و من ذلك ما احتجب به الصادق جعفر بن محمد(ص) لما بعث المنصور إليه إلى المدينةليقتله و هي المرة التاسعة رويناها من كتاب الخصائص للحافظ أبيالفتح محمد بن أحمد بن علي النطنزي و قدأثنى عليه محمد بن النجار في تذييله علىتاريخ الخطيب مقدار قائمة فقال من جملةوصفه له أبو الفتح محمد بن علي الأصفهانيالنطنزي و نطنز بليدة بناحية أصفهان نادرةالفلك باقعة الدهر فاق أهل زمانه في بعضفضائله فقال في كتاب الخصائص ما هذا لفظهقرأت على الإمام أبي منصور بن أبي شجاع وقلت له أخبركم والدك الإمام الحافظ فأقربه قال أخبرنا أبو الفضل عبد الواحد بن عليبن نوعه قال أخبرنا أبو العباس أحمد بنإبراهيم تركان قال حدثني منصور بن محمد بنجعفر الصيرفي قال أخبرني أبو الحسن إسحاقبن عبد الرب بن المفضل قال حدثني عبد اللهبن عبد الحميد قال حدثني محمد بن مهرانالأصفهاني قال حدثني خلاد بن يحيى عن قيسبن الربيع قال حدثني أبي الربيع قال دعانيالمنصور يوما قال أ ما ترى ما هو هذايبلغني عن هذا الحبشي قلت و من هو يا سيديقال جعفر بن محمد و الله لأستأصلن شأفته ثمدعا بقائد من قواده فقال انطلق إلىالمدينة في ألف رجل فاهجم على جعفر بن محمدو خذ رأسه و رأس ابنه موسى بن جعفر في مسيركفخرج القائد من ساعته حتى قدم المدينة وأخبر جعفر بن محمد فأمر فأتى بناقتينفأوثقهما على باب البيت و دعا بأولادهموسى و إسماعيل و محمد و عبد الله فجمعهم وقعد في المحراب و جعل يهمهم قال أبو نصرفحدثني سيدي موسى بن جعفر أن القائد هجمعليه فرأيت أبي و قد همهم بالدعاء فأقبلالقائد و كل من كان معه قال خذوا رأسي هذينالقائمين فاجتزوا رأسهما ففعلوا وانطلقوا إلى المنصور فلما دخلوا عليه أطلعالمنصور في المخلاة التي كان فيها الرأسانفإذا هما رأسا ناقتين فقال المنصور و أيشيء هذا قال يا سيدي ما كان بأسرع من أندخلت البيت الذي فيه جعفر بن محمد فداررأسي و لم أنظر ما بين يدي فرأيت شخصينقائمين خيل إلي أنهما جعفر و موسى ابنهفأخذت رأسيهما فقال المنصور اكتم علي فماحدثت به أحدا