مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وقد أشير إلى قول الكهان في القرآن الكريم
في آية: "فذكر فما أنت بنعمة ربك بكاهن ولا
مجنون"، و "انه لقول رسول كريم. وما هو بقول
شاعر قليلا ما تؤمنون، ولا بقول كإهن،
قليلا ما تذكرون". فقد زعموا انه كاهن،
وزعموا انه مجنون، فوبخوا لزعمهم هذا،
وقيل لهم إن "محمداً ليس بكاهن فتقولوا هو
من سجع الكهان". "وكانت قريش يدعون انهم أهل
النهي والأحلام"، " فقال الله أم تأمرهم
أحلامم بهذا أن يعبدوا أصناماً بكماً
صماً، ويتركوا عبادة الله، فلم تنفعهم
أحلامهم حين كانت لدنياهم"، فانزعجوا منه
وقالوا عنه انه كاهن، وانه شاعر، وانه
مجنون.

وفي اتهامهم الرسول بانه كاهن،
وبأن القرآن "هو من سجع الكهان"، دلالة على
وجود السجع عند الجاهليبن، وانه كان من
نمط الكلام الذي اختصوا به. فلا مجال اذن
للشك في وجود السجع عندهم، وان كنا نشك في
صحة نصوص السجع المنسوب اليهم ويذكر أهل
الأخبار، أن "ضماداً" لما قدم مكة معتمر
اً، "سمع كفار قريش يقولون: محمد مجنون.

فقال: لو اتيت هذا الرجل فداويته، فجاءه
فقال له: يا محمد إني أداوي من الريح، فإن
شئت داويتك لعل الله ينفعك. فتشهد رسول
الله، صلى الله عليه وسلم، حمد الله وتكلم
بكلمات فأعجب ذلك ضمادأَ فقال: أعدها
عليّ، فأعادها عليه، فقال: لم أسمع مثل
هذًا الكلام قط، لقد سمعت كلام الكهنة
والسحرة والشعراء فما سمعت مثل هذا قط".
فالكنهة والسحرة والشعراء هم طبقة خاصة،
كانوا يؤثرون في عواطف السامعين
باستعمالهم أسلوباً خاصاً من الكلام، هو
أسلوب السجع، بالنسبة إلى الكهنة
والسحرة، والشعر بالنسبة الى الشعراء. أما
الخطباء، فقد كانوا سجاعاً في الغالب،
لكنهم كانوا يستعملون المرسل من النثر
أيضاً بأساليبه المختلفة.

وقد ذكر "الجاحظ" أن "الكهان" كانوا
"يتكهنون ويحكمون بالأسجاع"، هذه "زبراء"
تنذر "بني رئام"، عن أنباء ستقع، فتقول
"واللوح الحافق والليل الغاسق، والصباح
الشارق، والنجم الطارق، والمزن الوادق،
إن شجر الوادي ليأدو ختلا، ويحرق أنياباً
عُصلا، وإِن صخر الطود لينذر ثُكلا، لا
تجدون معه معلا، فوافقت قوماً أشارى
سكارى، فقالوا: ريح خجوج، بعيدة ما بين
الفرُُ وج، أنت زبراق بالأبلق النتوج.

فقالت زبراء: مهلاً يا بني الأعزة، والله
إني لأشم ذفر الرجال تحت الحديد، فقال لها
فتى منهم يقال له هُذيل بن منقذ: يا خذاقِ،
والله ما تشمين إلا ذَفَر إبطيك، فانصرفت
عنهم وارتاب قوم من ذويَ أسنانهم، فانصرف
منهم أربعون رجلاٌ وبقي ثلاثون فرقدوا في
مشربهم، وطرقتهم بنو داهن وبنو ناعم
فقتلوهم أجمعين".

وهذا كاهن "بني أسد" "عوف بن ربيعة"، يأتيه "
رئيه"، فيتكهن لقومه قائلاً: "يا عبادي
قالوا: لبيك ربنا، قال: من الملك الأصهب،
الغلاّب غير المغلب، في الإبل كأنها
الربرب، لا يعلق رأسه الصخب، هذا دمه
ينثعب، وهذا غداً أول من يسُلب، قالوا: من
هو يا ربنا ؟ قال: .

لولا: أن تجيش نفس جاشية، لأخبرتكم انه
حجر ضاحية. فركبوا كل صعب وذلول فما أشرق
لهم النهار حتى أتوا على عسكرُ حجر فهجموا
على قبته "". وهذا "ختافر بن التوءم" الحصري
الكاهن، وكان قد أوتي بسطة في الجسم، وسعة
في المال، وكان عاتياً، يأتيه "رئيه" بعد
غيبة طويلة، فيقول: "خُنافر" فيجيبه: "شصار
؟"، فقال: "اسمع أقل"، قال خنافر: قل اسمع،
فقال: عه تغنم، لكل مدة نهاية، وكل ذي أمد
إلى غاية. قال خنافر: أجل، ففال: كل دولة
إلى أجل، ثم يتاح لها حول، انتسخت النحلَ،
ورجعت إلى حقائقها الملل، انك سجير
موصول،والنصح لك مبذول، وإني آنست باًرض
الشام، نفرا من آل العُذام"، حكاماً على
الحكام، يذبرون ذا رونق من الكلام، ليس
بالشعر المؤلف، ولا السجع المتكلف،
فأصغيت فزجرت، فعاودت فظلفت، فقلت بم
تهيمنون، وإلام تعترون ؟ قالوا: خطابٌ
كبار، جاء من عند الملك الجبار، فاسمع
ياشصار،عن أصدق الأخبار، واسلك أوضح
الاثار، تنج من أوار النار، فقلت: وما هذا
الكلام ؟ فقالوا: فرقان بين الكفر
والايمان، رسول من مضر، من أهل المدر،
ابتعُث فظهر، فجاء بقول قد بهر، وأوضح
نهجاً قد دَثرَ، فيه مواعظ لمن اعتبر،
ومعاذ لمن ازدجر، ألف بالآي الكبر، قلت:
ومن هذا المبعوث من مضر ؟ قال: أحمد خير
البشر، فإن آمنت أعطيت الشر، وان خالفت
أصليت سقر، فآمنت يا خنافر، وأقبلت اليلك
ابادر، فجانب كل كافر، وشابع كل مؤمن
طاهر، وإِلا فهو الفراق، لا عن تلاق، قلت:
من اًين أبغي هذا الدين ؟ قال: من ذات
الإحرين، والنفر اليمانين، أهل الماء
والطين، قلت: أوضح، قال: الحق بيثرب ذات
النخل، والحرة ذات النعل، فهناك أهل الطول
والفضل، والمواساة والبذل، ثم املس عتي،
فبت مذعوراً أراعي الصباح،

/ 456