مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عند العرب
الجنوييين الحاليين فائدة كبيرة في الوقوف
على أسس نظم الشعر عندهم ايام الجاهلية،
وعلى الفروق الكائنة بين نظمهم قبل
الإسلام، ونظم بقية العرب الجاهلين. ولا
بد أيضاً من مقارنة نظمهم في الوقت
الحاضر، بنظم الأعراب في المملكة العربية
السعودية، للوقوف على الفروق بين
النظمين، وستكون هذه الفروق هادياً لنا في
الوقوف على الفروق التي كانت بين النظم عند
شعراء الجاهلية في بلاد الشام والعراق
ونجد والبحرين واليمامة والحجاز والعربية
الجنوبية.

وسوف تساعدنا دراسة لهجات المملكة
الأردنية الهاشمية، المملكة التي كانت
تعرف ب "ادوم" في التأريخ، وكذلك لهجات
أعالي الحجاز في الوقت ا الحاضر، فائدة
كبيرة في الوقوف على خصائص لهجة عربية ال
"ه" "ها"، وفي استنباط قواعدها منها. فلا بد
وأن تكون في اللهجة "البلقاوية"، وفي
اللهجات المحلية الأخرى بقايا من تلك
اللغة، مندجة مع عربية "ال" التي تغلبت على
لسانهم منذ الفتح الإسلامي الذي بدأ لتلك
البلاد عام "633" للميلاد، ولا بد من دراسة
أصول نظمهم في لغاتهم الدارجة هذه
للأهتداء بها على أصول النظم عندهم قبل
الإسلام، وعلى المؤثرات التي أثرت على
نظمهم في الوقت الحاضر، مع دراسة خصائص
نظمهم وما يمتاز به عن أصول النظم عند بقية
العرب في الوقت الحاضر أيضاً.

ولما كنا لا نملك نصوصاً جاهلية بعربية
"ال" غير ما ذكرته من النصوص النبطية
المشوبة بعربية "ال". ولما كانت هذه
العربية ذات لهجات ولغات،عرفت اسماؤها
وضبطت في الإسلام،وبينها فروق ومميزات،
كما بينت ذلك في الملاحظات البسيطة
السطحية التي جمعها عنها علماء
العربية،ولما كنا لا نملك عن هذه اللهجات
غير تلك الملاحظات التي أوجزتها في فصل:
لغات العرب، فإن من اللازم ضم درّاسة ما
سيقوم به علماؤنا في المستقبل عن اللهجات
الحالية في مختلف أنحاء جزيرة العرب إلى
دراسة العلماء المتقدمين، لتكمل احداهما
الأخرى، وستتولد منهما ولا شك دراسة علمية
قيمة، تفيدنا في الإهتداء إلى معرفة خصائص
اللغات العربية قبل الإسلام.

لقد توصلت من دراسة ملاحظات أولئك
العلماء، إلى إن هذه اللهجات لم تكن تختلف
في كيفية النطق بالحروف، وفي القواعد
الصرفية فقط، لكنها كانت تحتلف فيما بينها
في القواعد النحوية أيضاً، مثل حذف الياء
من الفعل المعتل بها إذا أكد بنون في لغة
طيء وفزارة، ومثل "ذو" الطائية التي يلازم
اعرابها بالواو في كل موضع، ومثل إعراب
المثنى بالألف مطلقاً، رفعاً
ونصباًوجراً، في لغة بلحرث، وخثعم،
وكنانة، ومثل "هلَمَّ" في لغة أهل الحجاز
التي تلزم حالة واحدة على اختلاف ما تسند
إليه مفرداً أو مثنى أو جمعاً، مذكراً أو
مؤنثاً، وتلزم في كل ذلك الفتح، بينما
تتغير بحسب الإسناد في لغة نجد من بني
تميم"، إلى غير ذلك من أمور تحدثت عنها في
فصل: لغات العرب، وهي لو جمعت في مكان واحد
ودرست بعناية ودقة، دلت على أن الفروق بين
هذه اللهجات في القواعد هي اًعمق بكثير
مما يظن.

ومع وجود هذه الاختلافات والفررق، كان
بإمكان المتكلمين بهذه اللغات الثانوية
المتفرعة من المجموعات اللغوية، التفاهم
فيما بينهم، كما يتفاهم العراقيون
والمصريون وأهل المغرب بعضهم مع بعض مع
تكلمهم بألسنة ذات لهجات مختلفة. فكان في
استطاعة أهل نجد التفاهم مع عرب الحيرة،
وفي استطاعة أهل مكة التفاهم مع أهل
الحيرة، والعكس بالعكس، مع وجود صعوبات
بالطبع في فهم النطق بالهجة، وفي إدراك
مخارج بعض الحروف واختلاف القبائل في
النطق بها، ووجود كلمات غريبة في لغة، قد
لا توجد في لغة أخرى.

إلا إن هذه الفروق لم
تكن شديدة عميقة، بحيث جعلت فهم العرب
بعضهم بعضاً أمراً صعباً، أو صيرت اللغات
وكأنها لغات أعجمية، لا يفهم المتخاطبون
بها احدهم الاخر. ودليل ذلك اننا نجد
الوفود التي وفدت إلى المدينة، لمبايعة
الرسول على الإسلام، تكلم الرسول وتتفاهم
معه ومع أصحابه، وتخطب أو تنشد الشعر
أمامه، وهو يفهمهم، وهم يفهمونه من دون
صعوبة ولا كلفة كبيرة، لأن أمر هذه اللغات
لم يكن على نحو ما تصوره بعضهم من التباين
والاختلاف، والبعد بين الألسنة. اللهم إلا
ما كان من أمر أهل العربية الجنوبية، فقد
كانوا يرطنون، بدليل ما جاء في كتاب رسول
الله إلى "عياش بن أبي ربيعة المخزومي" حين
أرسله برسالة إلى أبناء "عبد كلال"
الحميري، فقد قال له فيها:

/ 456