تعدو الذئاب على من لا كلاب له
وتتقي مربض المستنفر الحامي
وتتقي مربض المستنفر الحامي
وتتقي مربض المستنفر الحامي
للنابغة. وقد ذكر الرواة، إن من المحتمل إن
يكون "الزيرقان" استزاده في شعره كالمثل
حين جاء موضعه لا مجتلباً له، وقد تفعل ذلك
العرب، لا يريدون به السرقة. وقد حدث مثل
ذلك في بيت شعر هو لابي الصلت بن ابي
ربيعة، هو:
تلك المكارم لا قعبان من لبن
شيبا بماء فعادا بعد أبـوالا
شيبا بماء فعادا بعد أبـوالا
شيبا بماء فعادا بعد أبـوالا
وبعد غد، يا لهف نفسي من
غد إذا راح اصحابي ولست برائح
غد إذا راح اصحابي ولست برائح
غد إذا راح اصحابي ولست برائح
الطمحان" من المخضرمين، ثرب الزبير بن عبد
المطلب.وروي أن البيت:
تعدو
الحمد لله لا شريك لـه
من لم يقلها فنفسه ظلما
من لم يقلها فنفسه ظلما
من لم يقلها فنفسه ظلما
وكان معروفاً عند حفظة الشعر مثل "الحسن بن
علي بن ابي طالب" انه له، الا إن الرواة
يذكرون إن "النابغة" الجعدي، قال للحسن: "يا
ابن رسول الله، والله اني لاول الناس
قالها، وان السروق من سرق امية شعره". وروي
ايضاً إن البيت:
من سبأ الحاضرين مأرب إذ
يبنون من دون سيله العرما
يبنون من دون سيله العرما
يبنون من دون سيله العرما
من علماء الشعر يرويها لأمية ابي الصلت،
وقسماً اخر، كان متردداً، فقد ذكر ام
راوية سأل "خلف الاحمر" عن القصيدة، فقال:
للنابغة، وقد يقال لأمية. ويظهر من هذين
المثلين، أن الرواة كانوا يخلطون بين شعري
الشاعرين.ومن ذلك نسبة الشعر الذي فيه:
دان مسف فويق الارض هيدبه
فمن بنجوته كمن بعـقـوتـه
والمشتكي كمن يمشي بقرواح
يكاد يدفعه من قام بـالـراح
والمشتكي كمن يمشي بقرواح
والمشتكي كمن يمشي بقرواح
الشعر:
والشعر صعب وطويل سلمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
والادب، وهو يدل على إن الشعر لم يكن
مدوناً في بادئ امره، وانما كان يروي
حفظاً، ولو كان قد أخذ من كتاب لما جاز
عقلاً وقوع مثل هذا الخطأ والاشتباه.ويحدث إن شاعرين يصنعان قصيدتين من بحر
واحد وروي واحد، فيختلط امرهما على
الرواة، يدخلون أبياتاً من هذه في تلك،
فتختلط نسبة الابيات.وقد وضع على لسان "عدي بن زيد" العبادي شعر
كثير. وقد علل "ابن سلام" سبب ذلكبقوله: "كان
يسكن الحيرة ومراكز الريف، فلان لسانه،
وسهل منطقه، فحمل عليه شيئ كثير، وتخلصه
شديد، واظطرب فيه خلف، وخلط فيه المفضل
فأكثر. وله اربع قصائد غرر وروائع مبرزات،
وله بعدهن شعر حسن"، وقد تكون العصبية يد
في هذا الوضع. فعدي من اهل الحيرة، وقد
تعصب اهل الكوفة للحيرة، إذ انتقل اكثر
اهل الحيرة إلى الكوفة، فأقاموا بها،
وتعصبوا لتأريخهم القديم، فلعل هذه
العصبية هي التي حملتهم على وضع الشعر على
لسانه لرفع شأن نصارى الحيرة في الشعر.ومع اشتهار الحيرة بالكتابة، واشتهار
"عدي" بها خاصة، إذ كان من كتاب "كسرى"
بالعربية، فإننا لم نعثر على خحبر يفيد إن
الرواة اخذوا شعر "عدي" عن ورقة جاهلية، أو
ديوان جاهلي مدون. ولو كان لعدي ديوان
مدون، لما وقع في شعره ما قاله "ابن سلام".وقد يسأل سائل: كيف أن يعقل إن يضع شاعر
مثل حماد الراوية فخماً جزلاً يستعز به
ينسبه إلى الجاهليين؟ ولو نسبه إلى نفسه
لكان اليوم فخراً له ولعد من أكابر
الشعراء فأقول: كان طلب آل مروان للشعر
الجاهلي شديداً. وهذا ما صير رواية الشعر
من الحرف النافعة التي كانت تدر أرباحاً
طيبة لأصحابها تزيد على الارباح التي يحصل
عليها الشاعر من شعره. وقد كسب حمّاد من
حرفته هذه مالاً حسناً. غير أن الإلحاح في
طلب هذا الشعر والغغراء الذي أبداه عشاقه
للرواة، لأفسد الرواة، وحملهم على وضع
الشعر وحمله على القدماء للحصول على
الاجر، ولنيل الخطوة، ولأظهار العلم وسعة
الحفظ.