إذا رغب، والنابغة إذا رهب، والأعشى إذا
شرب".وحجة من قدم "الاعشى"، أنه كان "أكثرهم
عروضاً وأذهبهم في فنون الشعر، وأكثرهم
طويلة جداً، وأكثرهم مدحاً وهجاء ونظراً
وصفة كل ذلك عنده".ووجد "النابغة" من فضله على غيره من شعراء
الجاهلية، وفيهم الخليفة "أبو بكر" الذي
كان يقول عنه "هو أحسنهم شعراً، وأعذبهم
بحراً، وأبعدهم قعراً". و "عمر" والشاعر
"جرير"، وحجة من قدم النابغة على غيره أنه:
"كان أحسنهم ديباجة شعرٍ، وأكثرهم رونق
كلام، وأذهبهم في فنون الشعر، وأكقثرم
طويلة جيدة، ومدحاً وهجاء، وفخراً، وصفة"،
" ,اجزلهم بيتاً. كان شعره كلام ليس فيه
تكلف".وزعم أن "الكميت" كان يقول: "عمرو بن كلثوم
أشعر الناس"، وأن الشاعر "ذو الرمة" فضل
"لبيداً" على كل الشعراء.و "كان أبن أبي أسحاق، هو عالم، ناقد،
ومتقدم مشهور، يقول: "أشعر الجاهلية
مُرَقش"، وسأل عبد الملك بن مروان الأخطل:
من اشعر الناس؟ فقال: العبد العَجلاني،
يعني تميم بن أبي بن مقبل"، وهو من
المخضرمين، "وقيل لنصيب مرة: من اشعر
العرب؟ فقال: أخو تميم، يعني علقمة بن
عبدة، وقيل أوس بن حجر، وليس لأحد من
الشعراء بعد امرىء القيس، ما لزهير
والنابغة، والأعشى في النفوس.وذكر "أبن سلام" أن "أبا عمرو بن العلاء"
كان يرى أن "خداش أبن زهير" " أشعر في قريحة
الشعر من لبيد، وأبى الناس إلا تقدمه لبيد.
وكان يهجو قريشاً". ولعل هذا الهجاء هو الذي
جعل الناس يأبون تقديمه في الشعر.وروي عن "الاصمعي"، أن "أبا عمرو بن العلاء"
كان يقول: "كان أوس بن حجر فحل العرب، فلما
أنشأ النابغة طأطأ منه"، وذكرعنه أيضاً،
وقد سئل عن النابغة وزهير، أنه قال: "ماكان
زهير يصلح ان يكون أخيذاً للنابغة، يعني
راوياً عنه: وروي أن اهل البصرة أجمعوا على
امرىء القيس وطرفة بن العبد واجمع اهل
الكوفة على بشر بن ابي خازم والاعشى
الهمداني، واجمع اهل الحجاز على النابغة و
زهير.وليونس النحوي رأي في اشعر الشعراء، قيل
انهه سئل "عن اشعر الناس فقال: لا أومىء إلى
رجل بعينه، ولكني اقول: امرؤ القيس إذا غضب
والنابغة إذا رهب، و زهير إذا غضب". فربط
الشاعرية بحالته من الحالات النفسية. وورد
التفضيل على هذا النحو: "اشعر الناس أمرؤ
القيس إذا ركب، وزهير إذا رغب، والنابغة
إذا رهب، والاعشى طرب. وكان زهير اجمع
الناس للكثير من المعاني في القليل من
الالفاظ، واحسنهم تصرفا في المدح
والحكمة".ترى مما تقدم ان موضوع من كان اشعر شعراء
الجاهلية موضوع حساس، لما كان للعصبية
وللذوق الشخصي دخل فيه، ثم انهم لم يكونوا
يحكمون من الدارسة الكل، أي بدراسة كل ما
ينسب لى الشاعر من شعر، وانما كانوا ربما
حكموا على الشاعر ببيت أو بيتين، وحكم مثل
هذا لا يمكن ا يتخذ حكما علميا، اضيف إلى
ذلك انهم لم يميزوا بين ما نسب إلى الشاعر
من شعر، وبين ما صح له من شعر، بعد تمييز
صحيحه من فاسده، ثم مطابقته ومقابلته بشعر
الشعراء الاخرين. إلى امور اخرى من هذا
لقبيل، يطرقها النقاد الشعر والادب،
بمقاييس ثابتة، اما مقاييس تلك الايام فقد
اختلفت وخضعت للعواطف والاهواء، و "
السيوطي " على حق حين يقول في هذا الموضوع:
"و هذا يدلك على اختلاف الاهواء وقلة
الاتفاق".وقد يعمد علماء الشعر إلى بيت من شعر،
فيجعاونه احسن بيت قيل في الجاهلية، أو
عند العرب، فقد قالوا: ان الاتفاق قد وقع
على ان امدح بيت للجاهلية، وهو قول زهير:
تراه إذا ما جئته متـهـلـلا كأنك
تعطيه الذي انت سائله
تعطيه الذي انت سائله
تعطيه الذي انت سائله
امدح بيت قالته العرب في الجاهلية قول ابي
الطمحان القيني:
وان بـنـي اوس بـن لأم ارومة
أضاءت لهم احساسهم ووجوههـم
دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
علت فوق صعب لا ترام مراقبته
دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه
الهذلي:
والنفس راغبة إذا رغبتها
واذا ترد لى قليل تقنـع
واذا ترد لى قليل تقنـع
واذا ترد لى قليل تقنـع