مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقد ذهب "غرونباوم" إلى أن القصيدة
العاشرة من القصائد المنسوبة إلى "عمرو بن
قميئة"، ربما تكون أقدم قصيدة تامة وصلت
النا من الشعر الجاهلي، "على أنها لم تكن
بعد تفي بجميع مقتضيات النقاد النظريين،
لأنها لا تشمل، في الأبيات التسعة عشر
التي تلي النسيب، إلا على وصف سحابة
ممطرة، ومدح رجل يدعى امرأ القيس بن عمرة.
ولو ان هذه القصيدة تأخرت عن العصر، بوقت
قصير، لاعتبرت أثراً غثاً. وليس السبب في
ذلك أن عدد أبيات القصيدة من بعد قد أزداد
إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف، أو بلغ أو جاوز
المائة، وإنما هو في كثرة المشاهد التي
حشدت حتى تحققت هذه المنظومات الرائعة.

ومن شواهد ذلك قصيدتان للاعشى" حوالي 565-629م
" هما الأولى والسادسة من ديوانه وأولى
قصائد أبي ذؤيب الهذلي"ت حوالي 650م"، وفيها
تصوير لسلطة القدر المحتوم في ثلاثة مشاهد
مؤثرة تمثل مصرع حمار الوحش القوي وثور
الوحش الهائج، والفارس الشاكي السلاح
المستجن بدرعه. وإذ كان الحافز لقول
القصيدة هو وفاة ابن الشاعر، فقد جمعت هذه
القصيدة جمعاً موفقاً بين مزايا المرثية
وخصائص القصيدة".

وقد بلغ الشعر الجاهلي ذروته عند ظهور
الإسلام. كان الشعراء في هذا العهد ينظمون
القصيد ببحوره التي ضبطت وثبتت في
الإسلام، في مقاصد أشرت اليها في موضع آخر
من هذا الجزء من الكتاب، كما كانوا قد
طوّروا الرجز وتفننوا فيه. وقد أدى ظهور
الإسلام إلى إحداث تغير في نمط القصائد،
لأن الإسلام حدث تأريخي جاء برأي في شؤون
الحياة جديد، فكان لا بد للشعراء من
مجاراة هذا التيار الفكري، لا سيما بعد
خروج العرب من جزيرتهم وانتشارهم في أرضين
جديدة غنية، وحكمهم لأقوام كانت لهم
حضارة، فكان لا بد من تأثر النفس بالوضع
الجديد، والشعر تعبير عن النفوس
والأحاسيس.

والقافية من الشعر الذي يقفو البيت، سميت
قافية لانها تقفوه، أو لأن بعضها يتبع أثر
بعض. وقيل:هي آخر كلمة في البيت، أو الحرف
الذي تبنى عليه القصيدة، وهو المسمى
روياً. وعرّف "الخليل" القافية بقوله:
"القافية من آخر حرف ساكن فيه، أي في
البيت، إلى أول ساكن يليه مع الحركة التي
قبل الساكن". وأرى ان هذا التعريف قد أخذه
"الخليل" من أهل الكتاب.

فالقافية بهذا التعريف تقابل Maqqeph "مقف"
"مقيف"عند العبرانيين، و"المقيفات"هي التي
تحدد الشعر، وتجعل من الكلام المؤلف من
"مقيفات"شعراً، ولا يستبعد استعمال
الجاهليين لهذا المصطلح استعمال
العبرانيين والسريان له، فلما دوّن
"الخليل"علم العروض أخذ هذا المصطلح منهم،
ودليل ذلك ورود لفظة "قافية" و "القوافي" في
الشعر قبل أيام الخليل، ثم اختلاف العلماء
وتباين آرائهم في معنى القافية.

ويذكر أهل الأخبار أن "مهلهل بن ربيعة"،
وهو خال "امرئ القيس" الشاعر، وجدّ "عمرو بن
كلثوم" هو اول من قصد القصائد. وقد قال
"الفرزدق" فيه: ومهلهل الشعراء ذاك الأول فهو اول شعراء القصائد، وهو متقدم على
"امرئ القيس".

ويرى "فون غرونباوم" ان الشعراء حرصوا منذ
حوالي السنة 500 م على التصريع في المطلع،
ثم التزم قافية واحدة في جميع أبيات
القصيدة، من أولها إلى آخرها، بحيث يسوغ
القول: إن القافية الواحدة ادل على وحدة
القطعة الشعرية من المعاني الواردة فيها.

"ويتجلى في أقدم المحفوظ من الشعر العربي
تنويع عظيم في الوزن، وصقل بارع في
التعبير اللغوي. وهذا يعني أنه كان قد نشأ،
قبل ذلك، مذهب شعري ينص على التنويع والصقل
المشار اليهما. واخذت الاقطار المختلفة
تؤثر أوزاناً مختلفة، ويكاد يكون من
المرجح ان الفرس قد تركوا، في شعر
الأقدمين من شعراء العراق، تأثير بالغاً
في الطريقة الفنية. فهنالك وزنان على
الاقل، امتاز بهما هؤلاء الشعراء هما
الرمل والمتقارب، وربما زدنا اليهما
الخفيف زويبدو انها جميعاً اقتبست من أصول
فارسية بهلوية نوحورت بما يلائم الأوضاع
العربية.

وربما كان للسريان فضل ما في وضع
المصطلحات الفنية الأولى مثل كلمة "البيت"
أي "الخيمة" لتدل على الوحدة الجزئية من
القصيدة. لكن كان لنظرية الفن العروضي،
على العموم نشأة مستقلة، فالخليل بن احمد
"ت 175ه-791 م"، وضع قواعد العروض العربي بعد
ذلك بزمن طويل، وقد بقيت قواعده معتمد
الادباء عبر القرون. فقد أقر الخليل ستة
عشر وزناً، واطرح بعض الأوزان الهزيلة
التي كان القدماء قد استنبطوها. ثم إنه جرى
على طريقة، جرى عليها الحاة من بعد في
الرمز إلى صيغة اللفظة، فأشار إلى وحدة
الإيقاع الشعري بصيغة مشتقة من فعل".

/ 456