مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وبسبب هذا الفقر في نظري، ان قبائل بلاد
الشام، كانت قد تأثرت بلغة وبثقافة أهل
الشام، وبالنصرانية المتأثرة بالسريانية
وبالرومية وقد غلبت عليها نزعة
الاستقرار، فاستقرت في حواضر حضرية كبيرة
مثل دمشق وحمص وحلب، وقنسرين، وغيرها، وهي
حواضر معظم سكانها من السوريين والروم، لا
من العرب، وكانت نصرانية، صلواتها
بالسريانية، وثقافتها سريانية يونانية
فتأثرت بثقافة من عاشت بينهم، وانصرفت إلى
الزراعة ورعي الماشية، وشابت لهجتها رطانة
ارمية، ولم تحفل بالشعر احتفال بقية العرب
به. لذلك لم يظهر من بينها شاعر فحل.

أما عرب العراق، فقد كانوا عرباً
وأعراباً، عربهم في قرى عربية، حكامها من
العرب ورجال دينها نصارى، ولكنهم نصارى
عرب أو مستعربة، علموا العربية في
كنائسهم، ونشروا الخط العربي في خارج
العراق، وتفقهوا في علوم العربية، وفي
جملة هذه العربية الشعر. وأما أعرابهم،
فقد كان قوم منهم نصارى والباقون على
الشرك وعلى سمة الأعراب منذ وجدوا من
الميل إلى الاستقلال وعدم الخضوع لحكم
أحد، ومن الاعتزاز بالنفس والتعبير عن
الأحاسيس المرهفة بقول الشعر، وأما
حكامهم، وهم ملوك الحيرة، فكانوا على سنة
كبار سادات القبائل من استقبال الشعراء
والاستماع إلى انشادهم، وتلبية طلباتهم،
وكان من صالحهم اصطناع الشعراء لامتداد
ملكهم إلى نجد واليمامة أحيانا" والى
البحرين وهي من أهم مواطن الشعر في
الجاهلية، والشعراء أبواق الدعاية في ذلك
العهد، وقدكان ملوك الحيرة شعراء، ينظمون
الشعر، ولهم اطلاع ووقوف على شعر الشعراء،
وكان من اتصل بهم من سادة الحيرة شعراء
كذلك، لهم شعر مدوّن في كتب الأدب، وفيه ما
قالوه في فتوح المسلمين للعراق، فمن هنا
ظهر الشعر في العراق، على حين خمل في بلاد
الشام.

ولم تكن القبائل سواء في الشعر وفي عدد
شعرائها، وهذا شيء طبيعي، لا يختلف فيه
اثنان. وقد لاحظ ذلك علماء الشعر، فأشاروا
إلى أسماء قبائل أنجبت في الشعر وأخصبت في
الشعراء، وكان "الجاحظ" الكاتب الذكي ممن
لاحظ ذلك، فقال: "وبنو حنيفة مع كثرة
عددهم، وشدة بأسهم، وكثرة وقائعهم، وحسد
العرب لهم على دارهم وتخومهم وسط أعدائهم،
حتى كأنهم وحدهم يعدلون بكراً كلها، ومع
ذلك لم نر قبيلة قط أقل شعراً منهم. وفي
اخوتهم عجل قصيد ورجز، وشعراء رجازون.
وليس ذلك لمكان الخصب وانهم أهل مدر،
وأكالو تمر، لأن الأوس والخزرج كذلك، وهم
في الشعر كما قد علمت. وكذلك عبد القيس
النازلة قرى البحرين، فقد تعرف ان طعامهم
أطيب من طعام أهل اليمامة.

وثقيف أهل دار ناهيك بها خصباً وطيباً،
وهم وان كان شعرهم أقلّ، فان ذلك القليل
يدل على طبع في الشعر عجيب، وليس ذلك من
قبل رداءة الغذاء، ولا من قلة الخصب
الشاغل والغنى عن الناس، وانما ذلك عن قدر
ما قسم اللّه لهم من الحظوظ والغرائز،
والبلاد والاعراق مكانها.

وبنو الحارث بن كعب قبيل شريف، يجرون
مجاري ملوك اليمن، ومجاري سادات أعراب أهل
نجد، ولم يكن لهم في الجاهلية كبير حظ في
الشعر. ولهم في الإسلام شعراء مغلقون.

وبنو بدركانوا مفحمين، وكان ما أطلق
اللّه به ألسنة العرب خيراً لهم من تصيير
الشعر في انفسهم. وقد يحظى بالشعر ناس
ويخرج آخرون، وان كانوا مثلهم أوفوقهم.
ولم تمدح قبيلة في الجاهلية، من قريش، كما
مُدحت مخزوم، ولم يتهيأ من الشاهد والمثل
لمادحٍٍفي أحد من العرب، ما تهيأ لبني بدر.

وقد كان في ولد زرارة لصلبه، شعر لقيط
وحاجب وغيرهما من ولده. ولم يكن لحذيفة
ولالحصن، ولاعيينة بن حصن، ولالحمل بن بدر
شعر مذكور.

وقال "يونس بن حبيب" الضبي، "ليس في بني أسد
إلا خطيب أو شاعر، أو قائف، أو زاجر، أو
كاهن، أو فارس، وليس في هذيل إلا شاعر أو
رام أو شديد العدو". وذكر"الجاحظ" أن "عبد
القيس" بعد محاربة "اياد" تفرقوا فرقتين،
ففرقة وقعت بعمان وشق عمان، وفيهم خطباء
العرب، وفرقة وقعت إلى البحرين وشق
البحرين، وهم من اشعر قبيلة في العرب. ولم
يكونوا كذلك حين كانوا في سرة البادية وفي
عدن الفصاحة، ولابن سلام رأي في هذا
الموضوع إذ يقول: "وبالطائف شعر وليس
بالكثير، وإنما يكثر الشعر بالحروب التي
تكون بين الاحياء، والذي قلل شعر قريش أنه
لم يكن بينهم نائرة ولم يحاربوا، وذلك
الذي قلل شعر عمان".

/ 456