حارسا لفمي حتى لا يميل قلبي الى كلمات الاثم منتحلا عذرا عن خطاياي وهنا القى الشيخ خطابا على
اللسان وانصرف الاصغر فلبثا من ثم خمس عشرة سنة اخرى حتى التقيا لأن الاصغر غير مسكنه لذلك عندما
عاد الاكبر فلقيه قال لماذا لم ترجع ايها الاخ الى مسكني أجاب الاصغر لأني لم اتعلم جيدا حتى الان ما
قلته لي فقال الاكبر كيف يمكن ذلك وقد مرت الآن خمس عشرة سنة أجاب الاصغر اما الكلمات فقد تعلمتها في
ساعة واحدة ولم انسها قط ولكني حتى الان لم احفظها فما الفائدة من ان يتعلم المرء كثيرا جدا ولا
يحفظه ان الله لا يطلب أن تكون بصيرتنا جيدة بل قلبنا وهكذا لا يسألنا في يوم الدينونة عما تعلمنا بل
عما عملنا
الفصل المئة والخمسون
أجاب الاكبر لا تقل هكذا ايها الاخ لأنك انما تحتقر المعرفة التي يريد الله أن تعتبر أجاب الاصغرفكيف أتكلم اذا حتى لا أقع في الخطيئة لأن كلمتك صادقة وكلمتي أيضا أقول اذا ان من يعرف وصايا الله
المكتوبة في الشريعة يجب عليه العمل بهذه اولا اذا أحب أن يتعلم بعد ذلك اكثر وليكن كل ما يتعلمه
الانسان للعمل لا لمجرد العلم به أجاب الاكبر قل لي أيها الاخ مع من تكلمت لتعلم انك لم تتعلم كل ما
قلته أجاب الاصغر اني اتكلم ايها الاخ مع نفسي اني اضع كل يوم نفسي أمام دينونة الله لأعطي حسابا عن
نفسي واشعر على الدوام في داخلي بمن يوبخ ذنوبي قال الاكبر ما هي ذنوبك ايها الاخ الذي هو كامل اجاب
الاصغر لا تقل هذا لاني واقف بين ذنبين كبيرين الاول اني لا أعرف نفسي اني أعظم الخطأة الثاني لا
أرغب في مجاهدة النفس لذلك اكثر من الآخرين أجاب الاكبر كيف تعلم انك أعظم الخطأة اذا كنت اكمل
الناس أجاب الاصغر ان الكلمة الاولى التي قالها لي معلمي عندما لبست لباس الفريسيين هي انه يجب علي
أن افكر في خير غيري وفي اثمي فاذا فعلت هذا عرفت انني