مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
وفي هذا الخبر - إن صح -
دلألة على الضد، دلالة على إن العرب كانت
على سجيتها ولسانها في كلامها، وانها لم
تكن تنطق بلسان قريش بل باًلسنتها،وإلا
لما تعجب علي وغيره من كيفية تفاهم الرسول
مع القبائل وعدم تمكنهم هم من فهم كلامهم،
مع انه واياهم من أب واحد، أي من قريش، ثم
من أكد لنا إن معاذ بن جبل، وهو من الأنصار
لم يجد صعوبة في تفاهمه مع أهل اليمن، وان
وفوداليمن لم تجد صعوبة في تفاهمها مع
الرسول، ومن أين جاء هذا التأكيد ؟ والذي
نعلمه إن الموارد لم تتحدث عن ذلك، بل الذي
رأيناه هو العكس، وهو ما ذكرته في خبر علي
مع النبي. أما لو اخذنا بما نجده في
الموارد من كلام الوفود مع الرسول وجواب
الرسول على كلامهم، وكله بهذه العربية
المبينة، فقد قلت مراراً إن الصحابة في
ذلك الوقت لم يكونوا يدونون محاضر جلسات
الرسول مع الوفود، ولا كلام الوفود مع
الرسول، بل ولا كلام الرسول وحده، أي
حديثه، وان ما نقراه من نصوص لا يمثل
الأصل، وربما مثل المعنى وقد يكون لا هذا
ولا ذاك، وانما روايات موضوعه، قد يحتمل
أن يكون مع الوفود أناس يحسنون التكلم
بالعربية المبينة، وان بين اصحاب النبى من
كان من العربية الجنوبية ومن القبائل التي
كانت تتكلم بلهجات متباينة، فكانوا
يقومون له بدور التفاهم والتقريب بين كلام
الرسول وكلام الوفود.
هم، وأنهم لو لم
يكونوا يعرفون العربية الفصحى، لكان
ارسال هؤلاء الدعاة عبثاً، "وكل هذه دلائل
تدل على أن حركة تعريب واسة في الجنوب حدثت
قبيل الإسلام"، فيعارضه ما ذكروه من أنه
"حين جاءته وفود العرب فكان يخاطبهم
جميعاً على اختلاف شعوبهم وقبائلهم
وتباين بطونهم وافخاذهم، وعلى ما في
لغاتهم من اختلاف الأوضاع وتفاوت
الدلالات في المعاني اللغوية، على حين إن
أصحابه رضوان الله عليهم ومن يفد عليه من
وفود العرب الذين لا يوجه اليهم لخطاب،
كانوا يجهلون من ذلك أشياءكثيرة، حتى قال
له علي بن ابي طالب، كرم الله وجهه، وسمعه
يخاطب وفد بني نهد: يا رسول الله، نحن بنو
أب واحد، ونراك تكلم وفودالعرب بما لا
نفهم أكثره فكان رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، يوضح لهم ما يساًلونه عنه عما
يجهلون معناه من تلك الكلمات، ولكنهم
كانوا يرون هنا الاختلاف فطرياً في العرب
فلم يلتفتوا إليه".
وفي هذا الخبر - إن صح -
دلألة على الضد، دلالة على إن العرب كانت
على سجيتها ولسانها في كلامها، وانها لم
تكن تنطق بلسان قريش بل باًلسنتها،وإلا
لما تعجب علي وغيره من كيفية تفاهم الرسول
مع القبائل وعدم تمكنهم هم من فهم كلامهم،
مع انه واياهم من أب واحد، أي من قريش، ثم
من أكد لنا إن معاذ بن جبل، وهو من الأنصار
لم يجد صعوبة في تفاهمه مع أهل اليمن، وان
وفوداليمن لم تجد صعوبة في تفاهمها مع
الرسول، ومن أين جاء هذا التأكيد ؟ والذي
نعلمه إن الموارد لم تتحدث عن ذلك، بل الذي
رأيناه هو العكس، وهو ما ذكرته في خبر علي
مع النبي. أما لو اخذنا بما نجده في
الموارد من كلام الوفود مع الرسول وجواب
الرسول على كلامهم، وكله بهذه العربية
المبينة، فقد قلت مراراً إن الصحابة في
ذلك الوقت لم يكونوا يدونون محاضر جلسات
الرسول مع الوفود، ولا كلام الوفود مع
الرسول، بل ولا كلام الرسول وحده، أي
حديثه، وان ما نقراه من نصوص لا يمثل
الأصل، وربما مثل المعنى وقد يكون لا هذا
ولا ذاك، وانما
روايات موضوعه، قد يحتمل أن يكون مع
الوفود أناس يحسنون التكلم بالعربية
المبينة، وان بين اصحاب النبى من كان من
العربية الجنوبية ومن القبائل التي كانت
تتكلم بلهجات متباينة، فكانوا يقومون له
بدور التفاهم والتقريب بين كلام الرسول
وكلام الوفود. موضوعه، قد يحتمل أن يكون مع
الوفود أناس يحسنون التكلم بالعربية
المبينة، وان بين اصحاب النبى من كان من
العربية الجنوبية ومن القبائل التي كانت
تتكلم بلهجات متباينة، فكانوا يقومون له
بدور التفاهم والتقريب بين كلام الرسول
وكلام الوفود.وأما ما زعموه كل من دور "عكاظ" في تهذيب
اللغة، وأثر قريش فيه، فلئن كان لعكاظ أثر
في تباري العرب في النثر وفي الشعر، فإنك
لا تستطيع ارجاع هذا الأثر إلى عمل وفعل
جماعة معينة، وليس في الذي تحدث به الرواة
من أخبار عن "عكاظ" ما يحصر فعل هذا التهذيب
بقريش، وما قريش إلا كغيرهم من قصاد هذا
المكان من حيث المجيء اليه للبيع والشراء
والإتجار. لم تكن الحكومة لهم بعكاظ،
وإنما كانت لتميم، وتميم من أشهر الناس في
فنون الخطابة والكلام.