مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقد جعل أهل الأخبار من
"آل ثور" رجلاً جعلوه أباً لقبيلة كندة، ثم
حاروا في نسبه. ويتبين من هذا النص إن
"قحطان" كانوا في هذا العهد تحت حكم "ربيعة"
الذي هو من "آل ثور".

وقد جعل "جامة" حكم "شعر أوتر" الذي سبق أن
تحدثت عنه بتفصيل في الجزء الثاني من هذا
الكتاب في حوالى السنة "65" قبل الميلاد،
وقد بنيت آراء بقية الباحثين في وقت حكمه،
فنكون بذلك قد وقفنا على ام قحطان وكندهً
في نص يعود عهده إلى حوالى القرن الأول قبل
الميلاد. وقد كانتا مثل أهل "قرية" وأهل
"نجران" في حرب مع السبئيين. وهذا النص هو
أقدم نص عربي جنوبي وصل فيه اسم "قحطان" و
"كدت" "كندة" الينا حتى الآن.

ونحن لا نستطيع أن نتحدث عن لهجة "قحطان" و
"كدت" "كندة"، و ذلك بسبب عدم وصول كتابات
منهما الينا، ولكننا لا نستبعد احتمال كون
لغتهما من مجموعة اللغات العربية
الجنوبية، لأن مواطنهماكانت في العربية
الجنوبية في هذا العهد، أما بطون "كندة"
التي نزلت "نجداً" والتي ذهب بعضها إلى
العراق، فنحن لا ندري إذا كانت لهجتهما قد
تغيرت، فصارت عربية شمالية، بدليل نظم
"امرئ القيس" الكندي وبقية شعراء الكندة
الشعر بهذه العربية، أم أنها -كانت تتكلم
بالعربيتين، إلا أن شعراءها كانوا ينظمون
الشعر بالعربية المعهودة مجاراة للقبائل
الشمالية التي كانت تجاورها والتي احتكت
بها، وقد تكون هذه البطون قد هاجرت من
العربية الجنوبية قبل الميلاد، فاًقامت
بنجد، وتعربت من ثم بالعربية الشمالية،
وقد تكون "كدت" قبيلة عربية جنوبية غير
"كندة"، بقيت في اليمن إلى الإسلام، إذ ورد
اسمها في نص "أبرهة" أيضاً، ونظراً الى
التشابه فيما بين "كدت" "كدة" و "كندة" ربط
النسابون بين الإثنين، وجعلوا نسب كندة
"كدت".

فتكون "كندة" بذلك من القبائل
العربية الشمالية، و "كدت" من القبائل
العربية الجنوبية، أقول هذه الآراء على
سبيل الاحتمالات لأني من الأشخاص الذين
يكرهون البت في الأمور العلمية لمجرد حدس
أو ظن، ومن غير دليل علمي مقنع. والبت في
مثل هذه الأمور لا يكون مقبولاً عندي إلا
إذا استند على نص جاهلي، أو بدليل معقول
مقبول، وحيث أننا لا نملكه الآن، فأترك
هذه الاحتمالات إلى المستقبل عله يتمكن من
العثور على نصوص جاهلية تكشف القناع عنها،
وتأتي الينا بالجواب الواضح الصحيح.

ولكننا نجد في الوقت نفسه - وكما سبق إن
ذكرت -إن هنالك لهجات عربية مثل الثمودية
والصفوية، تستعمل "الهاء" أداة تعريف
بدلاً من الألف واللام في عربيتنا، فيقال
"هملك"، و "هدار" بمعنى "الملك" و "الدار". و
ذلك كما في العبرانية، إذ تستعمل الهاء
فيها أداة للتعريف، ويقوم "ذ" فيها مقام
الاسم الموصول كما عند طيء في قديم
الزمان، إلى خصائص أخرى تجعلها مجموعة
أخرى لا هي عربية جنوبية ولا هي عربية
شمالية.

كما تبين من دراسة بعض الكتابات
الجاهلية، مثل الكتابات التي عثرعليها في
"القرية" وفي جبل "عبيد"، وفي شمال خشم كمدة
إن لها خصائص انفردت بها عن المجموعتين،
وقد وردت فيها أسماء كثيرة لم ترد في
الكتابات العربية الجنوبية وفي عربية "ه"،
مما يجعلها أهلاً لأن تكون موضع دراسة
خاصة في المستقبل، لعلها تكون مجموعة
لغوية جديدة قائمة بذاتها، أو حلقة مفقودة
بين اللغات الجاهلية المندثرة.

ووجود مثل هذا التباين الذي اكتشف من
الكتابات، هو الذي دفعني إلى التفكير في
اعادة النظر في تقسيم اللغات العربية إلى
مجموعتين،وعلى إلتفكيربتقسيمها إلى
مجموعات ذات خصائص لغوية متشابهة،تستنبط
بالدرجة الأولى من أداة التعريف التي هي
المميز الوحيد الذي يميز بين لهجات
الجاهليين.

ونلاحظ إن عربية ال "ن" "إن" مصطلحات غير
موجودة في العربية الفصيحة السامية
الأخرى، صعب على العلم إدراكها بسبب ذلك،
فاكتفوا باستخلاص معناها من وضعها في
الجمل، و ذلك بصورة تقريبية، كما نلاحظ إن
الأسماء فيها، تختلف عن الأسماء المعروفة
عند العرب الشماليين، إن الأسماء الواردة
في كتابات المسند المتلخرة، تختلف بعض
الاختلاف عن الأسماء الواردة في النصوص
القديمة، فقد تغلبت لبساطة على الأسماء
المتاًخرة، حتى صارت تشاكل أسماء العرب
الشماليين المألوفة عند ظهور الإسلام،
وقد لاحظ "الهمداني" هذه الظاهرة، فعبر
عنها بفوله:

/ 456