مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقد يكون خبر الديوان، وخبر "الطنوج" من
مفتعلات "حماد" و"ابن الكلبي" لإظهار سبب
تفوق أهل الكوفة على اهل البصرة بالعلم
والشعر، كما يظهر ذلك جلياً من نص الخبر،
وهو" ومن ثم اهل الكوفة اعلم بالشعر من أهل
البصرة، ولإظهار سبب تفوق "ابن الكلبي" على
غيره من أهل الأخبار في رواية أخبار ملوك
الحيرة، غير اني لا أستبعد مع ذلك وجود
دفاتر وكتب في خزائن ملوك الحيرة وفي
قصورها وكنائسها، وقد كان فيها شعر ونثر
واخبار ومراسلات وسجلات بالاموال وما
شابه ذلك، لوجود ديوان حكومي عندهم تولاه
"عدي بن زيد"، ووجود علماء ورجال دين عندهم
الفوا الكتب في امور الدين وفي العلوم
التي كانت سائدة في ذلك الوقت، لكنها تلفت
وهلكت بسبب الاحداث التي وقعت في لحيرة
ايم الفتح لاسلامي لها، ولرتحال الناس
عنها وفي جملتها رجال الدين، وتهدم
كنائسها وبيوتها بسبب نقل حجارتها إلى
الكوفة لبناء بيوت بها، مما سبب تلف تلك
المدونات المكتوبة على ادم وقراطيس سهلة
التلف، والتي لا يمكن لها مقاومة مثل هذه
الاحداث. و لا يستغرب ذلك، فقد تلفت نسخ
القرآن الاولى مثل نسخة "حفصة بنت عمر"،
ونسخة "عثمان" وهلكت رسائل الرسول وكتبه
على اهميتها، وذهبت الصحف القديمة التي
دون بها الحديث أو سيرة الرسول وغير ذلك في
ايام الراشديين وبني امية، فهل يستغرب بعد
ذلك ذهاب ما دون ايام ملوك الحيرة وانطماس
أثره ؟!.

وقد تعرض "بروكلمن" لموضوع تدوين الشعر أو
عدم تدوينه عند الجاهليين، فقال: "ومن ثم
يعد خطأ من مركيلوث وطه حسين إن انكر
استعمال الكتابة في شمال الجزيرة العربية
قبل الإسلام بالكلية، ورتبا على ذلك ما
ذهبا اليه من إن جميع الأشعار المروية
لشعراء جاهليين مصنوعة عليهم، ومنحولة
لاسمائهم.

ولكن بديهياً إن الكتابة لم تقض قضاءاً
كلياً على الرواية الشفوية. فقد كان لكل
شاعر جاهلي كبير على وجه التقريب رواية
يصحبه، يروي عنه اشعاره، وينشرها بين
الناس، وربما احتذى آثاره الفنية من بعده،
وزاد عليها من عنده. وكان هؤلاء الرواة
يعتمدون في الغالب على الرواية الشفوية
ولا يستخدمون الكتابة الا نادراً.

وعن الرواة كانت تنتشر الدراية بالشعر في
اوساط اوسع واشمل، بعد أن يذيع في قبيلة
الشاعر نفسه. ولهذا لم يكن التحرز عن السقط
والتحريف، وإن لاحظنا إن ذاكرة العرب
الغضة في الزمن القديم كانت أقدر قدرة لا
تحد على الحفظ والاستيعاب من ذاكرة العالم
الحديث".

وقد تعرض المستشرق "كرنكو" لموضوع الكتابة
والتدوين عند العرب، وقد ذهب إلى إن نظم
الشعر مرتبط بالكتابة، بدليل أن بعض
القوافي تظهر حقيقتها للعيان اكثر منه
للسمع، بحيث أن الحروف وليست الاصوات، هي
التي تلعب دوراً هاماً في الشعر. غير إن
رايه هذا لم ينل تأييداً من غالبية
المستشرقين. وذهب "كولدزيهر"، إلى احتمال
تدوين العرب لشعر الهجاء، لما لهذا النوع
من الشعر من أهمية عندهم، فإن في شعر
الشاعرة "ليلى" الاخيلية:




  • أتاني من الانباء أن عـشـيرة
    يروح ويغدو وفدهم بصحـيفة
    ليستجدلوا لي، ساء ذلك معملا



  • بشوران يزجون المطي المذلا
    ليستجدلوا لي، ساء ذلك معملا
    ليستجدلوا لي، ساء ذلك معملا



وفي شعر ابن مقبل:




  • بني عامر، ما تأمرون بشاعر
    تخير بابات الكتابات هجـائيا



  • تخير بابات الكتابات هجـائيا
    تخير بابات الكتابات هجـائيا



غير إن بعضهم يرى صعوبة تصور ذلك، لعدم
وجودج أدلة مقنعة تثبت الرأي.

وقد توقف "بلاشير" ايضاً في قضية تدوين
الرواة لشعر الشاعر الذي تخصصوا به، أو
برواية شعر أي شاعر كان. يرى احتمكال تدوين
بعض الرواة الحضر لبعض عيون الشعر، غير أنه
يعود، فيرى أن ذلك مجرد احتمال، وإن من
الصعب اثباته بأدلة مقنعة، ويذهب إلى إن
رواية الرواة، كانت رواية شفوية كذلك.

ولا استبعد احتمال تدوين الشعراء
الجاهليين الذين كانوا يحسنون الكتابة
والقراءة لاشعارهم، كما استبعد احتمال
تدجوين رواة الشعر للشعر، ولا سيما ما نبه
وشرف منه، غير أننا لا يمكن أن نقول إن
الشاعر كان إذ ذاك يدون كل شعره، أو أن
الرواة، كانوا يدونون كل ما حفظوه من
الشعر، لأن هذا النوع من التدوين لم يكن
مألوفاً عندهم، كما كان يكلف ثمناً
باهظاً، لا قبل للشاعر أو للرواية بتحمله،
ثم إن القرطاس كان نادراً عندهم، والتدوين
على الادم، غالياً، ينوء بثمنه الشاعر أو
الرواية، ويأخذ مكاناً، ولا سيما إذا كان
الشاعر من الاعراب، وانا لا استبعد احتمال
وجود مثل هذه المدونات عند الحضر، مثل اهل
الحيرة، لانتشار الكتابة بينهم ولشيوع
التدوين عندهم، ولكن الاحداث وعوامل
الطبيعة أتلفت تلك المدونات، فلم تسقط
لهذا السبب في ايدي رواة الشعر والاخبار.

/ 456