اختلفوا في إضمار حرف العطف فالأكثرون على أنه لا يضمر لأن الحروف أدلة على معان في نفس المتكلم فلو أضمرت لم يكن شيء يدل عليها فلا يهتدى إلى مراد المتكلم وكما أن حروف النفي والتوكيد والتمني والترجي ونحوها لا تضمر فكذلك حروف العطف وإما إضمار حروف الاستفهام في بعض المواضع فلأن للمستفهم هيئة تخالف هيئة المخبر ففي الكلام ما يدل عليه وذهب أبو علي الفارسي وجماعة من المتأخرين كابن مالك وابن عصفور ونحوهما إلى جواز ذلك وقيده المحققون عند فهم المعنى واستدل الفارسي له بقوله تعالى ( ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا . . . ) الآية قال تقديره وقلت لا أجد ما أحملكم عليه كان جواب ( إذا ) قوله ( تولوا ) وذكر أبو القاسم اللورقي أن الإمام الشافعي حمل على هذا ما اختاره من التشهد ( التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله ) بغير واو على ما رواه ابن عباس رضي الله عنه وروى أبو زيد أن العرب تقول أكلت لحما لبنا تمرا وجعل ابن مالك من هذا قوله تعالى ( وجوه يومئذ ناعمة )