26 فصل القسم الثالث من أنواع الواو ما ينتصب بعدها المفعول معه
لمصاحبة معمول فعل إما لفظا أو معنى لازما كان أو متعديا مثل جئت وزيدا واستوى الماء والخشبة ت والواو هنا جامعة غير عاطفة وأصل ما بعدها أن يكون معطوفا ولكنه عدل به إلى النصب لما لحظ فيه من معنى المفعول به فإذا قلت استوى الماء والخشبة كان معناه ساوى الماء الخشبة وكذلك جاء البرد والطيالسة معناه بالطيالسة ثم إن مسائله تتنوع إلى خمسة أنواع الأول ما يتعين فيه العطف ولا يجوز غيره كقولك كل رجل وضيعته فلا يجوز هنا النصب لأنه لا ناصب له ولا ما يطلب الفعل والخبر هنا مقدر معناه مقترنان ونحو ذلك وحكي عن الصيمري أنه جوز النصب في مثل هذا وحكموا عليه بالغلط وقد بين سيبويه أنه لا يجوز النصب فيه والثاني ما يتعين فيه النصب مثل مشيت والساحل وسار زيد والجبل فلا يجوز غير النصب لأن الجبل والساحل لا يشاركان في المشي والسير فيتعذر العطف لفساد المعنى وعد بعضهم من هذا المعنى قولهم استوى الماء والخشبة لأن الخشبة لم تكن معوجة حتى تستوي فيتعذر العطف وغيره مما يأتي بعد هذا ومن هذا النوع أيضا قول الشاعر أنشده سيبويه ( فكونوا أنتم وبني أبيكم مكان الكليتين من الطحال ) أي مع بني أبيكم لأنه أمرهم بموافقة بني أبيهم ولم يأمر بني أبيهم بالدخول معهم في الأمر فوجب نصبهم على المفعول معه ولو كانوا بني أبيهم مأمورين لكانوا مرفوعين بالعطف على الضمير في كونوا لأنه مؤكد بقوله أنتم فكان يمكن العطف فلما عدل عنه مع إمكانه دل على أن الأمر لأولئك وحدهم فتعين النصب