فصول المفیدة فی الواو المزیدة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
بن مسعدة والمازني وأبى عمر الجرمي والمبرد وأبي بكر بن السراج وإبي إسحاق الزجاج وأبي علي الفارسي والرماني وابن جني والسيرافي وكذلك جلة الكوفيين كالكسائي والفراء ومعاذ الهراء وهشام وابن سعدان ولم أجد لهم مخالفا في ذلك إلا صاحب العين والفارابي ولا شك أن هؤلاء رأوا الأبيات التي وردت فيها للتكثير فإنها كثيرة ثم ذكر قول سيبويه المتقدم معنى كم معنى رب وقال لا حجة فيه لأنه قد صرح في مواضع أن رب للتقليل وكم للتكثير وهو يستعمل ذلك أيضا فإنه إذا تكلم في كتابه على الشواذ يقول في كثير منها ورب شيء هكذا . . . يريد أنه قليل نادر وقد أنشد بيت الفرزدق ( فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر ) ثم قال وهذا لا يكاد يعرف كما أن ( ولات حين مناص ) كذلك ورب شيء هكذا وقد فسر أبو علي الفارسي وغيره قوله إن معنى كم معنى رب على أن مراده أنهما يشتركان في أنهما يقعان صدرا وأنهما لا يدخلان إلا على نكرة وأن الاسم المنكور الواقع بعدهما يدل على أكثر من واحد وإن كان الاسم الواقع بعد كم يدل على كثير وبعد رب على قليل قال وكذلك قال ابن درستويه والرماني وغيرهما قلت وفي حمل كلام سيبويه على هذا جمع بين جميع كلامه ودفع التناقض عنه والكلام الآن في المواضع التي جاءت فيها لا تحتمل إلا التقليل وفي مواضع التكثير ثم في الجواب عنها فمن الأول ما اتفقوا عليه من قولهم ربه رجلا ونص عليها سيبويه في الكتاب وهو تقليل محض لأن الرجل لا يمدح بكثرة النظير بل بقلته وقال الشاعر ( ألا رب مولود وليس له أب وذي ولد لم يلده أبوان ) ( وذي شامة غراء في حر وجهه مجللة لا تنقضي لأوان ) وهذه الثلاثة لا نظير لها الثلاثة لا فيما ذكر فالمولود الذي ليس له أب عيسى عليه السلام والذي له ولد ولم تلده أبوان آدم عليه السلام وصاحب الشامة هو القمر شبه الكلف الذي يظهر فيه بالشامة وقال الآخر ( رب نهر رأيت في جوف خرج يترامى بموجه الزخار ) ( ونهار رأيت نصف الليل وليل رأيت منتصف النهار ) يعني بالخرج الوادي الذي لا منفذ له والنهار فرخ الحبارى والليل فرخ الكروان وأنشد البطليوسي لحاتم طيء ( وإني لأعطي سائلي ولربما أكلف ما لا أستطيع فأكلف ) وجعل رب هنا للتقليل وليست صريحة في ذلك كالذي قبله بل لعل مراده التكثير لأنه في مقام التمدح ومن المواضع التي جاءت للتكثير قوله تعالى ( ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين ) قال أبو علي الفارسي لا معنى للتقليل فيها لأنه لا حجة عليهم فيه وقوله في الحديث المتفق عليه ( يا رب كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة ) قال ابن مالك ليس المراد أن ذلك قليل بل المراد أن المتصف بهذا من النساء كثير وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه