مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقد يكون من موضوعات العصبية
العدنانية القطانية، وقد يكون من
الأحاديث التي رويت من باب الاشادة بقريش
لكونهم قوم الرسول، وبالإشادة بذكرهم
وتعظيمهم في كل شيء وجعل لسانهم أفصح
الألسنة خدمة في رأيهم للاسلام وللرسول
وللقرآن الكريم. وليس هذا بشيء غريب، فقد
عهدنا أهل الأخبار يروون شعرأَ ونثراً على
آلسنة التبابعة والأقوام الماضية بل والجن
والكهان في الحث على الايمان بالرسول، قبل
ميلاد الرسول بزمن، وقبل ظهور الإسلامء
وهو مقبول عندهم، ودليل ذلك تسطيره في
كتبهم وروايتهم له، ولو تجوزنا وقبلنا
بالحديث، واعتبرناه حديثاً صحيحاً، فإننا
لا نتسطيع مع ذلك أن نفهم منه ما فهموه هم
من انه عنى إن قريشاً أفصح العرب، وانه صار
أفصح العرب، من أجل انه من قريش، لأن معنى
"بيد" على نفسير علماء العربية هو: "غير" و
"على"، والأول أعلى. " يقال رجل كثير المال،
بيد انه بخيل. معناه غير انه بخيل"، ولو
أخذنا بالتفسيرين سالمذكورين قلنا بجب أن
يكون معنى الحديث على هذا النحو: " أنا أفصح
العرب، غير اني من قريش، واني نشأت في بتي
سعد"، أو "أنا أفصح العرب، على اني من قريش،
واني نشاًت في بتي سعد"، ومعناه بعبارة
مبسطة أنا أفصح العرب، وان كنت من قوم
منهم، هم قريش، لهم لسانهم، وقد نشأت في
بني سعد. وقريش كما نعلم بعض العرب، لا كل
العرب.

وليس في هذا المعنى أية دلالة على
تخصيص قريش بالفصاحة، وعلى إن لسانها أفصح
الألسنة. وكل ما فيه إشادة بفصاحة الرسول
وحده، وإفادة بأنه أفصح العرب، فلا أحد
أفصح وأنطق منه، فهو حديث يفيد التخصيص لا
التعميم،وهو خاص بفصاحة الرسول. وهو لذلك
لا يمكن أن يكون حجة على تفضبل لسان قريش
على الألسنة الأخرى، ولأجل تحويله إلى حجة
فسّروا لفطة "بيد" تفسيراً جعل الفصاحة
للرسول ولقومه فقالوا: " ويأتي بيد بمعنى:
من أجل. ذكره ابن هشام"، فصار معنى الحديث:
"أنا أفصح العرب، من أجل اني من قريش، واني
نشأت في بني سعد بن بكر".

فالرسول وفق
تفسيرهم هذا، أفصح العرب من أجل انه من
قريش، ففصاحته مستمدة منهم ومن "بني سعد بن
بكر"، وصارت قريش في نظرهم أفصح العرب
لساناً، وأصفاهم لغة. مع انهم ا يذكرون
فيما يذكرون عن كلام الرسول، إن "عمر بن
الخطاب" قال للرسول يوماً: "يا رسول الله ما
لك أفصحنا ولم تخرج من ظهورنا.."، وان رجلاً
آخر سأله بقوله: "يا رسول الله ما أفصحك !
فما رأينا الذي هو أعرب منك، قال: حق لي،
فإنما أنزل القرآن على" بلسان عربي مبين.
وقال الخطابي: اعلم إن الله لما وضع رسوله
موضع البلاغ من وحيه، ونصبه منصب البيان
لدينه، اختار له من اللغات أعربها، ومن
الألسن أفصحها وأبينها، ثم أمده بجوامع
الكلم، قال ومن فصاحته أنه تكلم بالفاظ
اقتضبها لم تسمع من العرب قبله، ولم توجد
في متقدم كلامها، كقوله: مات حتف أنفه،
وحمي الوطيس... الخ".

وفي حديث "عمر" إن صح:
"ولم تخرج من بين أظهرنا" صراحة بتعجب عمر
من هذه الفصاحة التي كانت للرسول مع أنه لم
يخرج من بين أظهرهم، أي من مكة، ولو كان
لسان قريش أفصح الألسنة لما قال عمر
للرسول قوله المذكور، الذي يدل على إن
الفصاحة في خارج قريش، وعند الأعراب. وفي
جواب الرسول على للرجل من قوله: "حق " لي،
فإنما أنزل القرآن عليّ بلسان عربي مبين"،
- إن صح هذا الحديث - تفنيداً لقول القائلين
بنزوله بلغة قريش، ولو كان قد نزل بلغتهم
لقال: "بلسان قرشي مبين" ولم يقل أحد من
العلماء إن اللسان العربي، هو لسان قريش،
بل نجدهم يقولون دائماً: لسان قريش، ولغة
قريش، ونزله بلسان قريش، ويذكرون هذا
السان مع الألسنة الأخرى، مثل لسان تميم،
وهذيل، وبني سعد بن بكر.

وأما ما قالوه من
أن الوفود اليمنية التي وفدت على الرسول،
لم تجد صعوبة في التفاهم معه،وان الرسول
حين أرسل معاذ بن جيل الى اليمن ليعظمهم
ويعلمهم ما وجد صعوبة في التفاهم
معهم، وأنهم لو لم يكونوا يعرفون العربية
الفصحى، لكان ارسال هؤلاء الدعاة عبثاً،
"وكل هذه دلائل تدل على أن حركة تعريب واسة
في الجنوب حدثت قبيل الإسلام"، فيعارضه ما
ذكروه من أنه "حين جاءته وفود العرب فكان
يخاطبهم جميعاً على اختلاف شعوبهم
وقبائلهم وتباين بطونهم وافخاذهم، وعلى
ما في لغاتهم من اختلاف الأوضاع وتفاوت
الدلالات في المعاني اللغوية، على حين إن
أصحابه رضوان الله عليهم ومن يفد عليه من
وفود العرب الذين لا يوجه اليهم لخطاب،
كانوا يجهلون من ذلك أشياءكثيرة، حتى قال
له علي بن ابي طالب، كرم الله وجهه، وسمعه
يخاطب وفد بني نهد: يا رسول الله، نحن بنو
أب واحد، ونراك تكلم وفودالعرب بما لا
نفهم أكثره فكان رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، يوضح لهم ما يساًلونه عنه عما
يجهلون معناه من تلك الكلمات، ولكنهم
كانوا يرون هنا الاختلاف فطرياً في العرب
فلم يلتفتوا إليه".

/ 456