر الشاعر الهجاء ويبتعدون عنهم.