مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
و ذلك مما يدل
على إن تعاملهم التجاري مع
الانبراطوريتين كان وثيقاً. وقد بقيت هذه
النقود الأعجمية مستعملة في الإسلام
كذلك،وبقيت أسماؤها حية حتى بعد تعريب
النقد، ولا يزال اسم الدينار والدرهم
والفلس إلى هذا اليو م.أما العرب الجنوبيون، فكان لهم نقد خاص
بهم. تحدثت عنه في الجزء الثامن من كتابي:
تأربخ العرب قبل الإسلام. وقد ذكرت أن بعض
العلماء رجع تأريخ أقدم نقد عريي جنوبي
عثرعليه سنة "405" قبل الميلاد. ويظهر أن أهل
الحجاز لم يتعاملوا به كثيراً،بدليل عدم
وجود ذكر له في المؤلفات الإسلامية، وفي
الأخبار الواردة عن أيام الرسول. وقد ذكرت
أن أسماء تلك النقود أسماء عربية جنوبية
لا صلة لها باًسماء النقود التي تحدثت
عنها، ومن تلك الأسماء: "بلط" ويجمع على
"بلطات"، وهو اسم نقد من ذهب. و"خبصت" "خبصة"،
نقد من نحاس، و "رضى"، قيل إنهاِ اسم نقد،
وقيل إنها صفة للنقد. بمعنى رضية وصحيحة
غير مزيفة ولا منقوصة، لأن النقد كان على
أساس الوزن والنوع في ذلك العهد. وذكرت
أيضاً بعض الألفاظ التي استعملوها في
الصيرفة وفي نقد النقود.ومن الألفاظ اللاتينية التي دخلت إلى
العربية "لبرجد"، وهو ثوب مزدان بالذهب،
وثوب غليظ مخطط من أصل Paragauda. و "برذون" من
أصل burdo وBurdonis، و "دينار" من أصل denarius، وهو
نقد من المعدن و "سجل" وقد تحدثت عنها و
"سجلاط" من أصل "سجلاطس" Sigillatum ثياب كتان
موشاة، وكأن وشيها خاتم وتزدان بصور
صغيرةْ. و "سجنجل"، وتعتي المرآة، أو سبيكة
فضة مصقولة، استعملت استعمال المرآة، من
أصل Sexaangulus التي تعني "المسدس الزوايا" في
اللانينية. قد وردت في بيت لامرىَء القيس.
و "الصراط"، بمعنى الطريق، من أصل لاتيني
هو strata بمعنى طريق كبير مبلط. وقد عرف
الرومان ببراعتهم في شق الطرق العسكرية
لاستعمالها في التجارة وفي الأغراض
العسكرية. و "الصاقور" الفاًس لكسر
الحجارة، من أصل لاتيني هو Securis. ويظهر أثر
الأخذ من اليونانية واللاتينية والفارسية
والارمية في المكاييل والموازين كذلك، و
ذلك عند عرب الحجاز ونجد والعراق وبلاد
الشام. أما عرب الجنوب فقد كانت لهم أسماء
للمكاييل والموازين خاصة بهم، اختلفت عن
الأسماء المستعملة عند العرب الشماليين
المذكورين و ذلك كما نحدثت عنها في
الموضوع الخاص بالمكاييل والموازين عند
الجاهليين في الجزء الثامن من كتابي:
تأريخ العرب قبل الإسلام. ومن هذه
المعربات "المد"، وهو نوع مكيال للحبوب،
وهو من أصل لاتيتي هو Modius و "الجريب"، من
أصل إرمي هو " جرييو" Gribo. و "الرطل" من أصل
يوناني هو Litra، و "الأوقية" من أصل يوناني
uncia ounguiya، و "مثقال" من أصل matqolo"، وهو وزن في
الإرمية.
و "قيراط"، وهو جزء من أربعة
وعشرين من أجزاء شيء،أو حبة واحدة من
اربعة وعشرين حبة.. وكانه القدماء يزنون
بالحب. واللفظة من أصل يوناني هو Keration. و
"قنطار"، وهو مئة رطل، من أصل لاتيني هو
Certennarium Pondus. و "الكر"، وهو ستة أوقار حمار،
وهو مكيال لأهل العراق، وقد ورد ذكره في
الحديث، هو". كرو" Kouro في لغة بني إرم. وغير
ذلك من أسماء ذكرتها في الجزء الثامن من
هذاالكتاب. ولا حاجة بنا إلى اعادة ذكرها.وأخذت العربية من اللغة "السنسكريتية" بعض
الألفاظ الخاصة بالمحاصيل لخاصة بالهند،
مثل الفلفل وبعض الأسماء المتعلقة
بالتوابل والعقاقير والأطياب والجواهر
وقد أشار علماء اللغة إلى ألفاظ شائعة على
الألسنة، لكنها أعجمية الأصل تاًتي في نوع
المعرب. ذكر "الثعالبي" أمثلة منها في كتابه
"فقه اللغة"، وقال " عنها انها: "أسماء
فارسيتها منسية وعربيتها محكية مستعملة،
هي: الكف.الساق، الفرش، البز"از، الوزان، الكيال،
المساح، البياع، الدلاءل، الصر"ا ف، البقا
ل، الجمال، الحمأ ل، القصاب، البيطار،
الرائض، الطر"از، الخراط، الخياط، القزً
از، الأمير، ا الخليفة، الوزير، الحا جب،
القاضي، صاحب البريد، صاحب الخبر،
السقاء، الساقي، الشراب، الدخل، الخرج،
الحلال، الحرام" إلى غير ذلك من ألفاظ
تجدها في كتابه وفي كتب اللغة التي نقلت
منه.وفي بعض الذي ذكره، ما هو فارسي حقاً، أو
من مصدر أعجمي آخر، لم يعرفه "الئعالبي"،
لأنه لم يعرف من اللغات الأعجمية غير
الفارسيه، فنسب أصل تلك الألفاظ إليها،
ولكن البعض الباقي هو عربي، ما في أصله
العربي من شك، ولا يمكن أن يكون من
المعربات.