مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
وجاء ان افصح الشعراء ألسناً وأعربهم أهل
السروات، وهن ثلاث الجبال المطلة على
تهامة مما يلي اليمن، فأولها هذيل، وهي
تلك السهل من تهامة ثم جبلة السراة
الوسطى، وقد شركتهم ثقيف في ناحية منها،
ثم سراة الازد، أزد شنوءة، وهم بنو الحارث
بن كعب بن الحارث بن نضر بن الازد. وذكر ان
قبيلة "هذيل" هي في طليعة القبائل عدداً في
الشعراء، فقد روي العلماء لأربعين شاعراً
منهم في الجاهلية والاسلام، وهو عدد قياسي
بالنسبة إلى عدد الشعراء الذين أنجبتهم
القبائل الاخرى، وقيل عنها إنخا اعرقت في
الشعر. وروي أن سائلاً سأل"حسان بن ثابت":
"من أشعر العرب؟فقال:أراحلاً أم حياً؟
قيل:بل حياً، قال:اشعر الناس حياً هذيل".
وكان الشافعي يحفظ عشرة الاف بيت من شعر
هذيل بأعرابها وغزيبها ومعانيها". وقد عدت
"هذيل" أشعر القبائل في رأي بعض العلماء.وذكر الاخباريون ان العرب كانت تقر لقريش
بالتقدم في كل شيئ إلا في الشعر، فإنها
كانت لا تقر لها به، حتى كان عمر بن أبي
ربيعة، فأقرت له الشعراء بالشعر ايضاً ولم
تنازعها. وقالوا: إن قريشاً كانت اقل العرب
شعراً في الجاهلية، فأضطرها ذلك ان تكون
أكثر العرب انتحالاً للشعر في الإسلام.وروي عن "معاوية" انه كان يقول: فضل
المزنيون الشعراء في الجاهلية والاسلام.
وكان يقول: أشعر اهل الجاهلية زهير بن أبي
سلمى واشعر الإسلام ابنه كعب، و"معن بن
أوس" و "معن"شاعر مجيد من مخضرمي الجاهلية
والاسلام.فبعض العرب مخصبين في الشعر، وبعضهم أقل
خصباً، وقد رجع "الجاحظ" سبب ذلك إلى
الموهبة والطبع، فكما ان النبوع يتفاوت
بين انسان وانسان، كذلك يتفاوت الشعر بين
قبيلة وقبيلة، ورجع "ابن سلام" ذلك إلى
عامل البداوة، والحضارة، فلأعراب
متشاجرون مكثرون من الغزوات يغزو بعضهم
بعضاً، والشعر يكثر بالحروب التي تكون بين
الاحياء، أما الحضر، فأنهم لا يميلون إلى
الحروب والمعارك، ولذلك يقل شعرهم على
رأيه. ولهذا السبب قل شعر قريش، لأنه لم
يكن بينهم نائرة ولم يحاربوا. فالحرب تهيج
العواطف، وتحمل الناس على التحمس لها
والدفاع عن انفسهم وتكديس كل القوى للتغلب
على العدو، والشعر من أهم وسائل تسعير نار
الحرب.وقد اشار اهل الأخبار إلى بيوت ذكروا إلى
بيوت ذكروا انها اشتهرت بقول الشعر،
وبظهور المعرقين فيها، وضربوا أمثلة
عليها بيت "أبي سلمى". فقد كان شاعراً واسمه
ربيعة، وابنه زهير بن ابي سلمى، وله خؤولة
في الشعر، خاله بشامة بن الغدير، وكان كعب
وبجير ابنا زهير شاعرين، وجماعة من
ابنائهما.وضربوا المثل ببيت "حسان بن ثابت"، فقد كان
أبوه وجده وأبو جده شعراء، وابنه عبد
الرحمن شاعر، وسعيد بن عبد الرحمن شاعر.ومن البيوتات التي عرفت بالشعر، بيت "نهشل
بن حري بن ضمرة بن جابر بن قطن"، ستة ليس
يتوالي في بني تميم مثلهم شعراً، وكذلك
بيت "النعمان بن بشير"، وكانت أنه "عمرة بنت
رواحة" شاعرة، وخاله "عبد الله ابن رواحة"
أحد شعراء الرسول.ومن بيوتات الشعر المعرقة في الجاهلية
والاسلام، "آل الحارثي"، منهم "عبد يغوث بن
الحارث بن وقاص" الحارثي. وكان شاعراً من
شعراء الجاهلية، فارساً سيد قومه من "بني
الحارث بن كعب"، وهو الذي كان قائدهم
يوم"الكلاب" الثاني فأسرته "تيم"وقتلته.
ومنهم "اللجلاج" الحارثي، وهو طفيل بن زيد
بن عبد يغوث، وأخوه "مسهر"فارس شاعر، وهو
الذي طعن " العامر ابن الطفيل" في عينه يوم
"فيف الريح". ومنهم ممن أدرك الإسلام "جعفر
بن عُلبة بن ربيعة بن الحارث بن عبد يغوث"
وكان شاعراً صعلوكاً، أخذ في دمٍ فحبس في
المدينة ثم قتل صبراً.
وقد تعرض "جرجي
زيدان" لموضوع تنقل الشعر في الأقاليم،
فقال: "واذا أحصيت شعراء الجاهلية الذين
بلغنا خبرهم بالنظر إلى المواطن، رأيت نحو
خمسيهم من نجد، والخمس الثالث من الحجاز ن
والرابع من اليمن والباقي من العراق، وفئة
قليلة من البحرين و اليمامة وتهامة"، وذلك
على أعتبار ان القبائل: "كندة"، و " أسد"، و
"مزينة"، و "عبس"، و "سلم" نو "عامر"، و "طيء"،
و "جشم"، و"ضبيعة"، و "سعد"، و " ضبة"، و
"جعدة"، و "باهلة"، و "تميم"، و "عكل"، و "بكر"،
و "مرة"، و "نبهان"، ومن قبائل نجد ن و ان "
ذبيانط، و "هذيل"، و "الاوس"،