مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
والنبطية
نفسها، لغة وسط، جمعت بين الآرامية
والعربية، فبينما نجدها تستعمل الآرامية،
إذا بها تخلط معها ألفاظاً وتراكيب عربية
فصيحة. و ذلك بسبب اختلاط النبط
بالاراميين وتأثرهم بثقافتهم، واحتكاكهم
بالأعراب،وكونهم عرباً في الأصل. ومعنى
هذا إن العرب الذين كانوا بجاورون النبط،
وهم عرب البوادي كانوا من المتكلمين
باًداة التعريف "ال"، سمة العر بية
االفصيحة..وأما النصوص المدونة بنبطية مشوبة
بمصطلحات عربية، وأهمها نص "حرّ إن" التي
يعود تاريخه إلى سنة "328" للميلاد، فإنه
يفصح عن قوم عرب أو نبط لاستعمالهم "ال"
أداة للتعريف في الألفاظ: "التج" يمعنى
"التاج"، وفي "الأسدين"، بمعنى "أسد"، وفي
"الشعوب". وأرجح كونهم عرباً، لاستعمالهم
جملاّ عربية فصيحة بينة في هذا النص، مثل:
"ملك العرب"، و "مدينة شمر"، و "نزل بنيه
الشعوب"، و "فلم يبلغ ملك مبلغه"، فهذه جمل
عربية، أصحابها عرب، وإن كتبوا بالنبطية
وقد تفصح عن عربية أهل الحيرة في ذلك
الوقت، لأن الملك المتوفى، وهو "امرؤ
القيس"، هو من ملوك الحيرة، والنص
المكتوب، هو شاخص قبره، فمن المعقول تصور
أن الكتابة كتبت بلغة أهل الحيرة في ذلك
العهد.ويظهر من استعمال كتابة "زيد" التي يعود
عهدها إلى،سنة. "512" للميلاد" لجملة" بسم
الإلهَ"، أن صاحبها وان كتب بالنبطية، غير
أنه كان من النبط المستعملين د "ال" أداة
للتعريف. وأما الكتابة المعروفة بكتابة
"حران"، فإنها أقرب هذه النصوص إلى العربية
القرآنية. كما يتبين ذلك من نصها العربي،
وهو: انا شرحيل بر ظلمو، بنيت ذا المرطول
سنت 463، بعد مفسد خيبر بعم.
أي: "انا شرحيل" "شراحيل" بن ظلم، بنيت هذا
المرطول سنة 463،
بعد خراب "غزو" خبير بعام. ويفابل تاريخ
هذا النص سنة "568"للميلاد.وعربية هذا النص، عربية واضحة، ليس فيها
ما يحاسب عليه بالقياس إلى عربيتنا، إلا
جملة "بر ظلمو" المكتوبة على وفق القواعد
النبطية. ويلاحظ أنها استعملت "ال" أداة
للتعريف، ولاحظت قواعد النحو في جملة:
"بنيت ذا المرطول" المستعملة في عربيتأ،
مما يدلا على إن صاحبها كان يراعي الإعراب
في لسانه " وأنه من قوم كانوا يراعون قواعد
الإعزاب في كلامهم.اذن فنحن أمام قوم عرب، نبط، لسانهم "عربي
من مجموعة "ال"، أي من العريية المستخدمة ل
"ال" أداة للتعربف، منازلهم أطراف بلاد
الشام، وشواطىء الفرات العربية. واذا
تذكرنا أن السريان كانوا على الحيرة
"حبرتا دي طيابة"، وأنهم كانوا يطلقون لفظة
"طيابة" في مرادف "عرب"، عرفنا إذن، أن أهلها
كانوا من العرب، ولما كان نص "النمارة" قد
كتب بنبطية متأثرة بعربية "ال"، نستطيع أن
نقول إن عرب الحيرة كانوا من للمتكلمين
بهذه العربية.يتبين لنا مما تقدم، إن العرب الذين كانوا
يفطنون الحيرة والأنبار، او عرب العراق
بتعبير أصح، ثم عرب بلاد الشام، وعرب
البوادي، جزيرة العرب باستثناء للواضع
التي أمدتنا بالكتابات، كانوا يتكلمون
بعربية "ال" اي العربية التي نزل بها
القرآن الكريم، ودوَن بها الشعر الجاهلي.
وهي عربية اساسية، جمعت شمل لغات ولهجات،
على نحو ما وجدنا في العربية الجنوبية من
اشتمالها على جملة لهجات، وما وجدناه في
اللهجة العربية الشمالية الغربية،
المستعملة ل "ه" "ها" اداة للتعريف.فأهل نجد وبادية الشام، وعرب العراق
وبلاد الشام والحجاز، كانوا هم المتكلمن
بهذه العربية التي تعرّف النكرة باًداة
التعريف "ال،، و ذلك قبل الإسلام، أما
المواطن الأخرى، فلها لهجاتها الخاصة،
وبينها لهجات تاثرت بخصائص مجموعة "ال".
وقد غلب الإسلام هذه العربيةّ على اللهجات
الأخرى، فصارت الأكثرية تتكلم بها، إلا في
المواضع المنعزلة، التي بقيت شبه مستقلة،
حيث احتفظت ببعض خصائص لهجاتها القديمة،
كالذي نراه اليوم في مهرة وفي الشحر وفي
مواضع أخرى من العربية الجنوبية التي
تتكلم بلهجات لا نفهمها عنهم هي من بقايا ا
اللهجات الجاهلية.وللوقوف على خصائص اللهجات المكونة
لعربية ال "ن" "إن"، أرى إن من الضروري وجوب
ارسال بعثات علمية إلى العربية الجنويية
لدراسة اللهجات المحلية، هي عديدة
وتسجيلها على الأشرطة من افواه المتكلمين
بها، ولدراسهّ قواعدها النحوية والصرفية
وأصول نظم الشعر عند المتكلمين بها،
وتفيدنا دراسة نظم الشعر - خاصة -