حملاً ثقيلاً، باعتذارهم عن امور متكلفة
وردت في شعر زعم انه كان للقدماء من
الشعراء، فالتصريع مثلاً، إذا كثر
استعماله في القصيدة دل في نظر العلماء
بالشعر على التكلف، إن كان من المحدثين،
أما إذا كان من المتقدمين، فلا يعد
متكلفاً في نظرهم، واعتذروا عنه بأنه جرى
على عادة الناس، لئلا يخرج عن المتعارف.
ومن هذا القبيل التصريع المنسوب إلى امرئ
القيس:
تروح من الحي أم تبتكـر
أمرخُ خيامهم أم عـشـر
وشاقك بين الخليط الشطر
وفيمن أقام من الحي هر
وماذا عليك بأن تنتـظـر
أم القلب في إثرهم منحدر
وفيمن أقام من الحي هر
وفيمن أقام من الحي هر
والشعر المسمط الذي يكون في صدر البيت
أبيات مشطورة أو منهوكة مقفاة، وتجمعها
قافية مخالفة لازمة للقصيدة حتى تنقفي.
وقيل: أبيات مشطورة تجمعها قافية واحدة
وهو الذي يقال له عند المولدين "المخمس".
ومن انواعه المسبع والمثمن، وقيل المسمط
من الشعر ما قفى أرباع بيوته وسمط قافية
مخافة. يقال: قصيدة مسمطة وسمطية. ومن
الشعر المسمط المنسوب إلى امرئ القيس
قوله:
ومستلئم كشفت بالرمـح ذيلـه
فجعتُ به في ملتقى الخيل خيله
تركت عتاق الطير تحجل حوله
أقمت بعضب ذي سفاسق ميله
تركت عتاق الطير تحجل حوله
تركت عتاق الطير تحجل حوله
كان على أثوابه نضح جـريال
توهمت من هند مـعـالـم أطـلال
مرابع من هند خـلـت ومـصـايفُ
وغيَّرها هوجُ الرياح الـعـواصـف
وكـل مـسـف ثـم آخــر رادف
عفاهنَّ طول الدهر في الزمن الخالي
يصيح بمغناهـا صـدى وعـوازف
وكـل مـسـف ثـم آخــر رادف
وكـل مـسـف ثـم آخــر رادف
باسحم من نوء السماكـين هـطّـال
حين التقى بامرئ القيس ، فسأله: "أخبرني عن
التسميط المنسوب إليك، أ صحيح هو عنك ؟
وينشده الذي يرويه بعض الناس:
يا صحبنا عرّجـوا
مهـرية دُلًـــج
في سيرها مُعـج
نقف بكـم أسـج
في سيرها مُعـج
في سيرها مُعـج
طالت بها الرحل
فعرّجوا كلهم
والعيس تحملـهـم
ليست تعلـلـهـم
والهم يشغلـهـم
ليست تعلـلـهـم
ليست تعلـلـهـم
وعاجت الرمـل
يا قوم إن الهوى
في القلب ثم ارتقى
فهدّ بعض القوى
إذا أصاب الفتـى
فهدّ بعض القوى
فهدّ بعض القوى
فقد هوى الرجل
ما سمعت هذا قط، وإنه لقرى لم اسلكه، وان
الكذب لكثير، وأحسب هذا لبعض شعراء
الإسلام، ولقد ظلمني وأساء إلي! أبعد
كلمتي التي أولها:
ألا انعم صباحاً أيها الطلـل الـبـالـي
وهل ينعمن من كان في العصر الخالي
وهل ينعمن من كان في العصر الخالي
وهل ينعمن من كان في العصر الخالي
خليلي مرا بي على أم جنـدب
لاقضي حاجات الفؤاد المعذب
لاقضي حاجات الفؤاد المعذب
لاقضي حاجات الفؤاد المعذب
وهذا الوزن من أضعف الرجز".ونسبوا اليه كثرة التصنع في غير أول
القصيدة، وكثرة استعمال الضرب المقبوض في
الطويل، وكثرة الأقواء في القافية. ويعد
الاقواء من عيوب الشعر، غير أننا لا
نستطيع مجاراة علماء العروض في هذا الرأي،
إذ يجوز ألا يكون الاقواء عيباً عند أهل
الجاهلية وانما صار عيباً في الإسلام، بعد
تثبيت قواعد اللغة والبحور. ونجد الرأي
مثبتاً في رسالة الغفران.