أما الواو التي تدخل على أول الكلمة وليست معدودة منها وهي المقصودة بهذا الكتاب فهي على أنواع واو العطف وواو الحال وواو القسم وواو رب وواو الجمع مثل استوى الماء والخشبة وواو الصرف مثل قولهم ( لا تنه عن خلق وتأتي مثله ) فهذه الستة هي التي يعمل الكلام عليها إن شاء الله وتجيء أيضا زائدة في الجواب بحيث لو حذفت لما اختل الكلام كما أنشد الفراء ( حتى إذا قملت بطونكم ورأيتم أبناكم شبوا ) ( وقلبتم ظهر المجن لنا إن اللئيم العاجز الخب ) قال أراد قلبتم وقد تجيء كذلك في غير الجواب أيضا قال أبو كبير الهذلي ( فإذا وذلك ليس إلا حينه وإذا مضى شيء كأن لم يفعل ) قال الأزهري أراد فإذا ذلك يعني شبابه وما مضى من أيام تمتعه والذي ذهب إليه جمهور البصريين أنها ليست زائدة وإنما هي عاطفة على محذوف مقدر وسيأتي تتمة الكلام في ذلك إن شاء الله
6-فصل النوع الأول الكلام على الواو العاطفة
وهي إما أن تعطف مفردا على مفرد أو جملة على جملة فإذا عطفت جملة على أخرى اشترط أن يكون بينهما تناسب يقتضي المشاركة بالعطف فلا يحسن أن تقول زيد قائم وعمرو شاعر لعدم المناسبة بينهما إلا أن يكون ذلك جوابا لمن أنكر هذين الحكمين أو شك فيهما فتكون قرينة كلامه المتقدم هي المقتضية لجواز العطف بين هاتين الجملتين وقد عيب على أبي تمام قوله ( لا والذي هو عالم أن النوى صبر وأن أبا الحسين كريم )