مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وأما اليهود والنصارى والمجوس، فقد كانوا
على دينهم، لا يحجون البيت ولا يتقربون
إليه. فلهم عبادتهم الحاصة بهم. فلا نفوذ
لقريش اذن عليهم من ناحية الدين.

نعم، قد يقال لي: ولكن ما قولك في هذا
الاجماع الذي نراه في كتب التواريخ
والأخبار من حج التبابعة إلى مكة ومن
تقربهم إلى الكعبة بالكسوة والألطاف، وقد
كانوا أول من كساها من العرب ؟ ثم ما قولك
في هذا الشعر الذي قالوه في مدح البيت وفي
التقرب إليه وفي الايمان بالله وبرسوله
قبل ظهوره بل قبل مولده بمئات م ن السنين ؟
ثم - ماذا تقول من اشادة "عدي بن زيد"
العبادي بالبيت وقسمه به في شعره، وهو
يخاطب النعمان بن المنذر، الملك الغاضب
عليه ؟ وماذا تقول في قول القائلين، من
الشعراء الجاهليين الآخرين في تعظيم
البيت وفي التقرب إليه، وقسمهم به ومن
مجيء العرب إلى مكة من كل حدب وصوب للعمرة
أو للحج ؟ ثم ماذا ستقول في أشياء أخرى من
هذا القبيل تفند كلها قولك، وتثبت وجود
نفوذ قريش على القبائل وخضوع القبائل لها
في أمور ا لدين ؟ أما حج التبابعة البيت،
فهو حج ولد في الإسلام، أولدته العصبية
القحطانية العدنانية التي تحدثت عنها
وأما الكسوة، فهي من مولدات ومخترعات هذه
العصبية أيضاً. وأما الشعر الذي نسب الى
التبابعة، فهو من فصيلة الشعر الذي روي
على لسان آدم وهابيل وقابيل والجنّ، وأما
المحجات، فقد بحثت عنها في الجزء السادس
من هذا لكتاب. وقد سبق لي أن تحدثت عن
مخترعات أخرى كثيرة غير هذه، أوجدتها
العصبية الفحطانية العدنانية، منها خلق
أنبياء قطانيين، وجعل العربية الأولى،
عربية قحطانية، وجعل العرب العدنانيين
عرباً مستعربة، إن غير ذلك من ابتكارات
أوجدها القحطانيون، بعد أن ذهب الحكم
منهم، وصاروا تبعاً لقريش في الإسلام،
فأخذوا ينبشون الماضي ويبحثون في الدفاتر
العتيقة، ويضعون ويفتعلون، للغض من
خصومهم، ولإظهار انهم كانوا هم اللب
والأصل، وان خصومهم جاء اليهم الحكم
عفواً، من غير أصالة ولا مجد تليد، فهم أصل
كل مجد وفخار..

وقد تعرض العلماء لهذا الموضوع القائم
على العصبية فقال "ابن فارس": "فأما من زعم
أن ولد اسماعيل - عليه السلام - يعيرون ولد
قحطلن أنهم ليسوا عرباً ويحتجون عليهم بأن
لسانهم الحميرية.. فليس اختلاف اللغات
قادحاً في الأنساب. ونحن وإن كنا نعلم إن
القران نزل بافصح اللغات فلسنا ننكر أن
تكون لكل قوم لغة. مع أن قحطان تذكر أنهم
العرب العاربة وأن من سواهم العرب
المتعربة، وأن اسماعيل - عليه السلام -
بلسانهم نطق، ومن لغتهم أخذ، وإنما كانت
لغة ابيه صلى الله عليه وسلم، العبرية "
فأنت أمام رأيين متناقضين، يدعي أصحاب كل
رأي منهما أنهم هم العرب وأن لسانهم هو
اللسان العربي الفصيح المبين،- وأن من
سواهم فغنم، وأصحاب ألسنة فاسدة رديئة.

وأما ما زعموه وحكوه عن أدوار تهذيب
اللغة، ومن انفتاق العربية بلسان اسماعيل
الى اختتامها بالدور العكاظي وهو آخر
أدوار التهذيب اللغوي فأقول انها أقوال
بنيت على أخبار ضنعتها العواطف والمشاعر
العصبية الضيقة التي ظهرت باجلى مظاهرها
في صدر الإسلام عصبية قبلية قديمة كانت
بين يثرب ومكة، أو بين اليمن ومكة، إزدادت
شدة وقوة في الإسلام، بسبب استيلاء قريش
على الحكم، فاستغلت العواطف الدينية
لتأييد هذه العصبية ا السياسية. بجعل قريش
تاجرة جزيرة العرب، وزعيمتها في اللغة،
وموطن الفصاحة والبلاغة، ومجمع علماء
اللغة الذين كانوا ياخذون ويعطون ويقررون
كل ما هو سلس من الكلم وما هو بليغ وفصيح،
حتى جعلوا كلام الله المنزل على رسوله
بلسان عربي مبين، لسان قريش، والله تعالى
يقول: "قرآناً عربياً ولم يقل قريشاً.

والعربية عربية العرب جميعاً من انصار
ومهاجرين، أهل بادية وقرى. "قال الأزهري:
وجعل الله عز وجلّ، القرآن االمنزل على
النبي المرسل محمد، صلى الله عليه وسلم،
عربياً، لأنه نسبة إلى العرب الذين انزله
بلسانهم، وهم النبي والمهاجرون والأنصار
الذين صيغة لسانهم لغة العرب، في باديتها
وقراها العربية، وجل النبي، صلى الله عليه
وسلم، عريياً لأنه من صريح العرب". فلسان
القرآن، لسان العرب جميعاً من مهاجرين
وأنصار، لا لسان قريش خاصة، والنبي وان
كان من قريش، لكنه كان عربياً من صريح
العرب، ودعوته لم تكن دعوة ضيقة خاصة
بقريش، إِنما كانت دعوة عامة جاءت إلى كل
العرب، قوم النبي، ولهذا نزل بلسانهم
وبهذا جائت الاية: "وما أرسلنا من رسول إلا
بلسان قومه"، ثم إلى الناس عامة لحديث:"

/ 456