مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ودليل ذلك، ما
يورده أهل الأخبار عن خطبائهم وحكمائهم من
كلام، وما ينسبونه اليهم من حكم وخطب
بليغة، ثم إن هذه السوق لم تظهر إلا في
أيام الرسول وقبل خمس عشرة سنة من الإسلام.
وقيل إنها اتخذت سوقاً بعد الفيل بخمس عشرة
سنة، وتركت عام خرجت الحرورية بمكة مع
"المختار بن عوف" سنة تسع وعشرين ومائة. وقد
ذكر أهل الأخبار أن "عكاظ" سوق "كانت تجتمع
فيها قبائل العرب فيتعاكظون، أي يتفاخرون
ويتناشدون ما أحدثوا من الشعر ثم
يتفرقون"، وأنهم.كانوا "يقيمون شهراً
يتبايعون ويتفاخرون ويتناشدون شعراً،
فلما جاء الإسلام هدم ذلك"، وذكروا إن
الشاعر النابغة الذبياني كان يأتيها
فينشد الناس من شعره، "وكان النابغة تضرب
له قبة حمراء من أدم بسوق عكاظ، وتأتيه
الشعراء فتعرض عليه أشعارها، فأنشده
الأعشى أبو بصير، ثم أنشده حسان بن ثابت،
ثم الشعراء، ثم جاءت الخنساء السلمية
فأنشدته"، وذكروا أن في شعر "أمية بن خلف"
الخزاعي، اشارة إلى مكانة فذه السوق عند
الشعراء، حيث يقول: ألا من مبلغ حسان عني
مغلغلة تدب الى عكاظ فأجابه "حسان" في أبيات تشير أيضاً إلى هذه
الأهمية، و ذلك بقوله:




  • أتاني عن أمـيّة زور قـول وما
    سانشر إن بقيت لكم كـلامـاً
    قوافي كالسلاح إذا استمـرت
    من الصمم المعجرفة الغلاظ



  • هوفي المغيب بذي حفاظ
    ينشر في المجنة مع عكـاظ
    من الصمم المعجرفة الغلاظ
    من الصمم المعجرفة الغلاظ



فلم يشير حسان إلى أثرقريش في هذه السوق،
ولم يشر أمية الىقريش كذلك، والذي يفهم من
الشعرين أن ذكر عكاظ فيهما، هو بسبب تجمع
الناس في هذه السوق، فما يقال فيها ويصرخ
على رؤوس الأشهاد ينتشر في كل مكان، ويأخذ
صداه بين الحاضرين، ثم يذهب إلى الغائبين،
ولهذا كانت أيضاً الموضع الذي يعلن فيه
الناس خلع من يريدون خلعه للتبرؤ من
جرائره، شأنها في ذلك شأن "سوق مجنة"، وهي
أيضاً من أسواق الجاهلية وكانت على أميال
من مكة، وأنت ترى إن "حسان" قد ذكر أنه
سينشر شعره فيها وفي عكاظ. مما يدل على
أنها كانت ذات اهمية أيضاً من حيث النشر
والاعلان، وأنها مثل عكاظ، ومثل أي سوق
أخرى كبيرة من حيث تجمع الناس فيها
والاعلان عما يقع لهم من أحداث.

واًما ما ذكزوه من انشاد حسان للنابغة
شعره:




  • لنا الجفنات الغر يلمعن بالضحى
    وأسيافنا يقطرن من نجدة دمـا



  • وأسيافنا يقطرن من نجدة دمـا
    وأسيافنا يقطرن من نجدة دمـا



ومن رد النابغة عليه بقوله: أنت شاعر،
ولكنك أقلت جفناتك وأسيافك، وفخرت بمن
ولدت، ولم تفخر بمن ولدك. فحكاية شك فيها
العلماء، وإن كان هذا الشاهد من شواهد
سييويه. لأن الاعتراض لا يدور على الشاهد،
وانما على القصة. وقد ذهب بعض العلماء على
انها خبر مجهول لا أصل له. وهناك قوم
أنكروا هذا البيت أصلاً، ومنهم من روى
ملاحظة النابغة المزعومة بشكل،أخر " وفي
الشكلين ما يوحي إلى إن القصة مفتعلة،
وضعها الرواة لإيجاد مخرج للبيت. ولم أجد
في المراجع المعتبرة القديمة نصاً، يفيد
إن الأمر كان لقريش في الحكم بين الشعراء
أو الخطباء في سوق عكاظ. والنابغة الذي
جعلوه حكماً يحكم في أمر الشعر لم يكن من
قريش، بل هو من " بني ذببان"، وهو الحكم
الوحيدالذي نص أهل الأخبار على اسمه
وزعموا انه كانت له قبة حمراء من أدم وكان
ينشد شعره، واليه تتحاكم الشعراء في أيهم
أشعر وكل الشعراء الذين. ذكروهم هم:
الأعشى، والخنساء، وحسان في قصة منمقة
طربفة. ولم أعثر حتى الآن على اسم حاكم
آخر، آلت إليه حكومة الشعر في عكاظ، لا من
قريش ولا من غير قريش. فأين اذن موقع قريش
في هذه السوق من الإعراب.

واما ما زعمه بعض أهل الأخبلر من إن العرب
في الجاهلية كان يقول الرجل منهم الشعر في
اًقصى الأرض، فلا يعبأ به حتى يأتي مكة
فيعرضه على قريش، فأن استحسنوه روي وكان
فخراً لقائله، وإن لم يستحسنوه طرح وذهب
فيما ذهب وما روي عن "أبي عمرو بن العلاء"
من قوله: كانت العرب تجتمع في كل عام بمكة،
وكانت تعرض اشعارها على هذا الحي من قريش"،
فروايات من نوع الروايات التي لا تتمكن من
الوقوف على أرجلها، ولم تجد في كتب
التاريخ والأخبار ما يؤيدها،وضعت لتبرير
القصص الذي نسجوه عن أسطورة تعليق
المعلقات، ثم إننا لم نسمع بخبر الشعر
الذي استحسنوه وأجازوه، غير شعر
المعلقات، ولو كان ما نسب إلى "أبي عمرو بن
العلاء" أو غيره حقاً، من استحسان شعر وطرح
شعر، لما سكت رواة الشعر من الإشارة إلى
الشعر الذي استحسنه أهل مكة فنال بذلك شرف
الاختيار والسيادة والرفعة، ولما غضوا
النظر غضاً تاماً عن الاثارة إلى الشعر
الذي لم يستحسنوه فسقط وذل،

/ 456