مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أعطيت خمساً لم يعطهن أحد من الأنبياء
قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وجعلت لي
الأرض مسجداً وطهوراً، وأحلت لي الغنائم
ولم تحل لأحد قبلي، واعطيت الشفاعة، وكان
النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى
الناس عامة".

وأما ما زعموه من تخير قريش وانتقائها
أفضل لغات العرب، حتى صار لسانها أعرب
الألسنة، فزعم بني علي خبر "روي عن أبي بكر
الصديق، رضي الله عنه، انه قال: قريش هم
أوسط العرب في العرب داراً، وأحسنه
جوارأَ، وأعربه ألسنة"، وعلى خبر ينسب الى
قتادة نصه: "كانت قريش تجتبي، أي تختار،
أفضل لغات العرب، حتى صار افضل لغاتها
لغتها، فنزل القرآن بها".. وهو خبر لا زال
يردد ويكرر يوضع بين أقواس تارة وبغير
أقواس تارة أخرى، استشهاداً به حتى وكأنه
صار آية نزلت من السماء، مع كون "قتادة" من
ا الضعفاء، وقد تحدث عن "ابن عباس" مع انه
لم يلتق به، ونسب له أقوالاّ شاع بين
الناس، مع انه لم يره ولم يسمع منه، فهل
يؤخذ بعد بقوله على انه حجة، أو كأنه آية
نزلت من السماء وهل نقبل خبره عن ا اللسان.

اجتباء قريش أفضل لغات العرب، على انه حجة
"يستدل بها على أدوارالتهذيب وأنت لو رجعت
إلى خبر: "أجمع علماؤنا بكلام العرب،
والرواة لأشعارهم والعلماء بلغاتهم
وايامهم ومحالهم إن قريشاً أفصح العرب
وأصفاهم لغة. و ذلك إن الله- جل ثناؤه -
اختارهم من جميع العرب واصطفاهم واختار
منهم نبي الرحمة محمداً صلى الله عليه
وسلم، فجعل قريشا قطان حرمه وجيران بيته
الحرام وولاته.

فكانت وفود العرب من حجاجها وغيرهم يفدون
إلى مكة للحج، ويتحاكمون إلى قريش في
أمورهم. وكانت قريش تعلمهم مناسكهم وتحكم
بينهم.. الخ"، تجده منقولاّ نقلاَ حرفياً
في كل موضع تعرض إلى أفصح العرب، أو
العربية الفصحى، أو اللغة التي نزل بها
الفرآن، يسند أحياناً وبغير سند أحياناً
أخرى، حتى ظهر وكأنه خبر متواتر، وإجماع
لم يخرج عليه عالم من العلماء، فاًخذ به
المحدثون، وقالوا قولهم المذكور، ولكنك
لو تتبعت الخبر، وعملت رأيك في حرفية نصه
في كل الموارد، ثم وقفت على آخر مورد قديم
ذكره، ترى انه خبر آحاد، ورواية واحدة ليس
غير، اكتسب هذا الاجماع بسبب وروده بالحرف
في تلك المؤلفات، فهو لا يفيد قطعاً، وانما
حكمه حكم الأخبار الآحاد.

ثم إن ما ذكروه من صفاء لهجة قريش ومن
فصاحتها، يعارضه قولهم بوجود "غمغمة" في
لغتها. فقد قالوا: الغمغمة: "الكلام الذي لا
يبين، ومنه صفة قريش فيهم غمغمة"، كما
يعارضه قولهم بوجود التضجع في لغة قريش،
فلما نحدث "ثعلب" عن معايب اللغة، قال:
"ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم،
وتلتلة بهراء، وكسكسة ربيعة، وكشكشة
هوازن، وتضجع قريش، وعجرفية ضبة" مما يدل
على انه قصد ب "تضجع قريش": عيباً من العيوب
في الفصاحة. وفي وصف لغة قريش بالتضجع
مناقضة لابتداء كلامه ب "ارتفعت قريش في
القصاحة عن.."، كما لا يخفى. وعلماء العربية
والأخبار يناقضون أنفسهم بأنفسهم، وهو شيء
مألوف عنهم، لأنهم كانوا يعمدون إلى
الرواية والاملاء عن ظهر قلب في الغالب "
لا عن كتاب مدون وصحف مكتوبة، فلاَ غرابة
إن ظهر هذا التباين في كلامه في هذا
المكان.

ثم إن علماء العربية حين يبحئون في النحو
أو في الصرف، أو في مفردات اللغة عن الغريب
والشاذ، يذكرون فيما يذكرون لغة قريش،
ولغة أهل الحجاز، فيقولون:".،. لغة قريش"، و
"بلغة قريش"، كما يقولون: "لغة تميم"، ولغة
طيء، ولغة يمانية، ولغة أسد، وغير ذلك،
ولكنهم يقولون أيضاً: "يقول أهل الحجاز قتر
يقتر، ولغة فيها أخرى يقترُ بضم التاء، وهي
أقل اللغات"، وجاء: "وفي أمالي القالي: لغة
الحجاز ذ أى البقل يذأى، وأهل نجد يقولون:
ذوى يذوي"، إلى غير ذلك، وفي ذكرهم لغة
قريش ولغة أهل الحجاز، مع اللغات الأخرى
في مثل هذه المواضع دلالة بينة على إن
العربية الفصحى ليست عربية قريش، وإنما
عربية أخرى، هي العربية التي نص عليها في
القرآن، أي العربية التي نزل بها الوحي،
وإلا كان من السخف ذكر لغة قريش، حين
الإشارة إلى الغريب والشاذ ومواضع
الاختلاف.

وأما استشهادهم بحديث: "أنا أفصح العرب،
بيد إني من قريش" أو " أنا أفصح العرب، بيد
اني من قربش واني نشأت في بني سعد"، أو "أنا
أفصح من نطق بالضاد، بيد اني من قريش"،
لاثبات أن قريشاًكانوا أفصح العرب، بل أصل
الفصاحة، فالحديث من الآحاديث الغريبة
الضعيفة، رواه أصحاب الغريب، كما نص على
ذلك العلماءْ، فهو لا يفيد حكماّ علمياً
لضعفه هذا، و لا يصلح أن يكون أساساً
لاستشهاد.

/ 456