ابنه خرفاً، فقال له رجل: يا عبد الله أحسن
اليه، فطالما أحسنَ اليك! قال: أو تدري من
هو ؟ قال: نعم هو أبوك أو جدك، قال: هو والله
ابن ابني ! قال الرجل: لم أرَ كاليوم في
الكذب و لا مستوغر بن ربيعة !! قال: فأنا
المستوغر بن ربيعة". "قال أبو عمرو بن
العلاء: عاش المستوغر ثلاثَ مائة وعشرين
سنة".وقد ذكره "ابن حجر" في الصحابة، وقال عنه:
"المستوعز، بعين مهملة ثم زاي، ابن ربيعة
بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم السعدي،
أبو بيهس، واسمه عمرو، والمستوعز لقب".
وكان من فرسان العرب في الجاهلية، وقال
"المرزباني" انه عاش في أيام معاوية، ويقال
مات في صدر الإسلام. والأغلب ان وفاته كانت
قبل الإسلام، وانه لا يمكن لذلك عدّه من
الصحابة.والأفوه الأودي، هو "صلاءة بن عمرو بن
مالك " من "مذحج"، ومذحج من اليمن، فهو من
اليمانيين، وكان من سادات قومه وقائدهم في
حروبهم، وكانوا يصدرون عن رأيه، والعرب
تعده من حكمائها، بما اشتمل عليه شعره من
الحكمة. وقد اشتهر بقصيدته:
فينا معاشر لم يبنوا لـقـومـهـم وان
لا يَرٌشُدُن ولن يرعوا لمرشـدهـم
أضحوا كقيل بن عمرو في عشيرته
أو بعده كقـدارٍ حـين تـابـعـه
والبيت لا يبُتنـى إلا لـه عـمـدُ
ف'ن تجـمـع أوتـادُ وأعـمـدة
وإن تجمـع أقـوام ذوو حـسـب
لا يصلح الناسُ فوضى لا سراة
تبقى الأمور بأهل الرأي ما صلحت
إذا تولى سراة الـقـوم أمـرهـم
امارة الغيّ أن يُلقى الجميع لـذي
حان الرحيل إلى قومٍ وان بـعـدوا
فسوف أجعل بُعد الأرض دونكـمُ
إن النجاء إذا ما كنت ذا نفر
فالخير تزداد منه ما لقيت به
والشرّ يكفيك منه قلما زادُ
بني قومُهم ما أفسدوا عـادوا
فالجهل منهم معاً والغيّ مـيعـاد
إذ أهلكت بالذي سدّى لهـا عـاد
على الغواية أقوامُ فـقـد بـادوا
ولا عمـاد إذا لـم تـرس أوتـادُ
وساكن بلغوا الأمر الـذي كـادوا
اصطاد أمرهم بالرشد مصـطـادُ
لهم و لا سراة إذا جُهالـهـم سـادوا
فإن تولت فبالأشـرار تـنـقـاد
نما على ذاك أمرُ القوم فـازدادوا
الإبرام للأمر والأذنـابُ أكـتـادُ
فيهم صلاحُ لـمـرتـادٍ وارشـادُ
وإن دنت رحمُ مـنـكـم ومـيلاد
من أجّةِ الغيّ إبعادُ فابعـادُ
والشرّ يكفيك منه قلما زادُ
والشرّ يكفيك منه قلما زادُ
دريد، قراءة، ولأبي بكر ابن الأنباري
قراءة. وقد نص "القالي" على القرائتين ومن
أبياتها:
كيف الرشاد إذا ما كنت في
أعطوا غواتهم جهلاً مقادتـهـم
فكلهم في حبال الغيّ منـقـاد
نفرٍ لهم عن الرشد أغلال وأقـياد
فكلهم في حبال الغيّ منـقـاد
فكلهم في حبال الغيّ منـقـاد
إن ترى رأسـي فـيه نـزعُ
انما نـعـمة قـومٍ مـتـعة
ولـيالـيه إلالُ لـلـقــوى
وصروف الدهر في اطباقـه
بينما الناس على عـلـيائهـا
حَتَمَ الدهـرُ عـلـينـا أنـه
ظلفُ ما نال منـا وجـبـار
وشوايَ خـلّة فـيهـا دُوار
وحياة المرء ثوب مستعـار
ومدى قد تجتليهـا وشِـفـار
خلفةُ فيها ارتفاع وانـحـدار
إذ هوَوَا في هُوّةٍ منها فغاروا
ظلفُ ما نال منـا وجـبـار
ظلفُ ما نال منـا وجـبـار