16 فصل الفصل والوصل - فصول المفیدة فی الواو المزیدة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فصول المفیدة فی الواو المزیدة - نسخه متنی

خلیل بن کیکلدی علایی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بعد قوله ( وجوه يومئذ خاشعة ) ومنه أيضا قول الشاعر ( كيف أصبحت كيف أمسيت مما يزرع الود في فؤاد السقيم ) وقول الآخر ( ما لي لا أبكي على علاتي صبائحي غبائقي قيلاتي ) وقول الآخر ( ضربا طلخفا في الطلى شخيتا ) يريد ضربا طلخفا وشخيتا والطلخف الشديد والشخيت دونه في الشدة والطلى جمع طلية وهي صفحات الأعناق وأنشدوا أيضا قول الآخر ( فأصبحن ينشرن آذانهن في الطرح طرفا شمالا يمينا ) ( وأمت بنا مشرقا مغربا غبارا وحبسا صحارى حزونا ) تقديره شمالا ويمينا ومشرقا ومغربا ومنع السهيلي ذلك في الآية المتقدمة وجعل جواب ( إذا ) في قوله تعالى ( قلت لا أجد ) وقوله ( تولوا وأعينهم ) إخبارا عنهم وثناء عليهم لأنها نزلت في قوم مخصوصين عرفوا بأعيانهم قال والكلام غير محتاج إلى العطف بالواو لأنه مرتبط بما قبله كالتفسير له قلت وكذلك المنع أيضا متوجه في قوله ( وجوه يومئذ ناعمة ) إذ لا ضرورة إلى العطف ويجوز أن يكون ذلك جملة ابتدائية مستأنفة وأما الأبيات وإن تضمنت إضمار حرف العطف ففيها كلامان أحدهما أنها قليلة جدا بالنسبة إلى باقي الكلام فلا يقتضي ذلك جوازا عاما والثاني أنها وإن اقتضت الجواز فينبغي أن يقتصر به على ما كان مثلها حيث يكون المعطوفان متجاور غير متراخ بعضهما عن بعض كما روى أبو زيد من قولهم أكلت لحما لبنا تمرا ليدل ذلك دلالة ظاهرة على تقدير العاطف بخلاف ما إذا تخلل فصل فإنه لا يبقى في قوة الكلام دلالة على تقديره وقد ذكر السهيلي أن البيت المتقدم ( كيف أصبحت كيف أمسيت . . . ) لم يرد الشاعر فيه العطف إذ لو أراد ذلك لانحصر إثبات الود في هاتين الكلمتين من غير مواظبة ولا استمرار عليها وإنما أراد أن يجعل أول الكلام ترجمة على سائر الباب يريد الاستمرار على هذا الكلام والمواظبة عليه وعلى مثله هو الجالب للود والله أعلم

16 فصل الفصل والوصل

يتصل بهذا الكلام القول في المواضع التي يحسن فيها الإتيان بالواو العاطفة والتي يحسن فيها حذفها أويتعين وهو الفن المسمى بالفصل والوصل في علم البيان وهو من أدق أبوابه وأغمضها مسلكا ولا يقوم به إلا من أوتي في فهم كلام العرب فهما دقيقا وطبعا سليما ورزق في إدراكه ذوقا صحيحا ولهذا سئل بعض العلماء عن البلاغة فقال معرفة الفصل من الوصل وإنما الإشكال في هذا الباب في الواو دون غيرها من حروف العطف لأن تلك تفيد مع التشريك شيئا زائدا كالترتيب في الفاء والتراخي في ثم وكإفادة أو أن المراد أحد الشيئين وكذلك البقية بخلاف الواو فإنها تفيد مطلق الجمع كما تقدم وهو التشريك في أصل الحكم أو في بعض صفاته أو في لازم المسمى إما ذهنا أو عرفا ونحو ذلك من الجهات الجامعة لاقتضاء العطف عطف الجمل والذي يتصدى النظر فيه الكلام في عطف الجمل بعضها على بعض وتركه وقد ذكر جماعة من النجاة لما تكلموا في إضمار الواو العاطفة أن المتكلم بالخيار في الجمل إن شاء عطفها وإن شاء لم يعطف ومثلوا ذلك بقوله

/ 65