احيا طريقة الأغلب. وهو الأغلب بن جشم
العجلي عاش في الجاهلية مدة وأدرك الإسلام
وأسلم وله شعر في سجاح لما تزوجت مسيلمة
الكذاب".و"الهزج"نوع من أعاريض الشعر، من الأغاني
وفيه ترنم. وهو باب معروف من أبواب الشعر
عند الجاهليين، كباب الرجز، بدليل جعل
"الوليد ابن المغيرة" اياه صنفاً من أصناف
الشعر. وقد عرف من كان يقول الهزج ب"الهزاج"
و "أهزج" إذا هزج الهزج، أي قال به.
والهزاجون طبقة امتازت عن غيرها بقولها
الهزج، وكانوا يرددونه ترديد الغناء،
ولذلك عدّ من الأغاني، لطيبه لأن الهزج من
الأغاني. فهي إذن من الشعر الغنائي "Lyric".وقد استعمل العرب الهزج في أناشيد
التنشيط للقتال، وفي المناسبات العامة،
مثل الأفراح، والتجمعات، حيث يترنم القوم
جماعة بأنغام الهزج، فالهزج شعر مقرون
بغناء وترنيم.و"الرمل" من الشعر كل شعر مهزول غير مؤتلف
البناء. قال بعض العلماء عنه: "وأما الرمل
فإن العرب وضعت فيه اللفظة نفسها، عبارة
عندهم عن الشعر الذي وضعه أهل الصناعة، لم
ينقلوه نقلاً علمياً و لا نقلاً تشبيهياً.
وبالجملة فإن الرمل كل ما كان غير القصيد
من الشعر وغير الرجز". وقد أخذ علماء
العروض اللفظة والمعنى كما سمعوها من
العرب ولم يحدثوا عليهما أي تغيير. مما يدل
على أنه كان من الأبواب المميزة المعروفة
عند الجاهليين. وذلك مثل الرجز والقصيد،
والمقبوض والمبسوط، على نحو ما ذكرت قبل
قليل.وأما "القصيد" من الشعر، فما تم شطر أبياته
أو شطر أبنيته، سمي بذلك لكماله وصحة وزنه.
سمي قصيداً لأنه قصد واعتمد، وإن كان ما
قصر منه واضطرب بناؤه نحو الرمل والرجز
شعراً مراداً مقصوداً، وذلك ان ما تم من
الشعر وتوفر آثر عندهم وأشد تقدماً في
أنفسهم مما قصر واختل، فسمّوا ما طال ووفر
قصيداً، أي مراداً مقصوداً، وإن كان الرمل
والرجز أيضاً مرادين مقصودين. وقيل "القصيد
من الشعر المنقح المجوّد المهذب الذي قد
أعمل فيه الشاعر فكرته ولم يقتضبه
اقتضاباً كالقصيدة".والقصيد، جمع القصيدة، وقيل: الجمع قصائد
وقصيد. سُمي قصيداً لأن قائله احتفل له
فنقحه باللفظ الجيد والمعنى المختار،
وقالوا: سمي الشعر التام قصيداً لأن قائله
جعله من باله فقصد له قصداً ولم يحتسه
حسياً على ما خطر بباله وجرى على لسانه، بل
روي فيه خاطره واجتهد في تجويده ولم يقتضبه
اقتضاباً. ويقال قصد الشاعر وأقصد، إذا
أطال وواصل عمل القصائد. والذي في العادة
أن يُسمى ما كان على ثلاثة أبيات أو عشرة
أو خمسة عشر قطعة، فأما ما زاد على ذلك
فإنما تسميه العرب قصيدة. "وقيل: إذا بلغت
الأبيات سبعة فهي قصيدة، ولهذا كان
الإيطاء بعد سبعة غير معيب عند أحد من
الناس. . ومن الناس من لا يعد القصيدة إلا
ما بلغ العشرة وجاوزها ولو ببيت واحد.
ويستحسنون أن تكون القصيدة وتراً، وأن
يتجاوز بها العقد، أو توقف دونه". فالقصيدة
اذن كلمة طويلة بالنسبة إلى القطعة، فيها
وحدة أطول هي وحدة القصيدة، التي تعرف
بفتافيتها. ويعبر عنها بلفظة "كلمة"
"الكلمة" مجازاً، كما عبر عنها في المؤلفات
القديمة.وينسب إلى "الأخفش"قوله:"القصيد من الشعر
هو الطويل، والبسيط التام، والكامل
التام، والوافر التام، والرجز التام،
والخفيف التام، وهو كل ما تغنى به
الركبان، ولم نسمعهم يتغنون بالخفيف". و
"القصد" مواصلة الشاعر عمل القصائد
وإطالته كالإقصاد. قال الشاعر:
قد وردت مثل اليماني الهزهاز
تدفع عن أعناقها بالاعـجـاز
تدفع عن أعناقها بالاعـجـاز
تدفع عن أعناقها بالاعـجـاز
أعيت على مقصدنا والرجاز
الشعر الجاهلي. جاء ان أحد شعراء "بكر بن
وائل" سخر من تغلب لما كانت تتباهى به من
ترديدها لقصيدة شاعرها "عمرو بن كلثوم" في
مدح نفسه وقومه، فقال:
ألهى بني تغلب عن كل مكرمة
يروونها أبداً مذ كان أولـهـم
يا للرجال لشعرٍ غير مسـئوم
قصيدة قالها عمرو بن كلثـوم
يا للرجال لشعرٍ غير مسـئوم
يا للرجال لشعرٍ غير مسـئوم