مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام جلد 4

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام - جلد 4

جواد علی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

"وقد روي أن أعرابياً سمع
قارئاً يقرأ: إن الله برئً من المشركين
ورسوله، بجرّ رسوله، فتوهم عطفه على
المشركين. فقال: أو برئ الله من رسوله ؟
فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأمر
أن لا يقرأ القرآن إلا من يحسن العربية".
وروي أن الخليفة المذكور، كتب إلى "أبي
موسى الأشعري"، يوصيه، فكان مما قاله له:
"خذ الناس بالعربية، فإنه يزيد في العقل
ويثبت المروءة". ونسبت إلى "عمر"رسائل
أخرى، ذكر انه وجهها إلى عامله المذكور
فيها: "أما بعد: فتفقهوا في السنة، وتفقهوا
في العربية، واعربوا القرآن فإنه عربي
وتمعددوا فإنكم معديون"، و "أما بعد:
فتفقهوا في الدين، وتعلموا السنة،
وتفهموا العربية، وتعلموا طعن الدرية،
وأحسنوا عبارة الرؤيا، وليعلم أبو الأسود
أهل البصرة الإعراب"، أو انه قال: "تفقهوا
في الدين، وأحسنوا عبارة الرؤيا، وتعلموا
العربية". وفسّر "الحسن"العربية، بأنها
التنقيط، أي أن ينقط المصحف بالنحو، وذكر
ان النبي قال: "عليكم بتعلم العربية، فإنها
تدل على المرؤة وتزيد في المودة. وروي أن
عمر كتب: "أما بعد: فإني آمركم بما أمركم به
القرآن، وأنهاكم عما نهاكم عنه محمد، وآمر
باتباع الفقه والسنة والتفهم في العربية"،
و "مُر من قبلك بتعلم العربية، فإنها تدل
على صواب الكلام، ومرهم برواية الشعر،
فإنه يدل على معالم الأخلاق".

وورد أن "عبد الله بن مسعود "كان يتعاطى
العربية والشعر، وقد كان يسأل في ذلك "زر
بن حُبيش"، وكان من أعراب الناس. "قال عاصم:
كان من أعرب الناس. وكان ابن مسعود يساأله
عن العربية". وورد: "كان بعض اليهود قد علم
كتاب بالعربية، وكان تعلمه الصبيان
بالمدينة في الزمن الأول". وورد أن أهل
الحيرة كانوا يتعلمون "العربية" في
الكتاتيب، وان لهم ديواناً يكتب
بالعربية، كما كان للفرس ديوان يدون
الرسائل إلى العرب بالعربية، وأن أهل
الأنبار كانوا يكتبون بالعربية
ويتعلمونها.

وبعد، فما هي تلك العربية التي كان
"العلامة ؟ "المزعوم يعلمها في المسجد وكان
من أعلم الناس بها ؟ وما هي تلك العربية
التي كان الخليفة يوصي حكامه وأصحابه بأخذ
الناس بها ؟ أو العربية التي علمها اليهود
بيثرب ؟ عربية بمعنى الإبانة والافصاح
وتحريك الفم تحريكاً كفيلاً بإخراج
الحروف من مخارجها إخراجاً واضحاً ؟ أم
عربية أخرى ؟ أم عربية الكتابة. أي تقليم
الخط، أم بالمعنى الذي دفع "أبا الأسود"
على وضع العلأمات لضبط الحركات ولصيانة
الألسنة من الوقوع في اللحن. ولو سألتني
رأيي، لقلت لك حالاً: أنها العربية
الثانية. العربية الكفيلة بضبط الألسنة
وتعليمها كيفية النطق الصحيح وفقاً
لقواعد العربية، أي الإعراب وتفسير معاني
الألفاظ، أي اللغة، وأوضح دليل على ما
أقوله، ما جاء في الرواية المتقدمة من أن
"عمر بن الخطاب "لما سمع خطأ الأعرابي
الفاحش في قراءة الآية أمر "أن لا يقرأ
القرآن إلا من يحسن العربية"، ومن وصيته
بأخذ الناس بالعربية، ومن قوله أيضاً:
"تعلموا الفرائض والسنن واللَحٌن كما
تعلمون القرآن"، و "تعلموا اللحن في القرآن
كما تتعلمونه، يريد تعلموا لغة العرب في
القرآن"، أو: "تعلموا اللحن والفرائض فإنه
من دينكم".

فلم يكن خطأ "الإعرابي" هو خطأ في
كيفية اخراج الحروف من مخارجها، و لا في
كيفية الإفصاح وإبانة الكلم، وإنما في جره
رسوله، وتوهمه عطفها على المشركين، مما
أخرج الآية إلى عكس ما أراد الله منها. أي
غلطه في اللغة، ولهذا فزع الخليفة فحث
الناس على تعلم العربية، لتكون دليلاً لمن
يتعلمها وهادياً له في صون لسانه من الوقوع
في الخطأ، وفي هذا الحث دلالة على وجود علم
سابق عند العرب بكيفية حفظ الألسنة من
الوقوع في الخطأ ومجانبة القواعد العامة.
ويعود هذا العلم إلى ما قبل الإسلام.

أضف إلى ذلك ما ذكرته سابقاً من قول عمر:
"أما بعد: فتفقهوا في الدين، وتعلموا
السنة، وتفهموا العربية، وتعلموا طعن
الدرية، وأحسنوا عبارة الرؤيا، وليعلم
أبو الأسود أهل البصرة الإعراب". فإذا صح
هذا الخبر دل على وجود الإعراب في زمن عمر،
وعلى ان المراد من الإعراب الذي كلّف "أبا
الأسود" أن تعلم أهل البصرة به، هو النحو،
أي قواعد صيانة اللسان من الوقوع في الخطأ
في الكلام.

ولو تساهلنا فأخذنا "العربية "الواردة في
قول "عمر" وغيره بالمعنى اللغوي الظاهر من
اللفظة، وهو الإفصاح والإبانة وإخراج
الكلم حسب أصول النطق عند العرب، فإن هذا
المحمل يحملنا على الذهاب إلى وجود علم
سابق، كان الناس يراعونه ويسيرون بمقتضى
اعتباراته وقواعده في كيفية النطق
بالكلم، ويسمونه: العربية.

/ 456