إذا تقدم معطوف ومعطوف عليه وتأخر عنهما ضمير يعود عليهما وكان العطف بالواو لزم عود الضمير علىحسب ما تقدم من إفراد وتثنية وجمع تقول زيد وعمرو قاما وزيد وعمر وبكر قاموا ولا يجوز أن تفرد الضمير وتجعله عائدا على الأخير إلا حيث سمع ويكون ما دل على الحذف من الأول لدلالة الثاني عليه نحو قوله تعالى ( والله ورسوله أحق أن يرضوه ) فإنه كان الوجه أن يجيء يرضوهما ولكنه أفرد على تقدير والله أحق أن يرضوه ورسوله أحق أن يرضوه فحذف الخبر من الأول لدلالة الثاني عليه وهو أولى من أن يجعل المحذوف خبر الثاني لما فيه من التفريق بين المبتدأ وخبره ولأن في ذلك التقدير جعل الخبر للأقرب إليه ويدل عليه قول الشاعر ( نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والرأي مختلف ) فأفرد راض لأنه خبر عن أنت وكان المقدر هو الخبر عن الأول ولو كان الملفوظ به خبرا عن الأول لقال راضون ومنهم من جعل أحق أن يرضوه خبرا عن الاسمين لأن أمر الرسول تابع لأمر الله تعالى ولأنه قائم عن الله تعالى كما قال الله تعالى ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) وهذا فيه نظر ولا يستقيم مثله في قول الشاعر ( إن شرخ الشباب والشعر الأسود ما لم يعاص كان جنونا ) فإنه كان الوجه أن يقال ما لم يعاصيا ولكنه أفرد وحذف من الأول لدلالة الثاني عليه والمقصود أن مثل هذا يقتصر به على ما سمع ولا يكون قياسا وليس هذا الحكم من إفراد الواو بل إذا كان العطف بحتى فالحكم أيضا كذلك وأما إذا كان العطف بالفاء فإنه يجوز تثنية الضمير كما تقدم في الواو ويجوز إفراده ويكون الضمير عائدا إلى الثاني وخبر الأول محذوف لدلالة الثاني عليه وجاز ذلك لأن الفاء لما فيه من الترتيب يقتضي إفراد خبر الأول عن خبرا الثاني وكذلك إذا كان العطف بثم لكن الأحسن