تقرر أن الواو لا تزاد أولا وإنما تقع مزيدة بعد ذلك فتكون ثانية كما في جوهر وكوثر وعوسج إلحاقا لها بجعفر وأصل جوهر من الجهارة وهي الحسن والزينة قال الشاعر ( وأرى البياض على النساء جهارة ) وأصله من الجهر وهو إظهار الشيء وأما كوثر فهو من الكثرة قال الشاعر ( وأنت كثير يابن مروان طيب وكان أبوك ابن العقائل كوثرا ) وأما العوسج فهو شجر له شوك وجناه أحمر وقضوا على واوه بأنها مزيدة وكأن أصله مع العسج وهو مد العنق في المشي فكأن الإبل تمد أعناقها إلى هذا الشجر عندما تأكل منه فقيل فيه عوسج ويحتمل أن يكون القضاء على واوه بالزيادة بناء على القاعدة المتقدمة أنه إذا كان مع الواو ثلاثة أحرف أصول فهي مزيدة وإن لم يكن مأخوذا من العسج وتزاد الواو ثالثة كما في جهور وقسور وقرواح ودهور أما جهور فهو من الجهر كما تقدم وكذلك قسور من القسر وهو القهر وقرواح من القراح وهو الموضع الذي لا شجر فيه ويقال دهور الرجل اللقمة يدهورها إذا كبرها والواو فيه مزيدة بناء على القاعدة المذكورة أيضا وكذلك تزاد ثالثة في عجوز وعمود ونحوهما ووجهه ظاهر وتزاد رابعة في نحو ترقوة وعرقوة وعنفوان فالترقوة العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق والتاء فيه أصلية قال الجوهري حكى أبو يوسف ترقيت الرجل ترقاة إذا أصبت ترقوته والألف فيها إلحاقية كما في سلقيت