مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وهو رأي صحيح، لأن لغات أهل
اليمامة
متأثرة باللهجات العربية الجنوبية، كما
كانت كتاباتهم بالمسند، بدليل عثور
المستشرقين على كتابات عديدة في مواضع من
اليمامة، مدّونة بهذا القلم، وبلغة عربية
جنوبية بلهجات خاصة بعض التأثر، و لهذا
فنحن نستطيع أن نقول ان كتابات اليمامة
التي عثر عليها الآن والتي سيعثر عليها في
المستقبل، تكون مجموعة فريدة مهمة من
الكتابات و قد تكون جسراً بين العربيات
الجنوبية القحة، وبين اللغات العربية
الشمالية، وقد تكون هذه الخصائص اللغوية
الفريدة هي التي جعلت "ابن سلام" يقول في
طبقاته: "ولا أعرف باليمامة شاعراً
مشهوراً"، اذ سمع أن شعراء اليمامة كانوا
يقولون الشعر بلهجاتهم التي تختلف عن
اللهجة التي نظم بها شعراء مجموعة "ال"،
فأهمل لذلك شعرهم، أو أن شعرهم لكونه
شعراً محلياً خاصاً، لم ينتشر خارج قبائل
اليمامة، فلم يصل إلى علمه منه شيء، فقال
لذلك قوله المذكور، و لم يعده من الشعر
المألوف، الذي تعورف عليه بين علماء
الشعر، ولما كان "الأعشى" و "المرقش"
الأكبر، و المرقش الأصغر، و المتلمس، قد
نظموا الشعر باللهجة المألوفة، ولكونهم
من المتنقلة الذين تنقلوا بين العرب، وقضو
أكثر أوقاتهم خارج اليمامة، لم يدخلهم
لذلك في شعراء اليمامة، لا جهلاً منه
بأصلهم، وانما لما بينته من أسباب.

ولعل لكثرة وجود العبيد والموالي بها دخل
في هذا الباب، فاليمامة أرض خصبة ذات
مياه، استقر أهلها و أقاموا في القرى و
زرعوا واعانوا بالموالي وبالعبيد و بأهل
اليمن لاستغلال أرضهم، فصاروا من أصحاب
الزراعة في جزيرة العرب، كما استغلوا
معادنها، و استعانوا في استغلالها
بالأعاجم، فذكر انه كان في معدن "شمام" ألف
أو يزيد من المجوس، لهم بيت نار. ولعل "آل
كرمان"، و "الأحمر" في الحرملية، هم من
الأعاجم الذين كانوا قد ولجوا هذه المواضع
للعمل بها قبل الإسلام، أضف إلى ذلك وجود
عدد كبير آخر من الموالي في أكثر قرى
اليمامة، شغلوا في الزراعة وفي استغلال
المعادن وفي تصنيعها، و هي أمور يانف منها
الأعرابي و يزدريها.

و لهذا قيل لهم أهل
"ريف"، و قد وصفهم صارت حنيفة أثلاثاً
فثلثهـم من العبيد و ثلث من مواليها
وذلك تعبيراً عن كثرة من كان في اليمامة
من العبيد والموالي الذين لعبوا دوراً
كبيراً في اقتصاد اليمامة، حيث شغلوا في
الزراعة و في الرعي و في استغلال المعادن و
الصناعة، وأنشاء القرى، حتى صارت أرضها
بين قرى وأرض استغلت بزرعها سيحاً، أي على
مياه الأمطار. وأما القرى التي أقيمت على
الآبار و العيون و المياه الجارية و على
حافات الأودية. و قد حفر الرقيق أكثر هذه
الآبار، كما استغلت الآبار العادية، أي
الآبار القديمة التي تنسب إلى ما قبل مجيء
قبائل "ربيعة" إلى اليمامة. و نجد في الكتب
التي وصفت اليمامة ذكراً لمواضع كثيرة،
توفرت بها المياه، فصارت أرضين خصبة،
موّنت اليمامة وغيرها بالحنطة و التمور
والخضر.

وكان جلّ أهل "اليمامة" عند ظهور الإسلام
من "بكر بن وائل"، و بكر ابن وائل من
"ربيعة"، فهم ليسوا من "مضر" اذن، الذين اخذ
عنهم علماء العرية اللغة في الإسلام. فقوم
الاعشى، وهم "بنو قيس بن ثعلبة" من بكر بن
وائل، وبنو حنيفة، وهم قوم "مسيلمة" من"بني
لجيم بن صعب ابن علي بن بكر بن وائل"، فألى
ربيعة كانت الغلبة في هذا العهد، وأما
بطون "تميم" التي كانت تقيم في مناطق من
اليمامة، فلم تكن تكون الكثرة إلى جانب
ربيعة، وتميم ومضر في عرف أهل الاخبار.

واليمامة اقليم مشهور عرف بعذوبة مياهه،
و بخصبه وبكثرة قراه، وبأشتغال اهله
بالزراعة، زراعة النخيل والاشجار المثمرة
والحنطة، كما عرف بتربيته للإبل والبقر
والغنم، ولذلك وفرت اللحوم به، وقد استقر
أهله، وصاروا حضراً وأشباه حضر، ولعل
لصلتهم بالمين ولنزوح أهلها القدماء من
اليمن، وهم من اهل زرع وضرع، ثم توفر الماء
والتربة الخصبة في اليمامة، جعلت كل هذه
الامور اهلها حضراً على مستوى عال من
الحياة بالنسبة إلى من كان يقيم في
البوادي من القبائل، اعتمدوا في الدفاع عن
انفسهم الحصون والبتل التي لا تزال آثار
بعضها قائمة إلى هذا اليوم، فكانوا إذا
بوغتوا بهجوم، اسرعوا إلى بتلهم وقصورهم،
فتحصنوا بها، وهي من اهم ما يميز أهل الحضر
عن اهل الوبر. ولهذا نجد مستوطنات اهل
المدر، مكونة من أطم كما تسمى في "يثرب"، أو
قصور كما تسمى في الحيرة وفي قرى عرب
العراق، وبتل كما عرفت في اليمامة، وبفضل
هذا النظام الدفاعي، حموا انفسهم من هجمات
الاعراب عليهم.

/ 456