مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
ولأجل تكوين فكرة علمية صحيحة
عن هذه الأخبار وعن درجة سعة هذا الاختلاف ومقدارها وما يجب أن يقال فيها،
لا بد من نقد كل ما ورد في هذا الباب من
حديث وروايات، وغربلته غربلة دقيقة. وتكون
أول هذه الغربلة في نظري بنقد سلسلة رجال
السند، أي الرواة، لمعرفة الروابط التي
كانت تربط بينهم وصلة بعضهم ببعض
وملاقاتهم، وما قيل وورد فيهم، إذ نسبت
احاديث إلى أشخاص قيل انهم رووها عن أناس
ثقات، ثبت من النقد أن بعض رجال السند لم
يلتقوا في حياتهم بمن حدثوا عنهم كما في
حديث قتادة عن ابن عباس، أو أنهم رووا ما
رووه تسرعاً وبدون سند أو إجازة لمجرد
سماعهم برواية أولئك الأشخاص لتلك
الروايات.ثم إن هذا النقد لا يكفي وحده، بل لا بد من
نقد متن الحديث من حيث لغته وأسلوبه
ومضمونه وروحه، ومن حيث انطباق بعض
الروايات على جوهر القرآن الكريم وما عرف
عن الرسول. فبهذا النقد للمتن، نتمكن من
الحكم على إمكان صدور الحديث عن الرسول أو
عدمه.وبعد كلّ ما تقَدم، علينا حصر أمثلة
الاختلاف التي ذكرها العلماء، وضبط كل ما
ورد في الأخبار من هذا القبيل، لنتمكن من
الحكم على مقدار ما اختلف فيه وسعته ودرجة
موافقته لما جاء في ذلك الحديث وفي تلك
الأخبار، ثم دراسة، هذه الكلمات التي قيل
انها تمثل لهجات قبائل وانها حرف من هذه
الأحرف السبعة المذكورة في الحديث، لقد
لخص "ابن قتيبة" الأحرف السبعة بالأوجه
التي يقع بها التغاير:
فأولها: ما تتغير
حركته، ولا يزول معناه ولا صورته، مثل: ولا
يضار كاتب - بفتح -الراء وضها.وثانيها: ما يتغير بالفعل مثل بعَدَ
وباعد، يلفظ الطلب والماضي.وثالثها: ما يتغير باللفظ مثل: نُنشزها
وننُشرها بالراء المهملة.رابعها: ما يتغير بإبدال حرف قريب المخرج
مثل طلح منضود وطلع منضود.خامسها: ما يتغير بالتقديم والتأخير
مثل:وجاءت سكرة الموت بالحق، وجاءت سكرة
الحق بالموت.وسادسها: ما يتغير بالزيادة والنقصان،
مثلاً: وما خلق الذكر والأنثى، والذكر
والأنثى، بنقص لفظ ما خلق.سابعها: ما يتغير بإبدال كلمة بأخرى، مثل:
كالعهن المنقوش، وكالصوف المنفوش.وأجمل "ابن الجزري." الأوجه السبعة ب:
1 - و
ذلك إما في الحركات بلا تغير في المعنى
والصورة نحو: البخل بأربعة أوجه، ويحسب
بوجهين.2 - أو بتغير في المعنى فقط فى: فتلقى آدمُ
من ربه كلماتٍ، برفع آدم ونصب لفظ كلمات
وبالعكس.3 - واما في الحروف بتغير المعنى لا الصورة
نحو: تبلو، وتتلو.4 - وعكس ذلك، نحو بصطة وبسطة، ونحو الصراط
والسراط.5 - أو بتغيرهما نحو فامضوا، فاسعوا.6 - وإما في التقديم والتأخير، نحو
فيقتلون، ويقتلون، بفتح ياء المضارعة مع
بناء الفعل للفاعل في إحدى
الكلمتّين،وبضمها مع بناء الفعل للمفعول
في الكلمة الأخرى.7 - أو في الزيادة والنقصان.وقد أوجز "أبو الفضل" الرازي" الحروف
السبعة في:
1 - اختلاف الأسماء من إفراد،
وتثنية، وجمع، وتذكير، وتأنيث.مثل: والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون،
قرئ هكذا جمعاً، وقرىء لأمانتهم بالإفراد.