مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

على
ان إظهار الحزن لم يكن يناسب رجال القبيلة
كما كان لائقاً بنسائها، وخاصة بالأخوات،
ومن ثم بقي تعهد الرثاء الفني من مقاصدهن
حتى عصر التسجيل التأريخي".

وقد لعبت الأغاني دوراً كبيراً في الصيد
والحرب، فقد رافقتهما منذ أوائل انشغال
الإنسان بهما. ولم يكن الصيد متعة وتسلية
ورياضة عند العرب حسب، بل كان لسدّ حاجة
وللتغلب على شغف العيش أيضاَ، ونجد في
الشعر الجاهلي شعراً جعل الصيد، نوعاً من
الرياضة والتسلية، واظهار الرجولة في
التغلب على الوحش الكاسر، والحيوان
المتوحش، وأكثر أصحابه من المترفين
والمتمكنيين، من أصحاب الخيل السريعة،
مثل الملوك وسادات القبائل، والشعراء
الذين يرافقونهم في رخلات صيدهم، أو
يقومون هم أنفسهم برياضة الصيد.

ويلعب الغزو دوراً خطيراً في حياة
الجاهليين، فقد كان الغزو في الواقع نوعاً
من أنواع الكفاح في سبيل الحياة، عليه
معاشهم، وبواسطته يحافظون على حياتهم
وأموالهم، وقد أنتج ضرباً من ضروب الشجاعة
والمغامرة، يتجلى في الشعر الحماسي، الذي
يقال قبل القتال وفي أثناء احتدامه. ونكاد
لا نقرأ خبر يوم من أيام العرب أو غزو، أو
قتال إلا ونجد للشعر فيه دوراً ومكاناً في
هذه الأحداث. يستوي في ذلك شعر الجاهلية
والشعر الذي قيل في الأحداث التي وقعت في
صدر الإسلام.

ونجد للنسيب، والغزل مكانة في الشعر
الجاهلي، وقد نجد فيه وصفاً للجمال الحسي
لأعضاء الجسد. وقد آخذ العلماء امرأ القيس
والأعشى على مجاهرتهما بالفحش وبالزنا في
شعرهما. والمجاهرة بالأتصال الجنسي بصورة
عارية مكشوفة من الأمور التي لا ترد بكثرة
في الشعر الجاهلي.

و لا بد وأن يكون الشعر قد مر في مراحل،
لعل أقدمها مرحلة السجع، أي النثر المقفى
المجرد من الوزن، الذي تخصص فيه الكهان
عند ظهور الإسلام، وهو والد "الرجز"، أبسط
أبواب الشعر، ومن الرجز نشأ بناء بحرو
العروض، التي يظهر أثر الموسيقى على
صياغتها على رأي بعض المستشرقين، وهو أثر
يدل على ما كان للغناء من صلة بالشعر. ولعل
هذه الصلة هي التي حملت العلماء على القول
بأن بحور الشعر نشأت في الأصل من سير
الإبل، من ترنيم الشاعر شعره على ايقاع
سير الإبل. غير ان البحث عن هذا الموضوع
وعن موضوع كيفية نشوء بحور العروض وصلتها
بعضها ببعض لا تزال من الدراسات العويصة
المشكلة الشائكة التي لا يمكن الاتفاق
عليها، لعدم وجود أسس ثابتة يرتكز عليها
الجدل القائم بين الباحثين في كيفية تطور
الشعر الجاهلي. أما ان هذه البحور، قد نشأت
من سير الإبل، فكلام لا يقوم على علم، وهو
من باب حدس الحداس، فلدى الشعوب الأخرى
شعر، له ترانيم وبحور، ومع ذلك، فإنها لم
تكن تركب الإبل، و لا تعرف ايقاع أرجلها
عند المشي.

وقد قام المستشرقون بدراسة البحور التي
نظم الشعراء الجاهليون بها شعرهم، فوجدوا
أن البحر الطويل يأتي في المرتبة الأولى
من البحور، يليه الكامل، فالوافر،
فالبسيط. أما المتقارب فيوجد عند امرئ
القيس، كما يوجد عنده المنسرح قليلاً.
واستعمل "طرفة" الرمل في قصيدة يبلغ طولها
"74" بيتاً، ترتيبها الخامس في ديوانه، كما
استعمل السريع في قصيدتين، واستعمل كل من
امرئ القيس وطرفة المديد في قصيدة واحدة،
وأما الخفيف، فقد وجد في شعر المرقشين،
وعبيد بن الأبرص، وعامر بن الطفيل،
والأعشى، و لا يوجد الهزج إلا في قطعتين
منحولتين، واحدة لطرفة، وأخرى لامرئ
القيس.

وقد ذهب "غرونباوم" إلى أننا نجد تفنناً في
شعر شعراء العراق وفي شعر من احتك بالحيرة
من شعراء أكثر مما نجده في شعر أي مكان آخر.
وذكر أن شعر "أبي دؤاد" الإيادي قد جاء على
اثني عشر بحراً، ثم يرى أن المدرسة
العراقية قد أكثرت من بحر الرمل، و لا
يستعمل هذا البحر في الشعر القديم إلا أبو
دؤاد في ثلاث قصائد، وطرفة في ثلاث قصائد،
وعدي في سبع قصائد، والمثقب في قصيدة
واحدة، والأعشى في قصيدتين. واستعمله امرؤ
القيس في قصيدة واحدة، ورأى في ذلك دلالة
على تأثر امرئ القيس بأبي دؤاد، وتأييداً
للرواية التي ترى أنه كان راوية لأبي دؤاد.

ويجئ امرؤ القيس وعدي والأعشى بعد أبي
دؤاد في تنويع البحور التي نظموا بها، فقد
نظم كل واحد منهم في عشرة أوزان. وتدل
الدراسات التي قام بها "فرايتاك" على قلة
ورود النظم في بخري الرمل والخفيف بالنسبة
إلى البحور الأخرى. ويظن ان الشعر الوارد
في كتاب: "البخلاء" للجاحط، وهو:

/ 456