مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

"رأينا علماء اللغة وأهل العربية قد طرحوا
أمثلة اختلاف اللغات في كتبهم، فلا قيمة
لها عندهم الا حيث يطلبها الشاهد وتقتضيها
النادرة.فيُ عرض كلامهم، لأنهم لم
يعتبروها اعتباراً تأريخياً، فقد عاصروا
أهلها، واستغنوا بهذه المعاصرة عن توريث
تأريخها لمن بعدهم، ولو إن منهم من نصب
نفسه لجمع هذه الاختلافات وإفرادها
بالتلوين يعد استقصائها من لهجات العرب،
وتمييز أنواعها بحسب المقاربة والمباعدة،
والنظر في أنساب القبائل التي تتقارب في
لهجاتها والتي تتباعد،وتعيين منازل كل
طائفة من جزيرة العرب والرجوع مع تأريخها
إلى عهدها الأول الذي يتوارث علمه شيوخ
القبيلة وأهل أنسابها،لخرج من ذلك علم
صحيح في تأريخ اللغة وأدوار نشأتها
الاجماعية، يرجع البه على تطاول الأيام
وتقادم الأزمنة، ولكان هذا يعد أصلا فيما
يمكن أن يسمى تأريخ آداب العرب، يفرعون
منه ومحتذون مثاله في الشعر وغيره مش ضروب
الأدب.

ولكن القوم انصرفوا عن هذا وأمثاله
لاعتقادهم أصالة اللغة، وانها خلقت كاملة
بالوحي والتوقيف، وان أفصح اللهجات انما
هي لهجة اسماعيل عليه السلام، وهي العربية
القديمة الجيدة كما قال سيبويه".

"وعلى هذا اعتبروا لهجات العرب لعهدهم
كأنها أنواع منحطة خرجت عن أصلها القرشي
بما طرأ عليها من تقادم العهد وعبث
التأريخ، فلم يجيئوا ببعضها إلا شاهداً
على الفصاحة الأصلية في العربية وخلوّ ها
من التنافر والشذوذ، وتماماً على الذي
جمعوه من أصول العربية، وتفصيلاً لكل شيء
إلا التأريخ".

"ومع أن الرواة قد وضعوا كتباً كثيرة
ومصنفات ممتعة في قبائل العرب ومنازلها
وأنسابها وأسمائها واشتقاق الأسماء
وألقابها ومدحها وأشعارها وفرسانها
وأيامها، وفى ذلك مما يرجع إلى التأريخ
المتحدد، فلو أنهم اعتقدوا اللغاتِ بسبب
من ذلك ولم يعرفوها بالوصف الديني الثابت
الذي لا يتغير قي حقيقته، لأجروها مجرى
غيرها من آثار التاريخ، ولكن ذلك الزمن قد
طوي بأهله، ولحق فرعه باصله، فبقي ذلك
الخطأ التاريخي كأن صوابه من بعض التأريخ
الذي هو حديثُ الغيب".

ويستمر "الرافعي" في حديثه هنا، فيقول:
"نقول هذا وقد قرأنا ما بين أيدينا من كتب
الفهرست والراجمُ الطبقات على كثرتها،
وتبينا ما يسرد فيها من لسماء الكتب
والأصناف" عسى إن تجد من آثار احد الرواة
أو العلماء ما يدل على وضع كتاب في تأريخ
لهجات العربُ يمييز لغاتها علي الوجه الذى
أومأنا لليه، او ما عسى أن نستدل به على
انهم كانوا يعتبرون ذلك اعتباراً
تأريخاً، ولكنا خرجنا منها على حساب ما
دخلنا فيها: صفر في صفر، ولم يزدنا تعدادُ
أسماء الكتب علماّ بموت هذا العلم وأنه لا
كتب له، للسبب الذي شرحناه من اعتبارهم
أصالة العربية".

وفي كتاب "فهرست" لابن النديم، وفي
المؤلفات الأخرى لسماء كتب وضعها علماء
اللغة في للغات، من ذلك "كتاب اللغات"
ليونس بن حبيب " 183ه" من علماء العربية،
وكان أعلم الناس بتصارف النحو، و "كتاب
اللغات" لأبي زبد الانصارى "215ه"، و"كتاب
اللغات" للاصمعي "213ه "، "17 2 ه"، و "كاب
اللغات" لابن دريد "321 " و "كتاب اللغات" لأبي عمرو الشيباني "213ه"، و "كتاب
مجرد الغريب" على مثال العين وعلى غير
ترتيبه، "وأوله هنا كتاب ألفه في غريب كلام
العرب ولغاتها على عدد حروف الهجاء
الثمانية والعشرين"، وهو لعلي بن الحسن،
ويكنى أبا الحسن الهنائي، و "كتاب
الاستعانة بالشعر وما جاء في اللغتت" لعمر
بن شبة "262ه"، إلى غير ذلك من مؤلفات دونت في
هذا الباب.

لكننا لا نستطيع أن نتحدث عما عالجته من
موضوعات وعما ورد فيها من بحوث، بسبب اننا
لا نملك نسخاً منها، فلا ندري إذا كانت قد
وضعت فى خصائص لغات العرب من نحو وصرف
ومفردات، أم أنها ألفت في الشواذ والنوادر
وفي الأضداد واختلاف الألفاظ،وما يتعاور
الأبنية من الاختلاف الصرفي والنحوي،لأن
كل وجه من ذلك إنما هو أثر من لغة. والأصح،
أنها لم توضع في خصائص لغات الجاهلين وفي
قواعد نحوها وصرفها لضبطها، كالذي فعلوه
في دراسة عربية الفرآن الكريم، فهذا عمل
كبير، يحتاج إلى استقراء وتتبع لألسنة
العرب في للجاهلية وعند ظهور الإسلام،
وإنما كانت قد ألفت فيما جاء في الشعر
الجاهلي وفي نوادر الأعراب وكلامهم من
اختلاف وتغاير وشواذ، مما يغاير لغة
القرآن الكريم، ودليل ذلك، أننا نرى أق
المؤلفات التي نقلت من تلك الكتب في باب
لغات العرب، لم تتحدث بشيء عن أصوله فى
وصرف تلك اللغات،

/ 456